كَما يَـحْدثُ دائـماً

كَما يَـحْدثُ دائـماً
1
عزلتكَ لا تنزلكَ إلاَّ في الجَمر
وبينَ الأصَابع وَردَة
مَا عسَاها تقُول،واللَّيلُ يَمحو عطرَها ؟
الغائبُ أنتَ،وهَذا الحبرُ
تدفنُ فيه الضَّوءَ الَّذي يشعٌّ دَاخلَك
2
تََتمشَّى قَليلا في ظِلالكَ
فتعودُ مُحمَّلا بأشواك الوجود
مَن يَتحسسُ ظلَّه
يَمتلكُ طُرق الكَلام
لا تََهتَم ! اِختصرْ نَفسكَ في خُدعَة الصَّمت
أنتَ مُجرد سَائل لا اِسْم لَـه !
3
تتلاشى كبخار وتَرغبُ
تأمُّلَ الأشجَار
لكنَّ
أفواهَ النَّوافذ يملؤُها الوحَل
4
تَخرج ُمنكَ إليهمْ فلا تَجدُ
غيرَ القُبور !
5
تَمضي مُخلصاً لقَلبكَ
لا تُزعجُ ببَّغاء في مَسكَن الوَهْم
طَريقُ الاشتباك مع اللغة جرأة
ورطة تأويل
غَامضَة كالشعر ،والحبِّ ،والمَوت
والسالكون فيها جرحى
6
يَطولُ اللَّيل
والشَّمعةُ يتآكلُ لَهيبُها
لا يصغُرقَلبُك
لكنَّك تَحزَنُ بشَكل آخَر
فَدفءُ الحُلم يَبتَعد
7
تُقرفصُ داخلَك
مُفرداً تَتكلمُ
مُتوشِّحابأحوالكَ تُسافرُ
لا تُخاطب إلَّا مَجهُولَك
8
تعودُ إليكَ لتَستريحَ في
بَقايَاك
لا شيءَ يُؤلمكَ إلا لُغةٌ تشعلك
وتطفئك
9
تَحلمُ أنك شجرَة،
وحيناً آخَرأنكَّ طَائر منْ ضباب ، يَمضي ولا يَعود
كَعابرقَلق في لوحَة من دخَّانٍ ودَم
تَستفيقُ وتَضحَك
ثمَّ تَضحَك
تََعرفُ ما هُوالدَّرب،
قَلبكَ وَحدهُ يقودُك
10
الكنَاري، غَريباً في القَفص ،يُغرِّد
القطارُ يمرُّ مُسرعاً
وأنتَ كَلمات منْ رمَاد تقَع
11
"اليَوم هوَ البَارحَة ،والبَارحَة كَانتْ غداً " *
أنتَ تَموتُ فَحسْب !
خَسر َالعالمُ الحبّ
صارَ يَصنَع ، ولا يرَى
12
لا شيءَ يحدُث أيها المَخدوعُون
لاشَيء! سوَى دَورةُ الرأسمَال
العالمُ يَبدُو مُملاًّ
الإنسانُ يَتقلَّصُ
وكلُّ شَيء يَسقطُ في الحَرب،
الحَربُ التي تدورُ بنَا وَعلينَا
13
تُشرقُ الشَّمس ..
ونَهارنَا يَبكي
14
لا نَتعَب
لأنَّنا
لا نُفكِّربلغَة اشتغال الخُروج منْ معَادِن الحَرْف
15
تَقترفُ الأمَل ،فتُجنّ !
وَتَنمحِي عندَ نهايَة الكَلام
كفراشَة تطفُو في
العدَم

فَــــ كَما يَحدثُ دائماً
يَقتلُ "الإنسَانُ " الإنسان
ويَهدمُ كلَّ قَلب يقُودهُ إلَيه !

أبريل ٢٠١٩
*من أقوال الفيلسوف اليوناني هيراقليطس