علي محمد تيراب (علي المجينين) - حجرٌ في انتظار راكِله...

أملكُ يدا، ولكنّي لا أُجيد المُصافحة
لا أُجيد سقي أطفال الوردة، لا أُجيد الضّغط على الزّنادِ
لا أُجيد اختلاق بيتا من رمال البحر، لا أجيد فكّ ازرار الحُزن من على صدر امرأة
أملكُ يدا
ولكن أليست كلّ الأشياء آيلة للزّوال
فأبي كان مزارعا وسيما، أحبّ المعول
أحبّ المطر ولون البذرة
في عروقه دماء حية، يغازلُ حرّ الشّمس بقامته
بين خريف واخر ، بين ظلّ الشّجرة وباب بيتنا
بين الحكاية وكوب القهوة
رمى البذرة؛ وفي انتظارِ الحصاد
نبتت حدبة على ظهره
على كرسيٍّ خشبي، جلس وعلى وجهه الحُزن
حينها تلاشى كلّ المرح من البيت
أليست كلّ الأشياء آيلة للزّوال
أمي: كانت تحبّ أغاني (سيد خليفة)
تحبّ جلوسنا على طاولة الغداء
تحبّ القطّ (ماركوس) ، تحبّ نساء اريتريا
وغناء الاثيوبيات؛ تحبّ أكثر رميهن لجدائهلن
كُلّما غنين ورقصن!
تحبّ أن تلقبني (أبوي)، أمّي تحبّ كلّ شيء
بين حبّ و حبّ، بين حنان ودفء، بين الشّاي والقرفة
انطلقت أمي مُحلقة وتركت رائحة البُن عالقة في البيت!
أملكُ يدا، ولكني لا أجرؤ على مُصافحة الحياة،
هنا في السّودان: هناك اسطورة مُفزعة
تسمّى حجرٌ في انتظار راكِله
تقول: كلّ من يمُدّ يده بعيدا عن صدرهِ
نصيبهُ رصاصة طائشة، ثُمّ يموتُ مختنقا
بأكثر من حرب

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى