حين اختمرتْ الفكرة في ذهنِ (كوشولو)، وأخذتْ حيزًا كبيرًا من تفكيرهِ، عزم على تنفيذ ما خططَ له، لم تكن المشكلة في مغادرة كوكبه (ودمدناسي ) لبضعة آلاف من السنين، بل ما أثار قلقهُ وربما حزنهُ حرمان نفسهِ من متعة كان قد تعود على فعلها كل يوم ألا وهي التخاطرُ مع ابنه الذي ما زال جنينًا في عامهِ الرابع، لكن سطوة أحلامنا غالبًا ماتجبرنا على أن ندير ظهورنا للواقع حتى وإن كان جميلًا، وهذا ما كان مع كوشولو، فأحلامه كانت جبارة لم تمهله سوى سبع سنين وهو موعد شروق شمس اليوم التالي، ليحملَ نفسهُ ويذهبَ في أغربِ رحلةٍ.
الفضاء وهو يَضمُ بين جنباتهِ الكواكب، والنجوم، والشموس كما تَضمُ الأم وليدها، كان قد أنساه التفكير بصغيرهِ وهَدّأ من حنينهِ المتزايد مع المسافة التي عليه قطعها للوصول إلى هذا الكوكب المتناهي في الصغر المسمى الأرض، والتي كانت تدعى سابقًا أرض النسيان.
بتثاقلٍ فتحَ كوشولو عينيهِ، منظرُ السماء العالية الصافية والشمس تتوسطها، كان أول شيء يراهُ، شعرَ بالاندهاش والروعة، لم يخرجهُ من حالتهِ تلك سوى سماعه صوت تغريد بلابل مختبئة بين أوراق شجرة تفاح فتية، طّرِبَ لسماعها فالصوت جاء متزامنًا مع خرير جدول ماء بالقربِ منهُ والذي كانت تحيطهُ كائنات ملونة جميلة عبيرها ملأ المكان، كل ذلك قد بدد وحشتهُ وجعلهُ يألف المكان بسرعة، لكن ذلك لم يمنعهُ من أن يسألَ نفسهُ، أينَ أنا ؟ مَنْ أنا ؟
لقد نسي كوشولو كل شيء لأنه هبطَ في أرضِ النسيانِ.
لا يعرف كم من الوقت مرَ عليهِ وهو يَسيرُ وحيدًا على غير هدىً، تعاقبتْ عليه الأيام والليالي دون أن تُخطئ ، كل شيء حوله ينثرُ السحرَ ويحملُ الجمالَ داخلهُ، الجبال والبحر وحجارة الوادي وغيوم السماء وحتى رمال الصحراء جميعها وقفتْ تُرتلُ أغنية واحدة كوشولو هو المصغي الوحيد لها، ذلك لم يمنع جنود الحزن من الزحف عليه لتحتلَ أيامه وتسكن روحه ثم لتسقطَ دموعه غزيرة صافية وهو الذي لم يجرب هذا الشعور من قبل، كان يعرفُ أنه يبحث عن شيء ينقصه، لكن لم يكن يعرف ما هو أو أينَ هو!.
صوتها وهي تغني، قطعَ عليهِ حوارهُ مع ذاتهِ وجعلهُ يتلفتُ، صوتٌ بعثَ الدفء في جسمه البارد وأيقظَ روحاً كانت نائمة، تلك كانت داريسا الجميلة، سيدة أرض النسيان.
فجأة، تلونتْ الصخور، رقصتْ أمواج البحر، ضحكتْ السماء حتى سقطتْ دموعها على الأرض العطشى لتزهرَ الرياحين ويثمرَ الشجر، رجعتْ الطيور لأعشاشها، ومنذُ ذلك الزمن ما زالَ كوشولو يتلفتْ كلما سَمِعَ صوتُ امرأة، يظنُها جميلتهُ (داريسا).
الفضاء وهو يَضمُ بين جنباتهِ الكواكب، والنجوم، والشموس كما تَضمُ الأم وليدها، كان قد أنساه التفكير بصغيرهِ وهَدّأ من حنينهِ المتزايد مع المسافة التي عليه قطعها للوصول إلى هذا الكوكب المتناهي في الصغر المسمى الأرض، والتي كانت تدعى سابقًا أرض النسيان.
بتثاقلٍ فتحَ كوشولو عينيهِ، منظرُ السماء العالية الصافية والشمس تتوسطها، كان أول شيء يراهُ، شعرَ بالاندهاش والروعة، لم يخرجهُ من حالتهِ تلك سوى سماعه صوت تغريد بلابل مختبئة بين أوراق شجرة تفاح فتية، طّرِبَ لسماعها فالصوت جاء متزامنًا مع خرير جدول ماء بالقربِ منهُ والذي كانت تحيطهُ كائنات ملونة جميلة عبيرها ملأ المكان، كل ذلك قد بدد وحشتهُ وجعلهُ يألف المكان بسرعة، لكن ذلك لم يمنعهُ من أن يسألَ نفسهُ، أينَ أنا ؟ مَنْ أنا ؟
لقد نسي كوشولو كل شيء لأنه هبطَ في أرضِ النسيانِ.
لا يعرف كم من الوقت مرَ عليهِ وهو يَسيرُ وحيدًا على غير هدىً، تعاقبتْ عليه الأيام والليالي دون أن تُخطئ ، كل شيء حوله ينثرُ السحرَ ويحملُ الجمالَ داخلهُ، الجبال والبحر وحجارة الوادي وغيوم السماء وحتى رمال الصحراء جميعها وقفتْ تُرتلُ أغنية واحدة كوشولو هو المصغي الوحيد لها، ذلك لم يمنع جنود الحزن من الزحف عليه لتحتلَ أيامه وتسكن روحه ثم لتسقطَ دموعه غزيرة صافية وهو الذي لم يجرب هذا الشعور من قبل، كان يعرفُ أنه يبحث عن شيء ينقصه، لكن لم يكن يعرف ما هو أو أينَ هو!.
صوتها وهي تغني، قطعَ عليهِ حوارهُ مع ذاتهِ وجعلهُ يتلفتُ، صوتٌ بعثَ الدفء في جسمه البارد وأيقظَ روحاً كانت نائمة، تلك كانت داريسا الجميلة، سيدة أرض النسيان.
فجأة، تلونتْ الصخور، رقصتْ أمواج البحر، ضحكتْ السماء حتى سقطتْ دموعها على الأرض العطشى لتزهرَ الرياحين ويثمرَ الشجر، رجعتْ الطيور لأعشاشها، ومنذُ ذلك الزمن ما زالَ كوشولو يتلفتْ كلما سَمِعَ صوتُ امرأة، يظنُها جميلتهُ (داريسا).