_لا .. لا .. لا تفعلي!
صرختْ وهي تقتحم عليّ الغرفة، لا أعلم من أين أتت، كنت أساعد صغيري كي ينزل عن حافة الشرفة التي صعد إليها في حين غفلة مني، كاد يسقط لولا أنني انتبهت في اللحظة الأخيرة فأمسكت بيده عندما دخلت هي، فزعت من صراخها فأفلتُ يده، كانت تشبهني تماما، ترتدي نفس ثيابي إلا أن عينيها كانتا خاويتين، وكان تجويف عينيها غائرا جدا ومظلما، أقبلت نحوي تحاول الإمساك بي، وأنا أصرخ على صغيري المضرج بدمائه فوق الأسفلت،
قبل أن تصل إليّ أفلتُ منها، خرجت من باب الغرفة واجتزت الصالة، حركتي بطيئة بدرجة مرعبةكأن قدميّ التصقتا بالأرض وأنا أنتزعهما انتزاعا ، فتحت باب الشقة محكم الغلق بصعوبة ، أنفاسي متلاحقة لكنها أيضا بطيئة، وهي تلاحقني، انفتح الباب وقد خمشت عضدي بأظافرها، الطريق طويل و خطواتي ثقيلة، وصلت إلى الأسفل لم أجد سوى بقعة دم كبيرة وخيال يحمل فوق كتفه شيئا و يختفي في شارع مظلم، هرولت خلفه، صرخت: انتظر، هذا ابني.
المكان مظلم ولم أعد أرى شيئا، لا أسمع إلا دمدمة أخذت تعلو شيئا فشيئا ثم مخالب تنغرس في حدقتيّ.
في غرفة مظلمة أحاول أن أجد لها بابا، أسمع صراخ صغيري" ماما سأقع" أتحسس الجدران، أمسك بالمقبض، ينفتح الباب، أجري نحو الصوت، جسد الصغير يتدلى من فوق الشرفة، أصعد السلم بسرعة، أعبر الصالة، أفتح باب الغرفة، أراها تجلس فوق المقعد، تضع ساقا فوق الأخرى، تشبهني تماما، تمسك هاتفها، تتكلم همسا تضحك..تتمايل .. تغنج .. ثم تضحك، الطفل يصعد على حافة الشرفة يختل توازنه، يتشبث بالحافة، يصرخ" ماما .. سأقع"، تنتبه، تذهب نحوه غاضبة، تمسكه بإحدى يديها بينما تحمل الأخرى الهاتف، تصرخ في وجهه وتوبخه، لم أتمالك نفسي، صرخت فيها " لا .. لا .. لا تفعلي" فزعتْ، أفلتتْ الطفل، فرتْ هاربة من هول المنظر، أخذت تبحث عن الصغير، لا تجد إلا بقعة دم، ووحش ينتظر قدومها ويغرس مخالبه في محجريها.
#أمل
صرختْ وهي تقتحم عليّ الغرفة، لا أعلم من أين أتت، كنت أساعد صغيري كي ينزل عن حافة الشرفة التي صعد إليها في حين غفلة مني، كاد يسقط لولا أنني انتبهت في اللحظة الأخيرة فأمسكت بيده عندما دخلت هي، فزعت من صراخها فأفلتُ يده، كانت تشبهني تماما، ترتدي نفس ثيابي إلا أن عينيها كانتا خاويتين، وكان تجويف عينيها غائرا جدا ومظلما، أقبلت نحوي تحاول الإمساك بي، وأنا أصرخ على صغيري المضرج بدمائه فوق الأسفلت،
قبل أن تصل إليّ أفلتُ منها، خرجت من باب الغرفة واجتزت الصالة، حركتي بطيئة بدرجة مرعبةكأن قدميّ التصقتا بالأرض وأنا أنتزعهما انتزاعا ، فتحت باب الشقة محكم الغلق بصعوبة ، أنفاسي متلاحقة لكنها أيضا بطيئة، وهي تلاحقني، انفتح الباب وقد خمشت عضدي بأظافرها، الطريق طويل و خطواتي ثقيلة، وصلت إلى الأسفل لم أجد سوى بقعة دم كبيرة وخيال يحمل فوق كتفه شيئا و يختفي في شارع مظلم، هرولت خلفه، صرخت: انتظر، هذا ابني.
المكان مظلم ولم أعد أرى شيئا، لا أسمع إلا دمدمة أخذت تعلو شيئا فشيئا ثم مخالب تنغرس في حدقتيّ.
في غرفة مظلمة أحاول أن أجد لها بابا، أسمع صراخ صغيري" ماما سأقع" أتحسس الجدران، أمسك بالمقبض، ينفتح الباب، أجري نحو الصوت، جسد الصغير يتدلى من فوق الشرفة، أصعد السلم بسرعة، أعبر الصالة، أفتح باب الغرفة، أراها تجلس فوق المقعد، تضع ساقا فوق الأخرى، تشبهني تماما، تمسك هاتفها، تتكلم همسا تضحك..تتمايل .. تغنج .. ثم تضحك، الطفل يصعد على حافة الشرفة يختل توازنه، يتشبث بالحافة، يصرخ" ماما .. سأقع"، تنتبه، تذهب نحوه غاضبة، تمسكه بإحدى يديها بينما تحمل الأخرى الهاتف، تصرخ في وجهه وتوبخه، لم أتمالك نفسي، صرخت فيها " لا .. لا .. لا تفعلي" فزعتْ، أفلتتْ الطفل، فرتْ هاربة من هول المنظر، أخذت تبحث عن الصغير، لا تجد إلا بقعة دم، ووحش ينتظر قدومها ويغرس مخالبه في محجريها.
#أمل