أ. د. مصطفى الشليح - رباعيات رمضان 1446 (1ـــ15)

بيتان قبل رمضان:
أمنْ تعبٍ .. قدَّ المكانُ قميصَهُ = ومنْ عجبٍ بذَّ الزَّمانُ حريصَه
تقمَّصَ مــا يغلُو وشدَّ سماءَه = ومـدَّ إلى قوتِ الهبـاءِ رخيصَهُ

***

1/ 30
سُوالُكَ أرضِيَ الأولى لباسَا = وأنتَ به صدًى كان التباسَا
أسلُّ يقينيَ الأعلى اقتباسَا = وأغمدُهُ .. بكتمان .. كِناسَا
أدُسُّ دمَ الغزال به احتراسَا = وأحْرُسُه .. تماسًّا والتماسَا
أتُخرسُه وأنتَ القولُ جاسَ = بهِ التبيانُ .. واستفتى قياسَا

***

2 / 30
أقِلَّ الخوفَ .. إلا ما تخفَّى = بأقبيةٍ .. كأنَّ .. بهنَّ كهفَا
كأنَّكَ قبلَ وقتِكَ نِمْتَ ألْفَا = وقبلَكَ عالمُ الأسماء قفَّى
غفا كشفٌ، ولمَّا حينَ شفَّا = ولمَّا شمسُه .. أيَّانَ أغفَى
ندفتَ الماءَ أخبيةً فألفَى = وأنتَ بخوفِه تمحُوكَ كشفَا

***

3 / 30
لأنَّ السِّرَّ أوثقُ منكَ حالا = وأشرقُ فيكَ لا يألو مقالا
لأنكَ ليسَ تعرفُه انتقالا = إليكَ يكونُ أَوْعنكَ ارتحالا
لأنَّ الحَيرةَ العُليا .. تلالا = بحَضرتها .. وإلا هَمَّ آلا
تقولُ: تمثَّلَ السِّرُّ اعتلالا = إذا قمرٌ أريدُ .. دنا هلالا

***

4 / 30
أنا أرضُكَ الأولى، فهلْ تتوجَّعُ = إذا لَكَ قَوْلِي: .. كمْ أنا أتصدَّعُ ؟
وإنْ قلتُ: .. جُرحٌ ذائعٌ يتقنَّعُ = ويدمعُ حينًا .. ثمَّ .. لا يترجَّعُ
تمنَّعَ عنِّي .. إِذْ أريدُ .. ويمنعُ = خلعتُ عليه ما المواقيتُ تخلعُ
تجوعُ يدي .. طوفانُهـا يتذرَّعُ = بما جبلٌ يسْعَى. أمَا كنتَ تسمعُ ؟

***


/30

وهَذا العَالمُ المَأسُورُفَوضَى = إلى فَوضَى سَماءً، ثُمَّ أْرضَا
وذَاكَ العَالمُ المَكْسُورُ بَعْضَا = وكُلاًّ، والمُؤَمَّلُ حَيْثُ يرضَى
كأنْ أفضَى به الإغضَاءُ قبضَا = فغَاضَ به التَّوحُّدُ كَيْفَ أفْضَى
وكانَ قضَى بكلِّ اللَّيل خَوْضَا = فقيلَ له: .. فمَا ذَيَّاكَ يُقْضَى
7
***

30/7

تلفَّعْتَ باللُّقيا وأوشَكْتَ تَخييلا = يَكادُ تَرائيهَا .. بلُقياكَ تأويلا
وأنتَ تُحاذيهَا .. سألتُكَ تعليلا = أحاذيْتَ منها للبداهةِ تعديلا
وأنتَ إليها كيفَ خطوُكَ تبديلا = يهيمُ بواديها، وألهمَ تنزيلا
ولا أنتَ رائيهَا.. وتعذلُ قنديلا = أعَذْلُكَ حَادِيهَا يُخوِّلُ تمثيلا؟

***

30/8

ماذا بوقتكَ ؟ ماءُ الذِّكْر ظمآنُ = بيداءُ تمشي حواسًّا وهْيَ نُكرانُ
تحارُ سُقيا .. ولكنْ .. ثَمَّ كتمانُ = وأنتَ تُمْعِنُ .. إلا ..عَنَّ إذعانُ
وأنتَ تكمُنُ. ذاكَ الوقتُ حيتانُ = لا بحرَ .. لكنَّما الإبحارُ قُرصانُ
حمَّالُ وقتكَ. مَحمولٌ بكَ الحانُ = وماؤكَ الذِّكرُ إلا فهْوَ صنوانُ


***

9 /30

أدر المجاز إلى مجاز الوقفَةِ = وأدرْ زجاجتَها جوازَ الرَّجْفَةِ
أدر انتباهَ القلب عندَ الخفَّةِ = يا ريشةً تأتي المهبَّ .. بألفةِ
لا تسألنَّ .. عن الرُّنُوِّ .. برفَّةِ = فالطائرُ الضَّوئيُّ كان لشُرفةِ
اخْلعْ بذاتكَ خرقةً للسُّدفةِ = أنتَ المُجازُ إلى مَجاز الضِّفَّةِ

***

30/10

لولا تكلَّمَ بي الغمامُ فأسبلا = لولا الكلامُ أقامَ شكلا أولا
لولا الرُّخامُ بنملِه قَدْ عدَّلا = أثرَ الجُنودِ بقوله، فتحوَّلا
لولا بكهفٍ فتيةٌ أنْ تَسألا = ازَّاورتْ بالباب حتَّى تُعْدَلا
لولا تلكَّا هُدهُدٌ ملءَ الفلا = ما قلتُ آيتَها قصيدًا بَسْملا

***
30 / 11
تُحدِّثُني رُؤيا، وتحمِلُني رُؤيا = وأسألُني: ماذا؟ أواحدةٌ ثُنيا ؟
أصدِّقُ ماذا أمْ أصدِّقً ما دُنيا = إلى ضدِّها تأتي، وذاهبةً فُتيا
أفتِّقُ رأيًا .. ثُمَّ .. أرتقُه رأيا = كأنِّيَ أهذي .. أَوْ أطوِّقُه هذيا
إلى نأيِه أدني سُؤاليَ إنْ نأيا = تُحدِّثُني رُؤيا .. فألبسُني عِيَّا

***

30/12
لا يَسْتقرُّ. هَوَاءٌ شَبَّ يَنهارُ = ويَسْتقرُّ. هَوَاءُ دَبَّ يَشتارُ
يَحارُ ألهوبُه ما ليسَ يختارُ = يذرُو عليه ثُرَيَّاتٍ ولا غارُ
ويُستَجَارُ بهِ منه .. فأسْتارُ = إنْ أسْدِلَتْ رُؤيَةً تمْتدُّ أنْظارُ
وقالَ رَبُّكَ: بَرْدًا أيُّها النَّارُ = كُوني إليه، فإبراهيمُ مُختارْ

***
30/13
وقيلَ يا أرضُ ومُجْرَاهَا = ويا جبالا عندَ مَسْراهَا
ويا بحارًا .. كُنَّ أبْرَاهَا = رَبُّكَ .. دُنْيَاهَا، وأخْرَاهَا
ويا رياحًا. هُنَّ أحْرَاهَا = تكُونُ .. أهْدَأ .. وأثْرَاهَا
ألا رُسُوٌّ. نَحْنُ أسْرَاهَا = لوْ جَبَلٌ .. للذَّاتِ عَرَّاهَا

***

30/14
أرحْ بعينيكَ فيضًا شفَّ مُنْفَضَّا = أرحْكَ أغمضَ لمَّا ينتبِهْ ومْضَا
قَبْضٌ بيُسْراكَ أفْتَى آخذًا نبضَا = تقولُ يُمْناكَ إنِّي لا أرى قَبْضا
ولا أرى ..غيرَ بابٍ .. فاتح أرضَا = وكلّ أبوابِه .. تستقطرُ الوَمْضَا
وفتيةٍ اسْتَبَقُوا ريحًا ومُنقضٌَا = "جاءُوا أباهُمْ" إذَا إنْسَانُه ابْيَضَّا

***

30/15
محَا بظنِّه الذي أرْهَصَا = أنَّ حديثه .. بما قلصا
دحا بأرض ظلَّه خلَّصَا = مِنْ ظلِّه بقيَّةً خصَّصَا
ألاحَ بُرْهَةً فما أشْخَصَا = إليه رُؤْيَةً بها شخَّصَا
فَقُصَّها كأنًّها للحَصَى = حديثُه آيًا .. بأنْ يُقبَصَا

***







.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى