جفدت قدرت - وليمة الموتى.. ترجمة : صادق باخان

صار شهر كانون الثاني يغير من لون الهواء ما جعل العالم من تحت السماء الرمادية يبدو اشد تجهما فصار الناس يخرجون فقط الى اعمالهم ، اما الشوارع ، وعلى الاخص الخلفية منها ،فانها تمتد جرداء وخاوية ، ولم يكن ثمة احد يجلس تحت اشجار البلوط في باحات المساجد وعند النافورات والاماكن الباردة واماكن اجتماع الاطفال بالشوارع في اثناء الصيف ولم تكن النافورات قط مهجورة على نحو تام وتكاد تجد كل يوم فيه من يتجه اليها ليجلب الماء. عاد فتى وقد ذهب ليجلب الماء من النافورة الى شارعه وهو يلهث وابلغ اول رجل التقاه في طريقه ( دورسان اغا مات)، كان هذا شخصا مألوفا في الشارع وهو في نحو الخمسين من عمره وهو السقاء وله زوجة وولدان يقيمون في بيت صغير ذي طبقتين وكان كل رأسماله مكوناً من صفيحتين للماء وعمود خشبي مربوط بسلسلة فتتأرجح كل صفيحة من عند نهاية العمود ، وبعدما يرفع العمود في كل صباح فوق كتفه ويربط الصفيحتين بسلسلة يخرج ويطلق نداءه الاول ( ماء ، هل هناك من يريد الماء ؟ )
كان صوته الرنان يبلغ البيت الاخير في الشارع فيرد من هم في حاجة الى الماء عليه – ( دورسان اغا ، رحلة واحدة او رحلتان او ثلاث رحلات ) وكانت الرحلة الواحدة تعني صفيحتين من الماء واذاك يرتقي السقاء الى النافورة القائمة على التل ويشرع من هناك بملء صفيحتيه ، وهو هكذا يذهب طوال النهار جيئة وذهابا بين النافورة والبيوت ويحصل من عمله على ثلاثة قروش عن كل رحلة يقوم بها ويكسب بهذه الطريقة قوت يومه وعدا ذلك بات من المستحيل عليه اطعام اربعة افواه ولكن حمدا لله لان الناس كانوا يستدعون زوجته ( غولناز ) لتعمل خادمة في النهار لثلاث او اربع مرات في الاسبوع وكانت تسعى لمساعدة زوجها ليكسب المزيد من القروش وهي تغش بوسائل صغيرة بدت تثير الحزن ومن غير ان تؤذي احدا فبدت وسائلها هذه بريئة وهي تستهلك بها قليلا من الماء الفائض بمقدار صفيحة او صفيحتين لمجرد ان يكسب زوجها اكثر من ثلاثة قروش ، وفجأة انتهى الان كل ذلك وسرعان ما اكتشفوا قضية موت زوجها ، اكتشفوا انه غداة ربط صفيحتيه المملؤتين بالماء بعموده الخشبي انزلقت قدماه محاولا النهوض من فوق الثلج الذي تصلب في اثناء الليل ولم يتمكن من استعادة توازنه فارتطم رأسه بالصخرة من تحت الحنفية ، فمن كان يتوقع له ان يموت بهذه الفجاءة ؟ واذ ينظر المرء الى دورسان اغا فان بوسعه ان يتصور صخرة هشة ان تؤذيه ولكن لماذا هو بالذات؟ ومن كان بمستطاعه التفكير بانه سيهشم جمجمته ؟ ومع ذلك فحتى لو بدا رجلا قويا وصبورا فانه يمكنه ان يموت هكذا بكل بساطة وعلى حين غرة.
عندما سمعت ( غولناز ) بخبر موته تجمد جسدها ، هل يمكن ان يغدو موته عقابا لغشها؟ كلا فان الله لا يمكن ان يكون بمثل هذه القسوة ، فموته لم يكن شيئا سوى حادث عرضي، وقال شهود بانهم رأوه ينزلق وسقط ومات ، فبالامكان لاي شخص ان يسقط بمثل هذه الطريقة ويموت ولكنهم سيتركون وراءهم في الاقل شيئا لاعالة عائلاتهم اما دورسان اغا فان كل ما تركه من ملكية هو صفيحتان وعموده الخشبي، فما الذي ستفعله غولناز الان ؟
غرقت في لجة افكارها لكنها لم تتمكن من اتخاذ قـرار لها ولم يكن الامر يسيرا ان تجد نفسها تترك وحيدة مع ولديها اليافعين ، فكيف بمقدورها اطعام هذين الفمين؟ عن طريق غسل الملابس مرتين او ثلاث مرات في الاسبوع؟ واذاك اخذت تتذكر المياه التي استغلتها بطريقة حرة والان لم يعد في مكنتها التفكير بالماء او ان تستعمل شيئا منه، اه لو تمكنت فحسب ان تجد وسيلة للخروج من وضعها هذا وتتخلى عن كونها خادمة ، فذلك الماء الذي احبته اصبح فجأة شيئا تمقته ، فوجدت غدرا في تألقه وعداوة في تدفقه وبهذا فلم ترغب في ان تراه او تسمعه .
عندما يحصل موت في بيت ما فلا يعود احد يفكر بالطهو وذلك ان اول شيء ينساه البيت هو الطعام ، ومثل هذا الامر يستمر لمدة وجيزة ولكن حالما يشعر المرء بالضيق في معدته او يشعر بانحراف في اطرافه فانك تجد شخصا ما في البيت يقول ( هيا ، علينا ان نتناول طعاما ) .
من التقاليد الاسلامية ان يتولى الجيران ارسال الطعام ليوم او يومين الى بيت محروم من الطعام فجاءت اول وجبة طعام الى غولناز وولديها من البيت الابيض الواقع عند ملتقى الشارعين يسكنه ( رايف افندي ) ، رجل الاعمال ، وكان بوسع المرء ان يشاهد من مسافة ميل واحد بان البيت هذا تعود ملكيته لرجل واسع الثراء ، وفي اليوم الذي مات فيه ( دورسان اغا ) ظهرت الخادمة من هذا البيت وهي تحمل صينية واسعة فيها اطباق من عصائب المعكرونة مطبوخة بمرق الدجاج وبعض اللحم المخلوط بالصلصة وقطع الجبنة والحلوى واتجهت بها الى بيت غولناز وقرعت جرس الباب .
في ذلك اليوم لم يفكر احد بالاكل ولكن حالما رفعوا الغطاء عن الصينية استسلموا وتملكتهم مشاعر من الراحة فتحلقوا من حول المائدة لانهم لم يسبق لهم ان امتلكوا مثل هذا الطعام او لعل الالم شحذ احاسيسهم فوجدوا الطعام شهيا وما كادوا يشرعون في الاكل حتى وجدوا في ذلك امرا طبيعيا ليتخذوا مجلسهم من حول المائدة في اثناء وقت العشاء .
وفي اليوم التالي ارسل جار اخر طعاما لهم واستمر الحال هكذا لثلاثة ايام ، وبالطبع لم تكن واحدة من وجبات الطعام الاخيرة بمثل مذاق او كرم الصينية الحاشدة التي جاءت من البيت الابيض ولكن جميعها بدت افضل من اي وجبة طعام سبق ان طبخها قدر ( غولناز) ، فلو استمر الحال هذا لصار بمستطاعها وولديها ان يتحملوا احزانهم الى نهاية اعمارهم غير انه عندما انقطعت الصواني عن المجيء اليهم ولم يعد بمستطاعهم شراء الفحم بعد الان فقد بدؤوا يدركون اذاك بان حزنهم بات لا يطاق .
في اليوم الاول الذي انقطع فيه الطعام عن المجيء اليهم راحوا يحافظون على امالهم الى وقت الظهيرة وهم يجرون نحو الباب مع كل صوت خطوات الاقدام يسمعونها يأتي من الشارع وهم يأملون رؤية صينية كبيرة مغطاة بغطاء ابيض ولكن بدلا من ذلك رأوا الناس وهم يمضون حيواتهم اليومية من دون ان يكترثوا بهم فاصبح لزاما عليهم ان يطبخوا طعامهم في بيتهم كما كانوا يفعلون من قبل فصاروا الان يعتادون على لون اخر من الطعام فوجدوا مشقة في اعادة تكييف انفسهم مع هذا الطبق الضئيل من البطاطس الذي تطبخه ( غولناز) بمقدار ضئيل من الزبدة فلم يكن امامهم من خيار سوى الاعتياد على ذلك مرة اخرى ، لم يشعروا بالجوع لثلاثة ايام الى ان استنفدوا كل ما لديهم من طعام وجعلوا يأكلون كل ما وجدوه في بيتهم من بصل وثوم والفاصوليا وهو قليل حتى جاء اليوم الذي وجدوا فيه قدورهم وسلالهم وقنانيهم وصناديقهم صارت خاوية فراحوا في ذلك اليوم يأوون الى فراشهم ببطون خاوية وفي اليوم التالي اخذ الولد الصغير يصرخ ( اماه، اشعر بشيء يوجعني في احشائي ) وردت عليه امه ( صبرا، كونا صبورين بعض الشيء فلابد ان امراً ما سيحدث) ، وشعر جميعهم بان بطونهم قد تقلصت الى حجم قبضة طفل ويشعرون بدوار كلما وقفوا وبات من الافضل لهم الاستلقاء فوق ظهورهم فيشعرون اذاك كأنهم يحلمون فرأى جميعهم اشكالا خضر وحمر ترتعش امامهم ، وفي اليوم التالي رأت غولناز في منامها حلما لشخص في حاجة لخادمة تعمل لديه في النهار او لعلها تتلقى رسالة تقول ( بلغ غولناز ان تأتي لتغسل الملابس)، اجل يا غولناز التي اقسمت بعدم النظر الى دلو من الماء مرة اخرى فانها الان صارت تتشوق الى سماع هذا الطلب لكن الناس اعتقدوا انه سيكون من الطيش وعدم مراعاة مشاعر الاخرين باستدعائها للعمل فقال الجميع ( يا لها من امرأة مسكينة ، لابد ان الحزن ينخر قلبها وهي ليست في وضع يمكنها به غسل الملابس ، يا لها من مسكينة )
لم يفكر احدهم بالنهوض من سريره وجاءتهم رؤى عن الطعام فخاطب الولد الصغير امه (بامكاني رؤية رغيف الخبز ، انظري يا اماه) وقد بسط يده للامساك به (خبز ) ، فكم هو رقيق وناعم حمص في روعة.
كانت غولناز تستلقي في سريرها تصغي الى همهمات ولديها ، تقضم شفتيها لئلا تبكي او تصرخ والحياة تمضي كما السابق وهي تتابع كل ما يجري بمجرد الاصغاء اليها ، تصغي الى حياة هذا الشارع حيث عاشت فيه عديدا من الاعوام .
باب انغلق ، وهذا معناه ان الصبي ( تشيفت) ذاهب الى المدرسة وهو دائما يغلق باب بيتهم بعنف ، فلو كان الصبي الاكبر ( سليمان ) لاغلقه بهدوء ، والان فانك تجد سيدة طاعنة في السن مصابة بالروماتزم تجرجر قدميها وهي ( ام صالح ) الذي يعمل على ظهر سفينة بصفة خادم ، انها تخرج للتسوق وتسمع غولناز مزيدا من وقع الخطوات وهذه المرة هو ( تحسين افندي ) الحلاق الذاهب الى فتح دكانه اما الشخص التالي فهو ( حسن بيه ) حفيد ( ادريس اغا ) تاجر الجملة ، فهو يعمل في شركة الكهرباء وسينتقل من هذا الشارع حالما يجد له فتاة متعلمة ويتزوج منها ، وهذه الفتاة هي المعلمة ( نورية هانم ) وهناك ( فيض الله افندي ) الذي يصنع الخف ثم بائع الخبز الذي يجيء كل يوم في الساعة ذاتها فتجد سلاله الكبيرة المربوطة بجانبي حصانه مملوءة بارغفة الخبز وبمستطاع المرء سماع صرير سلاله من على مسافة بعيدة .
كان الولد الاكبر هو من سمع اولا صرير السلال ونظر الى اخيه واخذ الصغير يهمهم ( خبز ) ، فنهضت امهما في الغرفة الباردة واحاطت نفسها بدثار لتخرج وعزمت على ان تطلب من بائع الخبز رغيفين بالدين وستدفع له ثمنهما لدى حصولها على النقود من عملها في غسل الملابس ، توقفت للحظات وسط الباب فوجدت ضجة حوافر الحصان تسحق شجاعتها وحين ابتعدت الضجة عنها فتحت الباب وحدقت بالخبز ، هذه النعمة تمر من امامها وبدت السلال واسعة فوق الحصان الابيض وهي مملوءة بهذا الخبز المعد من الدقيق الابيض وبدت لها جميع ارغفة الخبز طازجة وستكون مسرة عظيمة لها لمجرد لمسها وستغوص اصابعها داخل تركيبها الناعم فتشعر كأن مذاقا لذيذا يتسرب الى انفها ويهبط الى بلعومها وما كادت على وشك ان تفتح فمها حتى وجدته يصرخ بها (ابتعدي عني ) ففقدت كل شجاعتها ولم تنبس بكلمة واحدة وجعلت تحدق في السلال التي راحت تمس جدران بيتها ، هاهو ذا الطعام نعمة الله يمر من امام بيتها لكنها لم تتمكن ان تبسط يدها لتأخذه وصاح بائع الخبز بالحصان (ديخ ) فجعل الحصان يمشي بتؤدة ملوحا بذيله الابيض الطويل مثل منديل (وداعا يا غولناز وداعا ، وداعا ).
واذ راحت تصفق الباب في عنف عادت بعدها الى غرفتها ولم تتجرأ على النظر الى عيون ولديها المحمومة وقد عادت بيدين فارغتين وتملكها الخجل ولم تنبس بكلمة واحدة والتفت الولدان الى الجانب الاخر فاغمض ولدها الكبير عينيه لئلا يرى فراغ يد امه فاتجهت امهما صوب الاريكة والقت نفسها عليها فاخفت نفسها كما لو انها ترغب في ان تذوب في العدم وبدت اشبه ما تكون بصرة من اسمال عتيقة فاصبح جو الغرفة اشد كثافة وتعمق الصمت من حولها واخيرا هشم الولد الصغير الصمت ونادى من سريره ( اماه ، اماه ) فردت امه ( جل يا ولدي ) ، قال ( لم اعد اتحمل اكثر ، ان شيئا يجري في احشائي) تنهدت امه ( اوه يا ولدي الصغير العذب ) قال ( هنا في معدتي يتحرك شيء ما ) قالت امه ( انه من الجوع وانا اشعر به، لا تقلق يا ولدي فهذا لا شيء ، ان امعاءك تتحرك ) قال ( اني احتضر ).
فتح الولد الاكبر عينيه ونظر الى امه ونظرت هي الى كليهما فوجدت الصغير يلزم الصمت وبدت عيناه اشد عتمة وشفتاه جافتان وعطشتان ووجنتاه غائرتان وسحنته شاحبة وذابلة واخيرا اومأت الى الولد الاكبر ، نهضت وغادر الاثنان الغرفة ، وفي الرواق القائم بين الغرفتين همست كأنها تخشى ان يسمعها احد ( عليك الذهاب الى ( بودس) البقال وتطلب منه رزا ودقيقا وبطاطس وسادفع له نقوده في غضون ايام ) .
لم يكن معطفه سميكا بما يكفي ليحميه من برد الشارع وخذلته ساقاه لضعفهما فتشبث بالجدران وهو يمشي حتى بلغ المتجر وتوجه الى حيث دفء المتجر المدفأ بنار موقد كبير وسمح للاخرين باخذ دوره بالطابور املاً ان يكلم البقال على انفراد ويستمتع بالدفء لمدة اطول ، وبعد انصراف الجميع غادر هو مكانه وطلب رطلا من الرز ورطلا من الدقيق ورطلا من البطاطس ودس يده في جيبه كما لو انه يخرج نقوده منه وتظاهر بانه ترك النقود في بيتهم وقال شاعرا بالضيق والحرج ( اوه ، فقد تركت النقود في البيت ، هل يعجبك هذا ؟ وانا اكره قطع الطريق الى البيت في هذا البرد واعود ادراجي ، قيد ما اخذته وساجلب لك النقود حين اجيء غدا )
كان ( بودس ) يعرف حيل اللعبة جيدا وقال ( لقد اصبحت هزيلا جدا فالشخص الذي له نقود في بيتهم لا يكون هزيلا بهذا الشكل ) ، وضع طلبات الولد الى الجانب وخاطبه ( اولا اجلب النقود وبعدها خذ ما طلبته ) فرد عليه (حسنا) شعر بالحرج وهو يجد البقال يكتشف كذبه وعجل في كلامه ( ساجلب لك النقود )
غادر الولد والتفت ( بودوس ) الى زوجته التي تساعده في المتجر وقال لها ( ناس بائسون واشعر بالاسى عليهم ، فعلى ماذا سيعيشون عليه من الان فصاعدا ؟ ردت عليه زوجته ( اجل فانا ايضا لدي الشعور ذاته ، يا لهم من مساكين)
وجد الولد برودة الشارع لا تحتمل اكثر من قبل دخوله المتجر وعند منعطف الشارع رأى الدخان يخرج من مدخنة البيت الابيض ، كم هم سعداء هؤلاء الذين يعيشون فيه ، ولم يخطر بباله حتى ان يغار منهم وانما تملكه الاعجاب بهؤلاء الذين اطعموه بافضل وجبة طعام في حياته وسار نحو بيتهم باسرع ما يستطيع واسنانه تصطك وبعد دخوله فانه لم يقل شيئا لامه واخيه وقد عاد خالي اليدين .
وامام اعينهم المتسائلة خلع عنه ملابسه واَوى الى سريره الذي لم يفقد بعد كل دفئه وبعد حين قال ( اشعر بالبرد ، اشعر بالبرد) غطته امه ومع ذلك ظل الولد يرتعش حتى اصيب بالحمى وراحت امه تخفف من رأسه المشتعل بالحمى واخذت تذرع البيت جيئة وذهابا حتى المساء ، لم تكن تعرف ماذا تصنع وفجأة لاحظت بانها لم تعد جائعة وبدا الامر اشبه بالخدر الاتي من حرارة مفرطة او برودة مفرطة ، غربت الشمس لتوها وبدت الاغطية التي رفعتها عن سرير ولدها المحموم وتكومت على الارض كانها حزمة من العتمة واذ نظرت الى الكومة الصغيرة تملكتها فكرة عقلانية فجائية فاخذت تسأل – أليس هناك من يمنح نقودا مقابل كل هذا ؟
وتذكرت ان جيرانها تحدثوا عن مخزن للخردوات يقع في السوق الكبير حيث يشترون اشياء مستعملة ولكن لابد انه مغلق الان وتوجب عليها الانتظار حتى يطلع الصبح.
ومع هدوء عقلها الذي جاءها من عثورها على حل جلست الى جانب سرير ولدها الذي ارتفعت درجة حماه ولم يكن بمستطاعه النوم جراء الجوع واخذ يتلوى في حماه ويهذي مركزا عينيه على بقعة في سقف الغرفة وراقبه الولد الصغير وحين تحدث الولد المريض ثانية مع الحمى جلس الصغير في سريره وسأل امه بصوت خفيض ( اماه ،هل يموت اخي ؟ ) ، ارتعشت الام كما لو ان ريحا باردة لمستها ونظرت الى ابنها بعينين خائفتين (لماذا تسأل هذا السؤال ؟ ) ، توقف الولد للحظة تحت نظر امه ثم انحنى قريبا من اذنها وقال في نعومة محاولا ان يخفي صوته عن اخيه ( اسأل لان الطعام سيأتي في ما بعد من ذلك البيت الابيض )

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى