تتحدّث هذه الحكايات عن التّنكّر قديما، أليس كذلك؟
عن أساطير غريبة، لأرواح وجدت نفسها
بين أناس غرباء يتكلّمون بلهجة عدائيّة،
واحد ممّن تبقّى من سائر الأرواح كلّها،
لم ينس فدادين الأرض القديمة الشاسعة، الممتدّة بلا حدود،
كنجم فسيح يسير متأرجحا وسط الغيوم،
أو يتناسخ مع إخوته الكبار وهم يغنّون.
كان...
عند البوّابة الشّماليّة، تهبّ الرّياح مليئة بالرّمال،
منذ أن بدأ الزّمان، والمكان معزول حتّى الآن!
ومع الخريف تسقط الأشجار، ويصفرّ العشب.
أتسلّق الأبراج واحد واحدا،
أبحث عن أرض موحشة:
عن قلعة مهجورة، عن سماء، عن صحراء شاسعة.
لم يبق في القرية جدار واحد.
ثمّة عظام بيضاء مع ألف صقيع،
أكوام عالية،...
دع الخيال يسافر على الدّوام.
فالمتعة أبدا لا تكون حيث تقيم:
بلمسة لطيفة تتلاشى المتعة،
كما تتلاشى الفقاقيع عند نزول المطر،
ثمّ دع الخيال المجنّح يهيم عبر الأفكار
لا ينفكّ ينتشر حولها:
افتحْ للوجدان باب القفص على مصراعيه،
يندفعْ قدما ويحلّقْ عاليا نحو السّحب.
يا أيّها الخيال الجميل! دعه حرّا...
هو ذا الرّبيع قد اخضرّ
إذ دقّت ساعة القلب معلنة تمام السّنة العشرين،
لا ري فاريت، و لا لا ري؛
ها أنا ذا قد أدركت العصر
عصرا سئم فيه المرء،
أن يرتدي السيّد الكريم ملابس بالية،
ذاك ما نحتاجه،
هو ذاك
لا لا ري
يا أيّتها الفتيات الشّابات، خفيفات الرّوح،
هَبْنَنَا أيّار الحبّ،
لاريفاريت و لا لا...
ليس ثمّة أحلى من العودة
بعد سنوات الغياب الطويلة،
العودة بالذّاكرة،
المزدهرة بزنابق البراءة
إلى حديقة الطّفولة.
في الحديقة المغلقة، المختومة،
في الحديقة الصامتة
الّتي غادرتها المسرّات الخالصة،
حديقتنا الصّامتة
ورقصة "المنويت" الّتي كانت
أخواتي قديما، يُقِمْنَهَا تحت أغصان الشّجر،
وهنّ يرفلن في...
«وميض الكلام» هو عنوان المجموعة الشعرية الخامسة التي تصدر للشاعر محمّد الصّالح الغريسي. ومن بدائع الصدف الإبداعية أن تعقب هذه المجموعة سابقة لها بعنوان «تحت رماد الصّمت» ليومض الكلام من جديد ويلعلع شعرا وإبداعا ويفعم الصّمت بالحياة لأنّ الكلمة أساس الحياة وفي البدء كان الكلمة والكلمة قصيدة لا...
ناجي شابّ هادئ، ممتلئ نشاطا و حيويّة ، مواظب على ممارسة رياضته المفضّلة، ألا و هي كرة السلّة.لو سألت عنه من يعرفونه عن قرب، أو أولائك الّذين تربطه بهم مجرّ د معرفة سطحيّة لا تتعدّى تبادل التّحيّة، لو سألت عنه أولئك أو هؤلاء لقالوا لك بأنّه شاب مثاليّ ، فضلا عن كونه ناجحا في دراسته. فهو يحترم...
في الهزيع الأخير من الحلم ،كان للزمن طعم الهزيمة ..
و للمكان مرارة السجن ..
كان كلّ ما حولي يرتدي ثوب الغموض، و كلّ من حولي غارقون في هرج غريب
يمشون و لا يبارحون المكان ..
كأشباح الخرافات ، لا يأكلون و لا يشربون ..معفّرة ثيابهم.. مشفّرة عباراتهم .
سألت أحدهم :
هل أنا في حلم أم أنا في كابوس ؟...
من سيصدّق بعد الآن أشعاري
إذا كانت مليئة بأكثر صحاريك تراميا؟
رغم أنّ السّماء تعلم ذلك بعد، إلاّ أنّ تلك الصحاري ضيقة
كقبر يخفي نصف حياتك، و لا يظهر نصفها الآخر:
لو كان لي أن أكتب عن جمال عينيك،
، لعدّدت، و بأرقام جديدة كلّ محاسنك؛
و لقال القادم من عمري:
" هذا الشّاعر يكذب،
مثل هذه اللّمسات...
الملوك لا تلمس أيديهم الأبواب.
فهم لا يعرفون هذه السّعادة:
أن يدفع المرء واحدة من هذه الألواح المألوفة،
يدفعها بنفسه إلى الأمام ، بلطف أو بعنف،
ثمّ يلتفت إليها ليعيدها إلى موضعها، -أن يمسك بابا بين يديه.
...أن يمسك عروة الباب في بطنها، من عقدة "البورسلين"، فتلك واحدة من العقبات الكأداء لولوج أيّ...
قد ينعش اللّيل أحيانا، نبتة فريدة،
يحيل ضوءها الغرف المفروشة إلى كتل من الظّلال.
تقف ورقتها الذّهبيّة، هادئة الأعصاب، في حفرة من عمود صغير من المرمر،
تشدّها سويقة شديدة السّواد.
تفضّل الفراشات المغلوبة على أمرها،
أن تهاجمها عند بلوغ القمر أقصى علوّه،
الّذي تتبخّر عنده الغابات.
و لكنّها ما تفتأ...
في منتصف طريقها، من القفص إلى الزّنزانة،
توضع اللّغة الفرنسيّة تحت رحمة قفص ،
مجرّد صندوق مخرّم، مخصّص لنقل هذه الفاكهة
الّتي ما إن تفتقر لأبسط نفس من الهواء،حتّى تتعرّض لمرض مؤكّد.
لقد هيّء بطريقة تجعله ينكسر بسهولة عند الانتهاء من استعماله،
فهو لا يصلح للاستعمال مرّتين.
لذلمك فإنّ مدّة...
أيّها الحزن...
أيّها الخريف المتأرجح بين آهتين
المنساب في شراييني الباهتة
كيف أطاوع انتكاس الشّوق فيك
كيف أشعل عراجين الذّكرى
وأصيّرني ملكة عليك؟!
كيف أكتبني ؟!
من سينسج من عبراتي معبرا
يقطعه خطوي إليك؟!
من سيشعل أنامل نافذتي؟!
ويسدل ستائر آخرتي
أيّها الحزن...
الطفلة التي تركت ما زالت تشدو...
في الحلم .. أنا و أنت
على بتلات الورد ..نكتب قصائد العشق
نرسلها مع نسمات الصّبح
تعويذة للعشّاق
في الحلم ..
أنا و أنت .. في حدائق بابل الغنّاء
نفترش العشب .. عاشقين ..
نتدثّر بالحبّ ..
نتراشق بأزهار الجلّنار
و التّاريخ ..حارس وسيم ..
يدرأ عنّا أعين الغرباء
في الحلم
أنا و أنت .. في مهب...
في قمّة انتشائك بكبرياء لا يعرف الحدودـ
مبهورا ببريق عقلك الضيّق،
صرخت أيّها الإنسان فيّ: » استريحي أيَّتُهَا الطّبيعة !
انتهى عملك: ها أنا قد وُلدت « !
ما الأمر ! أ عندما تكون المساحة و الزّمن في صالحها،
عندما تكون المادّة متوفّرة في متناول أناملها الخلاّقةـ
سوف تتوقّف، العاملة الخالدة،
و هي في...