محمد محمود غدية

فشلت فى طلاء وجهها، بطلاء يمنع العمر من التقدم، أمام زحف التجاعيد والحفر التي داهمتها، حتى قوامها الأبنوسي الجميل، الذى كان يخطف الأنظار، أوشك أن يغادر هيكله، تعيش الوحدة ومواسم الوجع، تقاوم الإحتضار، وتضمد جراحات الأيام، لابد لها الخروج من الفقاعة الكبيرة الخانقة المطبقة بها، والتي عزلتها عمن...
مازال يسدد نظراته اليها بوقاحة، لماذا هي وهناك آخريات يفوقنها جمالا فى المكتبة العامة، التى ألفت الذهاب اليها، كلما داهمتها حمى الكتابة، شاعرة تكتب بمشرط جراح، لا بالقلم، لها جرأة أمل دنقل، وبساطة الأبنودي، نالت العديد من الجوائز، متدربة فى قصور الثقافة، مازال يحدق فيها، نظرت اليه فى خلسة،...
يغلب دمعة حبيسة، خشية أن تسقط وتلسعه سخونتها، حين لمس برودة الإستقبال وتحفظها، فاختصر الكلام وغادر، الكلام لم يتعدى السلام والإطمئنان فقط لا غير، إصطدم بقولها، أنها أرملة ووجوده غير مرحب به، شهق من المفاجأة وغادر، هل مات الحب بينهما، هل تدري أن صمته له ضجيح أتلفه وطحن عظمه، فشل فى زحزتها بعيدا...
أحببت كتابات المؤلف، الذى ماأن أفرغ من قراءته، حتى أعود إليه مرة أخرى، الألفاظ عنده ذات دلالات بلاغية راقية، يوظف كل أدواته الإبداعية فى خدمة الأدب، فيرتفع بالقاريء إلي أجواء شاعرية، ومناطق جديدة لم يرتدها من قبل، الصحافة والتليفزيون والميديا تتبعه فى الندوات ومعارض الكتب، له العديد من المؤلفات...
فى عين الثلاثيني الذي يجاورالحسناء، دمعة تشكلت لم تذرف بعد، تنتظر بلوغ الممر حتى تفر، إنها أمام وجه جميل لا يليق به الحزن ! تنهدت آسفة متساءلة مع نفسها : كيف تمسك دموعه وتعيدها إلى عينيه، لابد أنها تلك الرواية التى يقرأها، هى من أخذته إلى عوالم أخرى، ربما بها بعض عالمه الذى يحياه، إنه غارق فى...
صوت المطر القوي يدوي كقصف الرعد، علت وجهي ملامح الخوف والفزع، أسير مهرولا بطول معرض الكتاب وقد إشتد بي الغضب، لا أدري لماذا يختار منظموا المعرض إقامته فى فصل الشتاء، الذى فيه تتلف الكتب وصحة الرواد وهذا الطقس البارد ؟ بين الرواد كتاب أبدعوا وأنتجوا أعمالا عظيمة، وأعمالا متواضعة، بعدها لا...
أيامه المشحونة معها بردت وتقلصت واستكانت فى ذاوية من نفسه، بعد رحيلها المفاجيء، دون مقدمات لمرض، ربما لتعود فى صورة أخرى، أفضل من التى تحياها، تعرفها الأزهار والأشجار، أضنتها الحياة المرهقة، دونها الحياة موحشة، كان الصباح باردا، أشبه بلوحة رمادية ضبابية، ضاربة إلى صفرة تحجب المنازل، فى التلفاز...
1 فجأة وجدها لا تكلمه وقد غابت إبتسامتها لأول مرة، بعد مرور عشر سنوات على زواجهما، تدفقت كل الصور فى لحظة وكأنها كانت محتجزة خلف قبو أزيل، فاندفعت تياراً لا يتوقف ولا يهدأ، يعشق وجهها الذى فى لون الصباح وعينيها الواسعتين، اللتين تتلألأ فى سوادهما عشرات النجوم، إكتشف سبب غياب إبتسامتها، بالأمس...
حكايات قصة قصيرة : بقلم محمد محمود غدية / مصر الحلم : لا يهم إجادة الشعر وكلمات العشق، فقط يعرف ما الحب ؟ حين يتكلم تتسلل الكلمات إلى بهو الروح، وتتمكن من ولوج القلب بلا إستئذان كلامه إرتواء شفيف كاالبللور، صاف كندف الثلج، حين تلمس كفيه العود الجاف يخضوضر، الماء فى يديه عذب أشهى من...
يكتب القصة القصيرة بشاعرية رقيقة، هامسة ودافئة، كان لابد له من خوض معارك عاطفية، موشاة بالدموع، كللت آخر الأمر بالزواج، أشبه بالنهايات السعيدة، فى الأفلام المصرية، أثمر الزواج عن طفل جميل، أندى من هسهسة الأنسام، لديه العديد من المشروعات، يعمل فى الإستثمار العقارى، ناجح ومتميز فى كل مايسند له من...
أطياف وخيالات قصة قصيرة : بقلم محمد محمود غدية / مصر 1 موج البحر فى تدافعه وصخبه، يشعل طنينا فى أذنيه، يقتحم الوهن أيامه، تخبو شعلة فؤاده وتنكسر، يطل من شباك البحر، الطيور أشبه بالأشباح المتجمعة بين ثنايات السحب الداكنة، إختفت الشمس حجبتها غيوم ثقيلة، نفض عن معطفه ندف الثلج البللوري، وفوق...
عيناها النجلاوتان، أكثر لمعانا من مصابيح الشوارع الباهتة، السماء داكنة إلا من بضعة نجوم شحيحة تلمع فى ضعف، إستفردت بها الوحشة وداهمتها أنياب الوهن، تخاف الموت الذى بات وشيكا، منزلقا على جدران حجرتها، عاشت الحب ولم تكن تدرى له تفسير، تعرف فقط أنه موجود وتعيشه، ولم يعد موجودا، بعد أن تسلل هاربا من...
كانت العاصمة الإدارية الجديدة بمثابة الحلم، بعد تخرجه مهندسا مدنيا وهناك وجد عملا يتناسب ومؤهله، شهر عمل وأجازة إسبوع يقضيه بين الأهل، مثل كل الشباب يحلم بالزوجة والبيت والأولاد، إختار إبنة عمه الطبيبة فى المستشفى العام، تحابا وتزوجا وأفرخ الزواج عن طفل مثل القمر، والده فلاح بسيط مازال يفلح...
تراجعت إبتسامتها وتقلصت ملامحها، وهى تكبح دموع أوشكت أن تطفر، المقهى تخفف من رواده وعلى الطاولة المجاورة صحيفة مطوية، تركها صاحبها بعد أن فرغ من قراءتها، أو لم يقرأها فتركها ضجرا، تناولتها لتقرأ فيها مانشيتات صادمة، أعاصير وبراكين تغرق مدن كاملة من العالم، غضب الطبيعة لا يقاوم، ترتشف آخر قطرة...
يرى الرومانسية : أنها مثل طائر خرافى لا وجود له، تحلق بنا فى السحاب، بينما الواقع تحت أقدامنا بحفره ومطباته، وهى لا تؤسس للزواج الناجح، إكتسب مناعة ضد الحب، يرى النساء متشابهات كالزهور، ونسى أن هناك من الزهور الطبيعى والصناعى، إلتقى يوما وصديقه ماجد من سنوات الجامعة، اخذ وقتا فى التعرف...

هذا الملف

نصوص
423
آخر تحديث
أعلى