ماجد سليمان

أَلْقَى تِرسَهُ الثَّقِيلْ الذي ظَلَّ مـُمْسِكَاً بِهِ طِوَالَ النَّهَارْ هَشَّ الـهَمَّ عَن كَتِفِهْ هَشَّ الصَّبْرَ عَنْ رُوحِهْ رَأَى جُنُودَهُ يَعْرُجُونَ في أَصْفَادِ العَطَشْ بَطِيئَاً سَارَ تِـجَاهَ فَرَسِهْ أَخْرَجَ حَجَرَاً مُضِيئاً مِن جَيْبِ قَمِيصِهْ دَحْرَجَهُ عَلَى بِسَاطِهِ...
امرأة تـَخُطُّ سُطُوراً على وَرَقَةٍ مُهَرَّاة، كُلَّمَا خَطَّت سُطوراً قَرَأَتْـَها: السُّطورُ الأولى: حَفِلت الأرض بأطياف حـمراء، ذات جلاليب بيضاء، وعمائم بيضاء أيضاً، تضرب على دفوف من الفضة، وتُشير إلى السماء بزهو، ومن خلفها أخرى، تُـمسك بطنابير ذهبيّة، سُوِّيت على شكل آسر، شُدّت بأوتارٍ...
ـــ 1 ـــ لَيْلٌ كَشُهُبٍ تَسْرَحُ في فَضَاءِ الزَّمَنْ. ـــ 2 ـــ لَيْلٌ يـَحصُدُ البَرد لَهُ لَونُ أَكُفٍّ النَّجدِيِّينْ. ـــ 3 ـــ لَيْلٌ يَسْقِي بَسَاتِينَ السُّهَادِ مِن مَاءِ السَّحَرْ. ـــ 4 ـــ لَيْلٌ يُكَوِّنُ جِرَاحَاً وَيَرْبِطُ أَعْنَاقَ أُخْرَى. ـــ 5 ـــ لَيْلٌ يُصْغِي إِلَى...
سَهَرٌ حجازيّ عُودٌ عِرَاقيّ دُفٌّ شَامِيّ شِعْرٌ نَـجدِيّ خُلاسِيَّتَانِ تَشُدَّانِ خَصْرَ اللَّيْلْ تَنْثُرَانِ خَطَوَاتِ الذَّهَبِ عَلَى مُيُولِ كَتِفَيْهْ تَذْرَعَانِ حَقْلَ السَّهَرِ العَرِيضْ فَتَيَانِ أَمْرَدَانْ كَغُصْنَينِ فَاتِنَينْ يَنْقُرَانِ عَلَى مَشَاعِرِ الأوتَارْ كَطَيْرَينِ...
كُلُّ الـمُحِبِّيـنَ في حَنَّائِكِ ارتَـحَـلُوا وَسَافَرُوا في خُطُوطِ الكُحلِ وَانـحَـدَرُوا تَبَايَعُوا في صِبَاكِ العُمْرَ أُغْنِيَةً تَركتُهَا في شِعَابِ الوَجدِ تَنتَظِرُ تَسَوَّري القَلْبَ قَد ضَاعَتْ مَلامـِحُـهُم فَنُوقُ عِشْقِي إِلَى وَادِيكِ تَنْحَدِرُ. 2013م...
(طريق ضيّقة، رُصفت بالأجحار الصغيرة، ناقصة أعمدة الإنارة، يسير عمير وثلاثة من الجند يهذرون بكل طعام أو شراب، يمسك بماسورة بندقيته تاركاً عقبها يخطّ الأرض خلفه، أمعاؤه تُقَرقِر جوعاً، ولهاته تكاد تيبس من فرط الظمأ، يمشون صامتين، أعينهم في الأرض وأكتافهم كالمدقوقة، أوقفهم صوت عجوز من الطابق الثاني...
أ ــ خَبَرُ سُلافَة: تَرْتُقُ مَلابِسَهَا الـمُهَلْهَلَةْ بـِحَنِينِ البَارِحَةِ عَنْ زَائِرِ الـجُوعِ وَالظَّمَأ لِتَبِيْتَ في خَرَائِبِ العُزْلَةْ. ب ــ خَبَرُ كَهرَمَان: تُـحَرِّكُ رِجْلَهَا سَرِيعَاً تُطْلِقُ سَاقَ ذِهْنِهَا خَلْفَ ذِكْرَيَاتٍ تَذْرُوهَا رِيَاحُ الأَسَفْ. ج ــ خَبَرُ...
كَرْبٌ وَبَلاءْ، وَأَوْدِيَةُ الـموتِ تَـمْلَؤهَا جُثَثُ الأبرياءْ كَرْبٌ وَبَلاءْ * قَدْ خِيْطَ فَمُ الحَقْ، وَقُصَّتْ يَدُ الرِّفْقْ، وَاسْتَأسَدَ الفَأرُ يَا غَزَّةْ / يا قُدْسُ أَنَامِلُ الشِّعْرِ أَدْمَاهَا القَلَمْ، وَطِفْلَة ُالصُّبحِ، يُلاحِقُهَا العَدَمْ * أَرَقْنَا دَمَ اليَهُودِ عَلَى...
1 ـ نَافِذتَانِ للسَّمرَاء: النِّاعِمَةُ السَّمْرَاءْ الطَّوِيلَةُ العَجْزَاءْ العِطْرِيَّةُ الـهَيْفَاءْ الـمَلِيحَةُ ذَاتُ الكُحْلِ وَالـحَنَّاءْ عَلَى وَقْعِ قَطَرَاتِ العَتْمَةِ رَأَيْتُهَا تَتَلَألَأُ في ثِيَابِ الخَجَلْ. 2 ـ بِلا ـ بِلا: مَا بَرِحَ اللَّيْلُ بِلا خِلَّانْ وَالأبْوَابَ...
جَفْنَانِ يَرتَـجِفَانْ خِلالَ ضَوءِ الخِيَامْ يَخْطُو كَسَبْعٍ شَرِهْ يَقْفِزُ عَلَى جَمَلٍ جَلِيْلْ يَلْتَفِتُ إِلَى الوَرَاءْ وَبَرْيقٌ فِضِّيٌّ في عَيْنَيهْ الخَنَاجِرُ الـمُذَهَّبَةُ في أَحزِمَةِ الرِّجَالْ لـَمَعَتْ في العَتْمَةِ كَألْسِنَةِ الشُّهُبْ كَوَّرُوا كُفُوفَهُم الغِلاظْ...
غِناءٌ نَـجديّ "يا وجودي يا علي ما على الدنيا دُوَام" (1) يَغْمِسُهَا مُغَنِّيهَا في فِضَّةِ الوَاد فَتَـمُورُ في فُؤادِ الأديـمْ عُوَاءٌ يَقْتَحِمُ اللَّيْلْ في أَثَرِهِ نِدَاءُ سُرَاةٍ رَاجِلُونْ يَنْظُرُونَ إِلى شُرفَةٍ أُشْرِعَتْ في الظُّلْمَةْ شَهَقَاتٌ تَقِفُ عَلَى جَفَافِ الحَنَاجِرْ...
ــ مِنْ أَيِّ طَرِيْقٍ سَتَجِيء؟ ــ مِن طَرِيقِ السَّهَرْ ــ وَمَن يَغُضُّ الطَّرْفْ؟ ــ السَّهَرُ، وَالقَمَرُ أَيْضَاً ــ وَآلافُ الشُّرُفَاتِ الـمُطِلَّةِ عَلَيْكْ؟ ــ سَتَجْرِفُهَا غَيْبُوبَةُ الظُّلْمَةْ ــ وَهَل سَتَجِيءُ بِإِيْقَاعْ؟ ــ وَبـِمَلايِينِ النَّغَمَاتْ ــ ادَّخَرْتُ لَكَ...
ـــ 1 ـــ الـمَغِيبُ، كَظُلْمَةٍ تَتَمَدَّدْ يُضيِّقُ حُدُودَ السَّهَر وَيَنْصِبُ في الأُفُقِ خَيْمَتَه. ـــ 2 ـــ الـمَغِيبُ، قَدَحٌ غَيرُ مَـملُوء. ـــ 3 ـــ الـمَغِيبُ، يَسْعُلُ في حُنْجَرَةِ النَّهَار. ـــ 4 ـــ الـمَغِيبُ، يَظْهَرُ في قُفْطَانِ عَجُوز. لا تَتَّسِعُ لـَهَا أَرضْ. ـــ 5 ـــ...
الفصل السادس من رواية: عينٌ حمِئَة يَرقدُ في زاوية السجن التي انحرف عنها الضوء النحاسي الداخل من نافذة أُحكمت بحديدٍ صَدئ، سجينٌ حسبته في طريقة نومه كلباً مجدوراً، ففي كل لحظة يَحكُّ أعضاءه، وينتفض ويئن. بعد أن طُويت أسرار منتصف الليل، صحوت على صوت سُعاله، نهضت رامياً بصري إليه، رأيته وهو يُسعل...
4 ـــ رجوم الصبر أخذتُ بحبلٍ من رجوم الصبر، وعدت بذاكرتي إلى ما بقي من مواسم الذكريات، ودلفتُ أحياء التأمِّل تارة، وأقمتُ في مُدن التفكّر تارة، وأمعنتُ في وَهَنِ أحلامنا تارة، وتجاوزتُ أسواراً، وقَلَّبتُ أطوراً، وتَصَفَّحتُ قلوباً عسى أن أشتمّ من عبير حدائقها ما يُبرئ شكّي ويمحو قلقي، وتفحصّ...

هذا الملف

نصوص
65
آخر تحديث
أعلى