ماجد سليمان

مشهد/ ليل / آخر المدينة / أمام سورة المقبرة اللقطة 1: الصورة: الجهة الأمامية لسور المقبرة، إضاءة متوسطة بالكاد تظهر لقطع خردوات، بقربها ضوء نار، تتحرّك آلة التصوير ببطء مُبتعدة لتكشف الشكل الكامل لرجل جالس قُرب السُّور، ماضٍ في حكّ حجر في الأرض. الصوت: موسيقا رتيبة (عاطفية). اللقطة 2: الصورة...
الفصل السادس من مسرحية: وليمةٌ لذئابٍ شَرِهَة * (نورمان تتملل على كرسيّها وترشف قهوتها، يرن هاتف مكتبها) نورمان: نعم سيّدي.. الرئيس: هل من اجتماع اليوم.؟.. نورمان: لا.. فقط هناك موعد للوزير منير بعد قليل.. الرئيس: حسناً.. (الرئيس مُنشغلٌ بمسّ شاربه الكثيف، وهو يتأمّل صورة الحاكم مسرور،...
بِيُوتُ الطِّينْ خَرْسَاءُ تَحْتَ سَقْفِ الضُّحَى، بَاعَةٌ يَهْذُرُونَ تَحتَ مَائِلِ الظِّلْ تَسُوقُني قَدَمَايَ بِخُطَىً عَرْجَاءْ عَزْفٌ يُنَاوِرِهُ قَرْعُ دُفْ بـَخُورٌ يَتَمَوَّجُ في فَضَاءِ الـمَكَانْ جَسَدَانِ يَتَحَدَّثَانِ رَقْصَاً يُفْصِحَانِ عَنْ إِيمَاءَاتِ طَرِيِّ الأعضَاءْ...
أسكن في الطابق العلوي وعيّوش في الطابق الأرضي، في حي السليمانية الصغير، الذي تتلاصق منازل سكانه بشكل شعبي واضح في طريقة بنائه، وطرقاته الضيقة التي تنبعث منها رائحة الحميميّة الأصيلة، أغلب ساكنيه من أصول نجدية خالصة، عدا البعض من مناطق أخرى، كالحجاز وتهامة والأحساء وشمال الجزيرة، وبعض الأسر...
رَأَيْتُ النَّاسَ يَرْكُضُونْ كَفِئْرَانٍ مُطَارَدَةْ سَأَلْتُهُمْ: ـــ أَيُّكُمْ الـمَجنُونْ؟! .. أَيْنَ تَذْهَبُونْ؟,, أَجَابَنِي الرَّاكِضُ الأعْرَجْ: ـــ أُوْقِدَ انْقِلابٌ فِي البَلَدْ. رَأَيْتُ النَّاسَ يَرْكُضُونْ أَصْوَاتُ عَرَبَاتٍ تُشْبِهُ سُعَالَ العَجَائِزْ رَهْطٌ فِي أَزْيَاءَ...
عِنْدَمَا سَعَّرْتُ في وَادِي اللَّيْلِ نَارَ صَبْريْ أَبْصَرْتُ قُطْعَانَ السَّهَرِ تُـحِيْطُ بي جَائِعَةْ. عِنْدَمَا انْتَزَعْتُ ضِحْكَتي مِن فَكِّ العُمُرِ الذَّائِبْ تَوَرَّطْتُ بِـجُثـَّتِهَا البَارِدَةْ. عِنْدَمَا أَشْهَرْتُ حَيْرَتي في العَتْمَةْ تَخَلَّصَتْ أَيامِيَ مِنْ ثَقِيلِ...
يُحكى أنّه في ليلة من ليالي آذار، أتى نَغَمٌ من مكان في الخلف، حين أقبل عاشق إلى معشوقته، وفي يديه قدحٌ نحاسيٌّ، رآها نحيلة تلبس غلالة نومٍ شفّافة، تلاقت تمتماتهما الحذرة مع قهقهاتهما الصاخبة، عندها زَحَفَت أنامله اليمنى فوق عنقها كتيارٍ كهربائيّ، فرجاها أن تراقصه فراقصته، فشدّت ثوبها المنحسرعن...
-١- ليَ ذِكرَيَاتٌ آفِلَةْ تَذوِي عليها أَدمُعي مِزَقٌ لأحلامٍ مَضَتْ تَـهْفُو إِلَيْهَا أَضْلُعي. -٢- كَمْ مِلْتُ بِالقَدَحِ يَا حُزنيَ السَّكْرانْ أَذْوي إِذَا شَبَحي يَهْوي عَلَى الجُدْرَانْ. -٣- غَنَّى المغنّي: « قَدْ أَلِفْتُ دِيَارَكُمْ طَيْرٌ تَلاقَى بِآخَرٍ وَغَدَا لَكُمْ،...
تَرَاكَض َالأطفال ُفي المنزلِ وَهُم يُغمغمون. حيث وَضَعت الأم يَدَها على خَدّها قَائِلَةً: ــــ فَقَدتُ صُندوقَ مُجوهراتي ثم أَمَرَتهم: ــــ ابحَثُوا عَنْ صُندوقي، سأُكافئ من يَعْثُرُ عليه جَاءت البنت الكبيرة ُوَقَالت لأمّها: ــــ سَمِعتُ أنكِ أضعتِ عُلْبَةَ مُجَوْهَرَاتك.؟!..هل اقترحُ...
مَنْ لي بِصَبرٍ مِنْ جُذُورِ زَمَاني فَالعِشقُ مُهْرٌ جَامِحٌ أَشْقَاني أَينَ الأحِبةُ قَدْ تَفَرَّقَ جَمْعُهُمْ أَطيَافُهُمْ قَدْ أَغْمَضَتْ أَجفَاني غَابُوا فَلا ذِكرَى لَهُمْ أَسلُو بِهَا تُبري جُرُوحَ القَلبِ مِنْ أَحزَاني مَالي تَحُطُّ عَلَى رَسَائِلهمْ يَدي إَني أَفيضُ مِنْ الهَوَى...
لخمسٍ بقينَ من ربيع الثاني من العام 1397 من هجرة النبي عليه الصلاة والسلام، الموافق للعام 1977م، وضعتني أمي، عند الخامسة من فجر الخميس، بعد مخاض أذوى جسمها النحيل، وَأَماتَ قُوَّتها، وفكَّ حَلَقَةَ صبرها، وما أن وَلجتُ إلى الدنيا نديّاً، عارياً، على جسمي قطع صغار من رحلة العبور من بطن أمي الآمن...
يُحكى أنّ رجلاً في إحدى الليالي راودته نفسه إلى مقهى صغير رُصفت مقدّمته بالأحجار الكرويّة، انقلب إلى مرتعٍ لأحلام السكارى والمعتوهين، والمحبطين، الذين كوّنتهم الحرب وأنبتت اليأس في صدورهم، تتطارد من تحت كراسيهم وطاولاتهم الخشبيّة قطط المصاطب، وهم ساكنون مستغرقين في أحلامهم، أو يطالعون أحداث...
أَيَّتُهَا الأرْبَعُونْ تُدَخِّنِينَ أَعْوَامِيَ بِمَزَاجٍ بَارِدْ تـُخَلِّصِيْنَ نَحولَ يَدَيْكِ مِن أَصْفَادِ حُزْنِي الطَّوِيلْ خَلْفَكِ يَقِفُ رَهْطُ الأمْنِيَاتِ الغَابِرْ تُضَيِّفينَهُمْ مَا جَادَ مِن خُبْزِ نَدَمي يَتَرَنَّحُ حَظِّي كَثَمِلٍ عِنْدَ بَابِ الضُّحَى رَآني أَتَعَكَّزُ ظِلَّهُ...
أغدقت على صدرها عطراً فاتناً، ولبست بنطالاً فضفاضاً، وظَفَرَت على رأٍسها زهرة حمراء صغيرة، تجلس على الرخام المكعّب، وهي تدير بين أصابعها صورته حين كان مُراهقاً: حنطيّ البشرة، ذو عينين زرقاوين .. ماضيةً تنظر إليه وهو يرسل شفرة الحلاقة فوق ذقنه الصغير، جَرَح نفسه من جرأة عينيه وهي تختلس النظر...
أَقْبِلْ برِكَبِكَ هَذي بِيْدُ أَوْرِدَتي أَقْبِلْ برَكبِكَ.. صَارَ الشِّعْرُ مِنْسَأَتي، وَشِفَاهُ الحرفِ قَافِيتي. أَقْبِلْ بِرَكبِكَ حُثَّ السَّيرَ في زَمَنِ الثُبُورْ فَرِّقْ جُمُوعَ الهَمِّ عَنْ كَبِدٍ جَسُورْ فَقَدْ جَفَّ في فَمِيَ الكَلامْ، وَاعْرَضَّ صَدرِي لِلسِّهَامْ. آَهٍ أَيامي...

هذا الملف

نصوص
69
آخر تحديث
أعلى