إبراهيم محمود

أما أنا، فأقول إن الحرب هي القاعدة في تاريخ البشرية، والسلم استثناء، وكل حديث مباشر أو غير مباشر، عن هدنة، أو مصالحة، ليس أكثر من استعداد آخر للدخول في حرب جديدة، حرب لم تتوقف مذ كانت البشرية. يكون السلْم لقيطاً معدوم القوة لحرب تلو أخرى . لهذا لست مقتنعاً أن إخراج آدم " العاصي " كما جرى وصفه في...
ليس لي خصام مع تغريد البلبل إنما لي مرافعة عن نهيق الحمار أن أجعلهما أكثر من وجهين لعملة فنية واحدة *** لي ليس حساسية من الأعالي إنما لي امتلاء بالهاوية كي تتعانقا في روحي المترامية الأطراف *** ليس لي تحفظ على النهار إنما لي عناق حميم لليل كي أتنفس بهما زمناً معافى *** ليس لي سخط على النبع إنما...
يفتتَح بول فاين كتابه " هل اعتقد الإغريق بأساطيرهم: بحث في الخيال المكوّن " بإشارة في غاية الطرافة، إنما مع عمق الدلالة ورحابة المتخيل، وهي تخص إيمان الدورْزيين Dorzé لا يقل قوة وصدقاً عن اعتقادهم بوجود بابانويل، ففي نظرهم أن ( الفهد حيوان مسيحي، يتقيَّد بأصوام الكنيسة القبطيَّة، وهي وصية من...
- إلى محمد عثمان أدريانو " شكراً لظهرك المتراس والنبراس " لا ليس للجلّاد إلا أن يحال على الضغينةٍ لا ليس للمسجون إلا أن يفيء على المدينةْ لا ليس للقضبان إلا أن تؤاسي قهرها أنّ الحديد وكم وكم أخفى أنينهْ لا ليس للكرباج إلا أن يقول مصابَه في قبضة الجلاد أن يروي شجونهْ لو كان للسجن اللسان ونطقه...
" اشتغلت مع كتبي بطريقة إنو أنا ما بتعامل مع قارئ أبله أو ساذج أو بقدر أنا بضحك عليه، دائمًا حطيت قدام عيني في قارئ أفهم مني وأذكى مني ما بقدر أضحك عليه " " سليم بركات " لطالما كرهتُ التملُّق والمحاباة والمخاتلة، إزاء موضوعات تتطلب الحد الأقصى من الانفتاح والمجابهة، حول قضايا إنسانية في الصميم...
لطالما تردَّد ويتردَّد أن المرأة بكل ما فيها عورة، من حضورها اللحمي إلى حضورها الصوتي بما أنه صادر عن الآخر. لَكَم أقلقتني هذه العورة " المفرد: الجمع "، وكانت وراء انشغالي المديد لأن أكتب تاريخ العورات: النشأة، الحافز، المناخ، والتداعيات...الخ. سأدع ما اشتغلت عليه حتى الآن، وأنا أقدّم فكرة موجزة...
احسبوها جيداً أيها الأصدقاء عن قرب وعن بعد احسبوها جيداً أيها العارفون بأصول الشرف والكرامة والسيادة احسبوها جيداً أيها العالقون في الحرية بالكلام المنمق احسبوها جيداً أيها المأخوذن بالكتابة حباً وكراهية احسبوها جيداً أيها الناس العاديون، إنما المسكونون بالحياة احسبوها جيداً أيها الساسة،...
عذراً على هذا الخدش لحياء العين والأنف معاً، وأنا أتحدث عمَّا لا يُسمى، عما يُعَدُّ معدوم الأثر والسّيرة، وربما يكون خارج التصنيف النباتي، رغم أنه نبات يُعتد به في قائمة منافعه، ولو أنه لا يعتدُّ به من جهة رائحته، طالما أن هناك تبايناً نوعياً في التعامل: من يرغب فيه ومن يرغب عنه.. أرأيتم لكَم هو...
كثيراً ما يتردد في أوساطنا، أو يتناهى إلينا، أو نقرأ عبارات لا لبْس فيها، وهي أن لا أحد يفرح بالحديث عن كل ما له صلة بـ" الجينوسايد " أو" الإبادة الجماعية " أو " الهولوكوست "، أو المجزرة الجماعية "...الخ. كلام، قول مسطور يثير السخرية والقشعريرة في النفس، بمقدار ما يبعث على الاستغراب. إذ مَن هذا...
إن قابلية النظر في بنية الجسد اللعوب هذا، تسمح، وعلى قدْر الانفتاح عليه، في أن يُلامس فيه ما يبقيه في متن اهتماماتنا، حيث ينسلخ عن مجرد كونه جسداً " معمراً من لحم وعظم "، إنما ما يرتقي بوعينا الجمالي إلى المحرَّر من تحولاته الدنيوية، ليتنمذج، أو يتأمثل، لأن ثمة السر المحرّك له والنافذ الأثر فينا...
دعك من الكلمات الطنانة يا كاتبي ودعنا نتحاور قليلاً كي نعيش كثيراً بما سيُتحسَب لنا بما يصلنا بالكتابة الكتابة لن يطمئن إليك الأطفال وأنت توحي باحتضانك الدائم الدائم في كتابته لن تهبَك السماء رحابتها وأنت تودعها جملتك المزعومة بالمفيدة لن تحمل البحار عمقها إليك وأنت تدعي الغوص فيها في عبارة...
أبصر النور موفور الصحَّة. كان هائل الضخامة، مهيب الطلعة. جاؤوا بحفاضة ليلفُّوا به جسمه. نهَرَهم، مثلي لا يوضَع في حفاضة، علق سريعاً. لكنه عريك؟ ردوا عليه. إنها حقيقتي وليس عريي، تراجعوا. فتراجعوا منكمشين على أنفسهم، مصدومين به. *** قال: علي أن أخرج، لأرى العالم. أطلق تنهيدة، وهو يدير المحيطات،...
وأنتَ تبحث عن كلمة كلمة لا على التعيين مهما كان لونك، جنسك، لغتك، هيأتك احرص على أن تكون لها نافذة نافذة بكل معنى الكلمة ثق تماماً أنك لن تندم على هذه اللحظة الكلمة تتنفس مثلي ومثلك وفي بعض الأحايين أكثر في بعض الأحايين أفضل في بعض الأحايين أحلى مني ومنك حينها ستعيش ما ليس في الحسبان ستفاجَأ...
قذرة أنت ِ إلى درجة أن الدود ينفر منك ِ من أين لك كل هذا الوسخ الذي تتوحمين عليه جسمك طحلبيٌّ صائد للذباب صدرك ناتىء كالصبار رأسك قنفذي يثير ضحكَ القبح نفسه شعرك دبق حرّيف وجهك بناء متهدم أنفك ِ فأريٌّ مرآه نحس لا يقاوَم فمك ِ مشبَع بالرائحة الظربانية قبلتك ِ شركٌ سام أسنانك زنجارية متنافرة...
دغدغة صوتك تبغبغني وإذ أتبغبغ أسبح في نسغ نشوات صوتك ِ السبع أتثغثغ توقاً إلى فاعل صوتك الغاوي وقلبي المفعول بغناه وهو يلثغ بأريجه دغدغة يديك ترغرغني وإذ أتدغدغ بهما أغيب في غيم نسيجك الغادر ويداي المترغرغتان تولغان في فولغا راحتيك باغتيني بلمسة مغامرة كي أغتبط بك أبلغ مما كان دغدغة ابتسامتك...

هذا الملف

نصوص
763
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى