قد أكون صائباً في مستهل كلامي، وهو أن مجرد تهجئة قارئ ما لهذا العنوان، سرعان ما يتحسس مؤخرته، أو يستحضرها بصورتها أمامه، وما إذا كانت " سليمة " من الطعان أم لا. سوى أنني على بيّنة تامة، أن حالة من التلبُّس المؤخراتية تداهمه. ولكي أكون أكثر وضوحاً، فإنني أعلمه، وأعلِم سواه، أنني أنا نفسي أملك...
الاسم الفعلي : محمد كَمجي Gemici " أي محمد البحَّار بالتركية ". إنه شاعر كُردي معروف، من مواليد فارقين " تركيا " عام 1944، درس في مسقط رأسه ثم في ديار بكر، واسمه الحركي روجن بارناس " Rojen Barnas والذي يعني الشمس النابضة بالحِمْل المعروف، بالكردية " . مارس النضال السياسي، وتعرَّض للسجن...
الشاعر، المسرحي، والفنان الفرنسي الغريب الأطوار جان تارديو " 1903 - 1995 "، يصعب التعامل معه في متخيله الفني، الشعري. فيما يقوم به، وطريقة تفكيره. إنما لهذا السبب أيضاً، يشدك إليه، لمعرفة كنه هذه الغرابة، ليكتشف المعني به أن ذلك يعود إلى اعتباره مسرحياً في داخله، ويمسرِح كل ما حوله، فلغته...
أيقظ أفراد عائلته، الواحد إثر الآخر، منذ الصباح الباكر، بادئاً بزوجته التي عانت منه كثيراً، ورغم ذلك بقيت مخلصة له. خاطبها، لأول مرة، ومنذ زواجهما ذي الخمسين عاماً، بأرق الكلمات. استيقظت وملؤها خوف متوقع منه. مرَّر يده على رأسها بلطف على غير العادة. أعلمها أن طريقه طويل، وعليه أن يمضي باكراً...
لعل المشكلة التي تلبَّست، كما شهَّرت عبارة ديكارت وهي المعروفة بـ" الكوجيتو " كانت موجودة قبله، وهو من صاغها، ليطرحها كي تنتقل ليس إلى الآخرين ممن يتكلمون لغته " اللاتينية- الفرنسية " إنما كل اللغات، وهي : Cogito ergo sum ، لتتنامى بعده، ومن بعدنا، أي " أنا أفكر، إذاً أنا موجود "!
لا بد أن...
لا أدري منذ متى أكره أبي، حيث لا الزمان ولا المكان يسعفانني بذلك. جل ما أعرفه هو أنني أكرهه فحسب. إنه لا يفارق مشاعري وأفكاري، ويمنعني من التفكير الحر، وحتى بالقليل منه، وحتى النوم بعيداً عن القلق والكوابيس التي تنتظرني باستمرار.
أتكلم وأنا ميت. للعلم أنا ميْت منذ زمان، موت حقيقي، وموتي هذا غير...
يا للسلاسل العجيبة !
عبارة، لطالما قلتها بيني وبين نفسي، رددتُها بوعي ومن دونه. حرتُ في أمرها، هي حيرة لا أعلم منذ متى وجِدت معي. لست وحدي في هذا المقام، فما أكثرنا، إذ يندر وجود من ليس في رقبته سلسلة. جل ما أعلم به، وكما قيل لي، أنها سلاسل يصعب، وربما يستحيل تأريخها. هكذا عرِف آباؤنا، أجدادنا،...
6- الصنيع الامبريالي :
لم أستغرب من تصنيف مسعد لي كباحث " جنساني " في نطاق " الأممية المثلية " في الفصل الرابع من كتابه " آثام وجرائم وأمراض ، تصنيفات شهوات الحاضر : صص 267-368 " وهي المساحة البارزة في مؤلفه حيث يتعرض عبرها لأربعة كتب لي، إلى جانب كتب آخرين.
ومنذ البداية يفصح عن انزلاقي الكبير...
توضيح: لفت نظري وجود مقالين منشورين حديثاً في موقع " الأنطولوجيا " الأثير عن " الجهل " لكل من الأستاذين سعيد هادف وعاشور فني ، وهو تقييم لمقال سابقه ولا يخلو من جانب انطباعي، ذكَّرني بما ينبغي التأكيد عليه، وهو أنني نشرت كتاباً باسم " مفكّر النهضة الثانية: ابراهيم البليهي " حول مقولات: الجهل،...
5- Donc Apologie pour l, histoire : تمجيد التاريخ إذاً :
ربما أشعّب فكرة هذا العنوان ومحتواه، تقديراً مني، أن هناك ما ينبغي قوله بصدد الخطاب، ومغذيات الخطاب، وأقنعة الخطاب. وأن يأتي العنوان مذكّراً بكتاب الألماني مارك بلوخ " 1886-1944 ": : " Apologie pour l, histoire ou métier d,histoirien,1949...
4- الابن أباً :
أتحدث هنا عن الخصاء النفسي لدى الباحث مسعد، وهو في وضعية التابع" الابن " لمتبوع قاهر هو الأب. والأب هنا هو أب سياسي، اجتماعي وديني، جامع بين السلطان الديني والسلطة الدهرية، وهو فيما انتواه وانتهى إليه يجسد التمثيل الأمثل لرغبة الأب الحِكمانية عربياً .
ربما أكون فيما ابتدأت منه،...
أرجع مرة أخرى إلى قصيدة جديدة للشاعرة العنبرية السودانية نيالاو حسن أيول، وهي " أعترف!! "، وما في العنوان وصيغة التعجب المزدوجة من لفت النظر، أعني ما يكونه اعتراف المرأة في مجتمع بالكاد يسمح لها أن تسمِع الآخر صوتها عملياً، أن تتكلم على الملأ دون أن تخشى لومة لائم، وبوصفها كينونة مغايرة للرجل...
3- الطريق المنحرف :
في تسويق مسعد لهذا الحشد الهائل من الأمثلة ذات الصلة بموضوعة " اشتهاء العرب " بطابعها الجنساني الامبريالي، والتي تستغرق قرنين من الزمن، ومن ثم حشرها في خانة التأثيم، يبدو أنه مجسّد حرفي لنص الحديث الشهير، وفيه ( وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل...
2- هل يمكن الحديث عن " عقدة الفلسطيني " ؟ :
ربما تكون هي المرَّة الأولى التي تُستخدَم فيها عبارة " عقدة الفلسطيني " بالمفهوم الفكري- النفسي، حيث أرمي من خلالها إلى توضيح موقف يسلَّط فيه الضوء على بؤرة التوتر النفسية التي يعيشها الفلسطيني، ومنذ ما يُسمَّى بـ" النكبة 1948 " وهي اختلاق إيديولوجي...
1- المأثرة الرئيسة للابن المطيع
في مستهل كتابه " الثامن عشر من برومير لويس بونابرت " يستحضر ماركس هيغلَ لينتقده تالياً ( يقول هيغل في مكان ما إن جميع الأحداث والشخصيات العظيمة في تاريخ العالم تظهر، إذا جاز القول، مرتين، وقد نسي أن يضيف: في المرة الأولى كمأساة والمرة الثانية كمسخرة ).
أحسب أن...