أنوّه بداية إلى أنني لم أقرأ كامل الكتاب المعنون أعلاه " موسوعة الجنسانية العربية والإسلامية قديما وحديثا " والصادر حديثاً بجزئه الأول في لندن " 2018 "، وللباحث الأكاديمي محمد عبدالرحمن يونس دور لافت في الإشراف عليها ونشرها، لهذا أثبّت تقديري لجهده المعرفي قبل كل شيء، سوى أنني حين اطلعت على...
كل الثورات في المنطقة، ودون استثناء فشلت في تحقيق الحد الأدنى من التنمية وفي المجالات كافة، وبقيت، وما زالت مفاهيم ذات صلة بالمثار: الوطن، الشعب، القومية، الدولة من بين أكثر المفاهيم استهجاناً واغتراباً عن حقيقتها واتجاراً بها داخلاً- خارجاً.
إن تحدثنا عما يُسمى بـ" الثورة العربية الكبرى "...
سيكون مبعثاً للسخرية والتهكم من قبل رجالات الكيمياء، إن قلت إن الفارق بين الذين ينتمون إلى التاريخ باعتباهم منتجين، مبدعين ومفكرين، وممتلكي الجرأة في الكشف عن أخطائهم، والتعلم من أعدائهم، والذين يمارسون توقيفاً للتاريخ في بعض منه ويعمّمون على ما عداه، ويطلقون العنان لسلطة أسماء معينة ووريت الثرى...
ليس من مديح للظلام
ليس من مصافحة للظلام
ليس من عنوان مسلَّم به للظلام
إلا أننا نعيش الظلام
إلا أننا نثمّن الظلام
إلا أننا نعظّم الظلام
إلا أننا نلوذ بالظلام
إلا أننا نخرج من الظلام
إلا أننا نرتد أبدياً إلى الظلام
إلا أننا نوقّع على " بياض " للظلام كثيراً:
فنحن نلبس أسوده فرحاً وترحاً
ونحن لا...
تاريخنا المكتوب حتى الآن، ولعله سيستمر هكذا، لم يكن أكثر من تاريخ عنفنا في أنفسنا وفي بعضنا بعضاً إجمالاً، إنه تاريخ أخطائنا وتمجيدنا لهذه الأخطاء، وما محاولاتنا لما يُسمى بردم الهوة بيننا وبين أنفسنا، بيننا وبين الآخرين تباعاً، بين كل ما نتهجاه ونسطّره ونفكره، إلا التعبير الأكثر جمالية رعب، وهو...
الترجمة حالات، والترجمة مقامات، والترجمة تفاعلات، وثمة ما يُترجَم حباً به، وثمة ما يترجَم ليتعرف عليه الآخرون وثمة ما يترجم بوازع معرفي، وثمة ما يترجم دون إمكان تحديد الحافز إلى ذلك، لوجود دوافع مختلفة، وربما كان في سماع صوت صاحبة الحنجرة الذهبية فيروز " 1935-2017 " كما قيل فيها، وهو وصف دقيق...
" جانا سيدا " شاعرة كردية، من مواليد " عامودا " في الشمال الشرقي من سوريا سنة 1976، حداثية في كتاباتها، وتتميز بالشفافية اللافتة في شعرها، ومن أعمالها ، هناك ثلاث مجموعة شعرية: الليلة الأخيرة- يد الصباح- قرب المساء...، وترجمت رواية " ذاكرة الجسد " لأحلام مستغانمي إلى الكردية...الخ. هذه القصيدة "...
في المسافة القائمة بين ضميريّ المتكلم: المفرد والجمع " أنا- نحن " تبرز أكثر المآسي عنفَ تمثيل، واستبداد ذات، واختلال علاقات بينية، وسيستام تفكير حياة وموتاً .
إذ لا أسهل من أن يسترسل أحدنا في لحظة وعي الاسم، عن التربية التعسفية التي أُخضِعنا لها فيما يجب علينا التزامه تجاه الآباء وعموم من...
يخطىء من يربط الترجمة بلغتين في مرجعها، ويخطىء أكثر من يمضي بالعلاقة إلى أبعد مدى ممكن اعتقاداً أو إيحاءاً منه أن هناك طرفين داخلين في صراع وتجاذب وحوار معاً.
والعنوان " كُلُّنا يُترجِم " إحالة إلى مفارق لنا، ولنا / لي عودة إلى هذه الإحالة !
لقد كانت الترجمة الأولى ولا زالت تلك التي تعنيها اللغة...
أن نقرأ " القصيدة: ك " لتوفيق الصايغ " 1923- 1971 " هو أن نستدعي قضيته ويا لها من قضية عسيرة الهضم، معقَّدة ومثيرة. إنها قضية الصايغ نظيرة " قضية " كافكا، فلا تعود مجرد قصيدة وهي تمتد في الاتجاهات كافة، وهي تجدد روحها أو تتجدد بميكانيزم الروح الذاتية الدفع فيها، متعدية زمكانها، فلا تعود محصورة...
أحدنا يرغب في الكلام وقول ما يرغب في التكلم به، أحدنا يريد الكلام وقول ما يريد التكلم فيه. يكمن الإشكال الأكبر هنا، حين نخلط بين الرغبة والإرادة أولاً، وحين نجرّد الرغبة ومقابلها الإرادة من كل سلطة، ووهم أو زعم أننا نتكلم عندما نرغب، أو نتكلم عندما نريد، وهذا ما يمكن التوسع فيه على صعيد الكتابة...
أعترف هنا، وأنا بهذا العمر أن الشعر لا يسأل عن عمر الإنسان حين يداهمه برعدته أو رعشة إلهامه، وبلاغة مواعيده المفتوحة، بمقدار ما يكون فوق العمر، يوحّد أزمنة وأعماراً لمن يكون متهيئاً لصوته الذي يصدح ويُرى وهو منغمر به. لهذا أقدمت على ترجمة هذه السودانية العنبرية بكل كينونتها ونهرها الشعري: نيالاو...
ليس هناك من واقعة حقيقية، ليس هناك من حقيقة واقعية، ليس هناك تاريخ، ليس هناك جغرافيا، ليس هناك سماء، ليس هناك قوى خفية، ليس هناك عواطف.. كلها مجازات !
سنكون خادعين لأنفسنا، ومخدوعين مضاعفاً، إن تابعنا تأكيداً على وجود ما هو حقيقي وما هو مجازي، كما هو معهود كثيرأ، إذ إن الأسماء ذاتها مجازات، وما...