إبراهيم محمود

لطالما استوقفتني عبارة " فضاء النص " من خلال كثرة استعمالاتها: الفضاء الروائي، القصصي، الشعري، الأدبي، النصّي...، إذ بناء على أي مسوّغ فنّي، فكري، أو رؤيوي، منِحت العبارة هذه تلك المكانة المحورية، في نطاق " جماليات المكان " ؟ لا يقصيني " الفضاء " عن الأرض، بمقدار ما يعلِمنا بالمحيط بها، بذلك...
من يحق له أن يجنّس السرد؟ هل يمكن تجنيس السرد ؟ كيف يمكن التعرُّف على السرد أولاً؟ وإذا باشرنا تعرفاً عليه، فكيف يكون وضعه في الحالة هذه، ونحن نتعامل معه من موقع تجنيسي مسبق؟ في الحالة هذه، تبعاً لأي قيمة ثقافية يمكن إقامة علاقة مع السرد ؟ تاريخياً، لم يظهِر السرد عفوياً، إنما تم اصطناعه، ليكون...
لكَم نتحسس من مفردة " الشبهة "، ونسعى مراراً وتكراراً إلى تجنبها: ألّا يُشتبَه فينا. ما الذي يخيف في الشبهة هذه؟ أهي مغايرة الصورة المتداولة، كأول تعبير عن المكر؟ تصوروا، ولو للحظة واحدة، كيف نتهرب منها، كيف نتفادى متاخمتها، نخشى تهجئتها لاسمنا ولو عرَضياً، يتلبسَّنا الخوف من مجرد التذكير بها،...
لماذا السواة مخيفة إلى هذا الحد، ومن الذي أوحى إلى ذلك، وتبعاً لأي منطق فضائلي ؟ في حساب التاريخ، يأتي اللباس بعد أن تكون البشرية قد قطعت مراحل متقدمة في وعي الزمان والمكان والاستقرار في الأرض، ولكن حكاية الخليقة تشير إلى وجود اللباس، إلى أن آدم وحواء بالذات كانا يرتديان لباساً. كيف كانا قبل...
أتحدث هنا من واقع مشاهدات شخصية وتنقلاتي بين بعض المدن الأوربية، وأنا أركّز على " القبلة الأوربية " وخاصيتها خلاف المتداول عن " القبلة الشرق أوسطية عموماً والعربية- الإسلامية خصوصاً ". ما أعنيه هنا، ولأحمَّل بوزْر التحوير في المحتوى، هو أن القبلة الأوربية لا تنفصل عن علاقة ثنائية تفرد لها زمنَها...
هل كان لدى آدم، آدم الموصوف بأبي البشرية، هذا المجبول من تراب، نظرة دقيقة إلى الأشياء؟ لا بل هل كان يبصر ما حوله ليحسن التمييز بين الموجودات ؟ أنا لا أتساءل هنا عن حقيقته " بدقة "، عن لونه مثلاً، لأحسِن التعرف على الأعراق البشرية وما إذا كان البشر جميعاً " جميعاً من دون استثناء " ينتسبون إليه...
كيف أمكن لشجرة مرسومة في الجنة، أن تكون سبباً لإخراج آدم وزوجته حواء، ونفيهما إلى خارج مدارها، وقد تم ربط مصيرهما وذريتهما بعلاقتهما مع متغيرات الأرض ؟ لكن سؤالاً جنتيّ العلامة يطرح نفسه، وهو: هل حقاً أنها كانت شجرة المعرفة؟ ثم: أإلى هذه الدرجة تكون المعرفة مخيفة وصادمة لصاحبها؟ وكذلك: في الحالة...
سعيدةٌ هي هذه النطفة التي لا تكف عن الكلام والاستمرار في الحياة من بين المفارقات الكبرى التي شغلتني بمفهومها الفلسفي- التاريخي، مفارقة " النطفة "! تُرى ما الذي صيَّرها الآمرة الناهية، لتكون لها كل هذه السيطرة السيادية، ليكون لها كل هذا الحضور، كما لو أنها الوجود المتجاوز حتى للميتافيزيقا، كعلم...
الخشب من سلالة شجرية. هل هذا القول ابتكار؟ ليس كذلك، لكنه تنويه إلى من يتجاهل هذه الرابطة النسْلية، وما يترتب على التجاهل من تغافل عن استحقاقات الخشب بوصفه شجريّ الأصل. ومن المؤسف جداً أن هناك كلمات شائعة في أوساطنا العامة، مثلاً، لحظة توصيف من يرتعب أو يتعرض لحالة نفسية بأنه قد " تخشَّب ": صار...
ثمة كم هائل من التناقضات التي تقلق " ذات الفلسفة " في الحديث عن نوعية الصّلات المعقودة بين العرب والماء. إنما رغم التأكيد على اعتبار الماء أصل الحياة، منذ أكثر من ستة آلاف عام، إن انطلقنا من ميزوبوتاميا أو بلاد النيل فالشام، وليس مع فلسفة الماء الطاليسية بمرجعيتها اليونانية، وإن كانت تستحق...
لا أخالني في معرض المكاشفة الفلسفية للعبارة – العنوان " أنا أتفلسف إذاً أنا موجود " على الصعيد العربي، إنما في عراء المقاربة النقدية لها كمفهوم، حيث إن محفّز الكتابة فيها/ عنها، يستند إلى مسوّغات تمثّلها " أو هكذا أرى "، وهي أن الكلام عن التفلسف عربياً يسيء إلى أصل الفلسفة، إلى الفلسفة المأثورة...
منه كان يأتي الضوء، ويُرى الناس والشجر، وتُسمع حركات شتى، منه كان يظهر الظلام وصمت المخلوقات. كان منخفضاً، يكاد يلامس الأرض، وعبره كان يُرى العالم الممتد من ثلاث جهات، عبره كان يُعرف ما يجري داخل الغرفة في الطرف المقابل. عند حلول الظلام، وإضاءتها. دائماً وجِدت يدٌ كانت تفتحه للنظر والسمع عبره...
منذ زمان طويل وهم يتحدثون، يتحاورون، يساجلون، يكتبون حول النص، وما يكونه النص، ولكن ليس من أحد" أي أحد " اطمأن إليه واستقر عليه، ولا حتى إلى نفسه في قرارة نفسه، ممن يعتبرون أنفسهم معنيين بأمر النص. والنص آمر وليس مأموراً في مفهومه، والنص في وضعية غياب أكثر من كونه حضوراً، والنص لا يُسبَر قاعه...
واقعاً، يمكن للمرأة أن تتمثل في الصابون بوصفه مركَّباً كيماوياً وسهل الاستعمال، الكثيرَ مما يشغلها نفسياً. أن يكون الصابون في تعددية أشكاله " من الشكل المربع إلى المستطيل فالبيضوي تقريباً "، على هيئته تلك، فلا بد أن " أولي أمر " الصابون، ممن يمكن التعرف إليهم في المجتمع " الحي " يراعون فيها ما...
صفير الهواء في الخارج لقد أصيب بنزلة برد يعني أن ضغطه نازل كثيراً وهو يرتعد بكامله وهو يطرق الباب بابك تحديداً وهو لا يصدّق متى يلتقيك محيطاً بكاملك بابك الدفيء من الداخل بكليته لاجئاً محتمياً بك تسارعين إلى فتحه وأنت بثوبك الشفاف أكان عليك الظهور بهذا الإغراء الباث لحرارة فريدة من نوعها؟ وهو...

هذا الملف

نصوص
762
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى