د. أمل الكردفاني

قبل سنوات؛ تلقت صديقة رسالة من شاب يقول بأنه يريد أن يكون كلبها. أخبرتني بذلك بجزع، فهي لم يسبق لها أن تلقت طلباً شاذا مثل هذا. تبعاً لفضولي الذي لا يقاوم بحثت عن الأمر فوجدت أن هناك رجالاً (بمختلف الأعمار)، مصابون بمرض -وهذا وصفي لهذه الحالة- وهو رغبتهم في أن يكونوا كلاباً لامرأة. فهم مستعدون...
"إنك لن تظل منشغلاً بالعالم..فأنت جزء لا يُرى منه. والأحداث تصنعها مؤسسات لا تُرى بدورها، ولكن من عظمتها لا من تفاهتها مثلك. وقال آخر داخل جسدي: المنشغل بالعالم كائن بلا هدف.. وقال العمق الأنثوي في ذكورتي المهددة: العظماء من انشغلوا بالعالم. وكل تلك الكيانات الاعتبارية داخلي تصارعت لتثبت...
____ه____ وكان الكون مزدحماً بالأغنيات ولذلك كان حزيناً.. وداخل الموسيقى يربض الجوهر.. وزهيرات ملونة.. كؤوس نبيذ خلف الأوتار وحب محتمل.. كان الكون.. كان.. مرسماً لفنان فوضوي وشاعراً مغموراً في قلبه.. ومشرداً لم يعرف يوماً أبويه.. كان أهزوجة الهزيمة الكبرى.. ونحيباً في الغروب.. ... هكذا تركت...
كان علي البحث عن متبرع بأضراسه. ضرس واحد يكفي لهذه المهمة. لقد قالت ذلك فأومأتُ برأسي: حسناُ يا عزيزتي سأبحث لك عن متبرع بضرسه. وهكذا ألزمت نفسي بشيء لا خبرة لي به. وكانت البداية عند صاحب كشك المعسل: - ابنتي تخرجت من طب أسنان وتبحث عن متبرع بخلع ضرسه. جحظت عينا الرجل وهو يحدق في عينيَّ بصمت...
دفع الهواء كرة بالونية حمراء باهتة نحو فجوة صغيرة بين صخرتين. توجعت الكرة وقالت: - أخيراً وجدت مكانا للمخاض..حيث لا بد أن تبدأ القصص العظيمة بالولادة لتحجب سؤال العلة الأولى القديم. بدأت الكرة تئن محاولة إخراج الهواء من داخلها، ثم صرخت وانفجرت لتقفز من جوفها كرتان حمراوان صغيرتان، ثم تبتعدان...
أورد السيد أحمد سعد زايد المنشغل بالفلسفة والثقافة تعليقا على تفسير الهداية والعرفان لأبي زيد الدمنهوري، معتبراً إياه تفسيراً عقلانياً. ولكن السؤال الذي أطرحه منذ وقت طويل: ما الفائدة من تفسير عقلاني وغير عقلاني، فهذا في حد ذاته يؤكد موت النص، ويعتبر التفسير نص خاص بذاته ويعاني من نسبيته كتفسير...
للمرة الخمسمائة ينتابه هذا الشعور بعد ذهاب الأنثى. وحين أطفأ سجارته بقى قليلاً في المقهى دون أن يرى شيئاً أمامه. كان غارقاً في التفكير. وكان يطرح سؤالاً على نفسه، هل يعمق تلك العلاقة بحيث يذهب بها لأقصى مداها الجنسي أم يُبقي عليها عذرية. هذا هو التقسيم الكلاسيكي في علاقاته المستمرة منذ الشباب...
في القطار من القاهرة إلى اسكندرية جلس أمامي رجل وأجلس ابنته الجميلة إلى جواري وقال ضاحكاً: - أوعة تعاكسها. كنت في الثامنة عشر من عمري، وكانت الفتاة في السابعة عشر. لم انبس ببنت شفة، ليس بسبب والدها الذي تركنا أكثر من مرة ليدخن. ولكن لأن الخوف من الأنثيات الجميلات كان يعقد لساني. في تلك اللحظة...
هو مصنع، مصنع أو لص حديدي، كعقل الفصامي، في هذه اللحظة بالذات، يبدو صوت وقع حذائي واضحاً، فالفراغ مشبع بالصمت. الصمت الثقيل، ستسمع صوت سقوط برغي، وحتى موجاته حين يدور حول نفسه ثم يستقر على جنبه كراقصة باليه في بحيرة البجع. "لا غزل بعد اليوم.. توقفنا.. إنها حرب قذرة تلك التي ارتكبها المنافسون...
سياقات --ه-- من بين أثلام الصخور مددت رأسي وأنا دودة وُلِدَت الآن.. لم تبصق سوائلها بعد.. ثم انزلقتُ داخل دمعة حزن نحو قمامة الكلمات الجوفاء.. في هجير الظلام.. تعبرني فراشات ميتة.. متيبسة الأجنحة من كثرة الابتسامات الزائفة.. وفوق رأسي.. تُحلِّق رؤوس مومسات مجنحة بأهداب أعينهن الكثة المصطنعة...
الشجرة الثانية- مسرحية من المسرح ما بعد الحداثي، من فصل واحد. (مشهد١)- التمرد المسرح: (يتم تجهيز المسرح برسومات جدارية تخفي جدراناً صغيرة بحيث لا تكون ظاهرة بسبب امتدادات الرسم التي تجعلها كما لو كانت كتلة واحدة من الجدران، من بين الجدران يظهر ويختفي الممثلون كما لو كانوا يظهرون من العدم)...
(١) شعرت بالضيق حين عرفت بموت ثويبة، ليس لموتها، ولكن لأنني تذكرت ان اللحم كان في اللحم، ذلك اللحم الدافئ الذي سيبرد الآن ويتفسخ، ربما هذا ما جعلني لا أتذكر وجه كفاح حين اقترب مني، وجهه المشعر كالقرد، حتى أن ملامحه تختفي تحت شيبه المتكدس كاللباد مخفياً شبابه الضائع. ورغم إحراجي لكنه لم يرتبك،...
وأنا أعبر بشارع عبيد ختم، قرأت لافتة الأدلة الجنائية وتحتها ترجمة بالإنجليزية Forensic evidence على الجانب الغربي هناك أيضاً المختبرات الجنائية Forensic laboratories. هذا التعريب يعتبر مشكلة واجهتني كثيراً أثناء البحوث المتعلقة بعلوم الجريمة لكمة forensic. والتي أقرب ترجمة لها ليست الجنائية...
من الكثير الذي صدره لنا الغرب هو فكرة الأحزاب السياسية، كمعبر عن الشعوب؛ دعونا نطرح أسئلة أولية: اولا: هل الحزب السياسي تعبير عن قطاع معتبر من الجماهير؟ ثانياً: إذا كانت الإجابة بنعم، فهل يعبر الحزب عن آيدولوجيا مفهومة من ذلك القطاع؟ ثالثا: هل يجوز للحزب أن يعبر عن احتياجات اقتصادية للمجتمع من...
وتسألني: - أتراني عقلاً أم جسداً؟ أقول: - أراك امرأة طافية بالأنوثة حد إيلام كل الذكور..تشبَّع أرواحهم بحزن الحرمان. فيلقي الملوك تيجانهم تحت قدميك.. والصولجان. ترسم غضبة زائفة على لؤلؤتيها، وتزم أقحوانتين.. ثم تغمغم: - هذا الجسد.. فتملأني رغبة في لمسة يد.. أرى النبص في أعلى نهدها الأيسر. يعزف...

هذا الملف

نصوص
943
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى