وحين تموت
سنابل القمح في ضفافي
أقود مركبي..
واتركها ساربة بلا مجدافِ
وأكتب القصيدة الحزينة
عن عينين ضاحكتين في المدينة
...
والأسماك تحت مركبي
راهبة في محيطات الألم
أعينها ذاهلة
بين الوجود والعدم
...
والشمس فوق مركبي
شاحبة مطفأة اللهب
ضارعة بانقشاع السحب
...
يا نوارس الوداع
لا تُحَلِّقِيِ...
لقد كان لأفلاطون مشروعا فاختلق من أستاذه سقراط سفسطائيا جبارا..وتبعه أرسطو المعلم الأول وأستاذ الإسكندر هذا الذي بدوره كان له مشروع عظيم..كان لأستاذه مشروع حياة وكان لتلميذه الإسكندر الأكبر مشروع موت...
ودائما ما يكون للعظماء مشاريع عظيمة..
والدتي لها الرحمة سألتني: من خلف كل عظيم؟
أجبتها...
قالت له: جئتك لتكتب ما أشعر به..
شعرها الأسود ملفوف للخلف ككعكة كبيرة..
نفث دخان سجارته وعدل نظارته وهو يحدق في وجهها بقلق.
قالت بنفاد صبر: أنت -صحفي..أليس كذلك؟
رمش بجفنيه عدة مرات وكأنه يقول نعم..
قالت: طيب ..هذا يعني أنك تجيد الكتابة.. وأنا لا أجيدها...
قال: حسن.. بماذا تشعرين...
ثم رفع حاسبه...
وسأل ابنه: ثم ماذا بعد؟
طأطأ الولد رأسه
- ستظل مشرداً هكذا .. ستمر سنوات عمرك وأنت بلا هدف حقيقي .. فبجيتارك هذا وصديقتك المشردة مثلك لن تستطيعا توفير ثمن طعام افطاركما..
مزق ورقة وأضاف:
- رسوب.. والآن ماذا؟ أنت في الثامنة عشر ويمكنني تركك لتواصل طريقاً خاطئاً ..غالباً ما قد يفضي بك إلى...
وعبرنا .. كنا جمعا كثيرا وطويلا.. وراء بعضنا... طابور بطيء..
الجبل شاهق... جدا.. السحاب عبر من بين أقدامنا..
أيها الوحوش... صاح قائدنا.... الجبل تآكل من أسفله خلال رحلتنا التي امتدت ثلاثة عشر عاما.... نجونا... ولكن لا سبيل لنا إلى الهبوط مرة أخرى...
قالت امرأة: لقد تدمرت الأرض تماما..
وبكت...
🔺 ...
كان زمهريرا جافا لمناخ اكتوبر الخنثوي ، وضوضاء المقهى تختلط بضوضاء ميدان التحرير ؛ يضربون الطابة بعنف ؛ الدومينا بعنف أقوى ، يجترون دخان الشيشة بعنف أكبر..والصبي (في الثلاثين) يصيح بصوت أهوج..هنا حيث لا نعرف إن كان كل هذا الصخب حياة فاضحة أم تمردا على موت فاجع...وأم كلثوم تغني بمواويل...
المسرح:
ساحة معركة قديمة ؛ تتوزع فيها بقايا أسلحة ثقيلة وخفيفة..وعلى وجه الخصوص مدفع طويل يخرج من رأس دبابة مدفونة حتى ثلثها بوضع جانبي وكأنما أصابها مدفع مضاد للدبابات..تتناثر خوذات وبقايا مدرعات وملابس ..الخ.
من الجانب الأيمن للمسرح يدخل أستاذ وخلفه سبعة طلاب ؛ اربعة ذكور وثلاث إناث في الثانية...
الضخ الضخ ثم الضخ.. تتحول كل النسبيات إلى حقيقة مطلقة نظريات وفلسفات تتحول بدورها لمقدسات.. والمقدسات معايير شمولية تسيطر على الفكر وهكذا لا يصبح الفكر فكرا .
اللا معيارية لم تكن مسلمة أبدا في تاريخ التفكير الانساني ولذلك فلا يوجد فكر خالص ؛ ما يتهدد الانظمة ليس المثقف لأن المثقف (بهذه الرتبة...
وفي القاهرة
عبرت فتاة سافرة
بالنعمة الوافرة
.
.
ضحك العجوز
ذو السنة الواحدة
وغمز بعينه الراكدة..
قلت:
وهل تصدق أنها ستعطك
بعض الاعتبار..
قال ضاحكا..
علمنا الزمان -نحن الكبار-
كيف نجس النساء والموظف المرتشي..
والحكومة الفاسدة...
ثم اصبح هذا كله عندنا
عادة سائدة...
واختفت الفتاة
وغابت ابتسامته...
في بلاد
اعبرها فتعبرني
وعلى الحدود
ارى
أنثيات يقتلعن جدائل النعناع..
ويخصبن ريح ربيعهن
بابتسامات الصباح
.
.
وامضي
والشتاء يفض
الطمي
تحت حذائي الجلدي..
هنا أسطورة..
هناك أميرة قتلت بجرم العشق..
هنا بقايا ثائرين مضوا
وهناك أسماء الطغاة
نحتت على جبال الزيف..
هنا مرت جحافل العمال...
تحت سياط...
أن تأكل اكلة طيبة.. ليس لتمتع المعدة.. فالمعدة لا تشعر بالمذاق.. ولا باللسان لأن المعدة عندما تمتلئ يفقد اللسان ذائقته. انما لتشعر بأن كينونتك حاضرة في هذا العالم بكل جوهرها... هناك اتصال ما بينك و بين العالم.. و هو اتصال مباشر.. شيء ما يدخل من فجوة فمك الى احشائك.. تمارس عليه سادية التملك...
"يا ميسلون"... الاسم الرقيق والذي فاح دماء في الشرق من جسد يوسف العظمة واجساد المقاومين... هكذا ينادي ابنته ذلك الأسود ذو الأنف المفلطح وعيناه تبرقان بماضي عروبته الزائفة.
يقول له ذلك صديقه الغضبان دائما الحاقد على العروبة والمتمسك بأفريقية لا يجد لها أي رائحة سوى جلد أسود ومع ذلك فهو يتمسك بها...
لا أعرف لماذا شعرت أنها عرت جزءا من فخذها متعمدة ، والحق يقال أنها استطاعت أن تلفت انتباه الحيوان داخلي. غير أنني فضلت أن أشعل سجارة وأغادر العيادة لأفكر في عملي الأدبي الجديد ؛ ككل كاتب يعتقد أنه سيخلد نفسه بعمل أدبي لم يكتب مثله من قبل ، وكآخرين فضلوا إحاطة أعمالهم بقداسة مستمدة من القوى الما...
وفاتنتي تحب اللعب
وتعرف صبري لأني أحب
تمسح شعرها فوق صدري هوى
وتغضب أن لمست الكتب
تريد انشغالي بها دائما
كأني عبد قلبها المضطرب
فإن تفجرت في حماسة نأي
وثرت عليها سورات الغضب
رمتني بلحظ التشفي العذوب
يمزج بين الهوى والعتب
فقدمت عذرا لجرمي الخطير
يقيدني هدجها المنتحب
وإني لأهفوا الى حضنها
كهفو...