مصطفى معروفي

أجيء وفي الرأس يورق نجم النباهة، أفهم أني مدين لرائحة الأرض حين تعير الخريف بساتين وجهي ويحصل عندي التعجب (تلك البحار الوحيدة...هل تشعل الموج يوما؟) ألفْتُ خروج الرماد من العين ما عُرينا غير بعض كتاب نرى طعمه في المرايا (تجيء إلينا تهرّجُ ماذا إذن قال نور الصباح لتوأمه؟) وأصب عناء محياي في...
وأجعل نبضَكِ رهن يقيني أمامي اصطفى النهرُ ينبوعه وورائي بدا الأمس مثل طيور بدائية تستثير صباحا وريفا مناقيرها وإذا هو حاول إغلاق دائرة الماء فرت إلى عرشه لتقبل سفح ذؤابته لي مناحة جدي عرفت لماذا تيتم طين البيوت القديمة فيها وكف الوداع لماذا تخبئ بين مرافئها الشوقَ... ما كان لي أن أصوّب سهم...
أذكر أني كنت اجالسه يوم السبت له منعطف الديمومة يختلس المشي على الزاوية اليسرى لبراءته لا شيء هنالك يردعه عن أن يثقب وحدته بشماريخ تحاياه ويقطف ناي الدهشة من شفة القمر المائل زمن لخراب بات وشيكا هو عنب تسأل عنه دواليه هو أفق لم يصْحُ من الريبة بعد تجيء مواسمه تترى وسعادته في خجل تومض فوق...
الصديق الودود مصطفى تحية طيبة، وبعد، وضعت إصبعك على جرح عميق في ثقافتنا المغربية"الشابة"وأشرت بالخصوص إلى القضية المتعلقة بالنقد، والمتابعة النقدية فيها، وكما طلبتَ، سأحاول أن أبسط لك رأيي، مع التأكيد على شيئين اثنين: ـ أن النقد إبداع مستقل وإن كان يرتبط "عضويا" بـ "ملاحقة الأعمال الإبداعية...
تمنيت أن أنتمي لسلالتها، رفرفات الطيور لها تنتمي، ألق القول أيضا، ومددْت يدي أتحرى عبيرا وثيرا تثاءب يوما وكان بداخل منزلها حيث ألفى الطريق المؤدي إلى فمها هل علمتم هنالك أمكنة قد تناسب ما ضل من حلمنا وعلينا إذن أن نقوم بفتح شجا الماء أن نلمح النار تمرح فوق جوارحنا أن نشحّم أسماعنا...
رائع وشمها مثل ضوء يتيه بجسم سوار وكل الورود التي بايعت وجهها خرجت من خميل المواعيد من شمعة أتحفت كاهل الليل باللحظة الفارقةْ. عادةً يركب الوقت نزف الجدار تقول النجوم: تبارك وصفي وتدخل شرنقة الفرح المستحيل، تقول الحدائق: كل زهوري فدائية، ويقول الفداة: لنحن رحيق الطريق مدار البهاء صهيل ذرى...
في عينيك طفا شجر الغربة وانشطر الحزن على جنبيك وأنا طفل حجري بين أنامله تنمو الدهشة تنهض بستنة الأفكار إنك رجل عالَمه آُقليديّ تقصف سمت فراستك المجنونة والصدْفةُ، في خدك يشمخ ريحان وإزاء الريحان رفيف الشجرات الذائعة الصيت يغازل معطف غوغول* وقلعة كافكا**، أنا حفل الزنبق تحت عيوني تمطر...
لو حين رآني أخذ المنديل المائيّ ولوّح للأشجار به ثم تولى للعتبات اللائي يقطر ن عسلا ليشق رياح الأزمنة الآتية، عبارته كانت شاهقة ومفاتيح القول ترى فيه مفاتنها ونبوءتها قلت له أنت حصان الزهو وكل استثناء يهرب منا تجد التأويل له في جهة الأرض الأخرى إنك فترتنا العذبة تحمل وزر مباهجنا الفئوية...إنك...
أحيك الحياة مدادا لأكتب سيرة من رحلوا وجميع جهات السماء تود مقابلتي كنت نهرا يثير الجدارة فوق يديه على جانبيه يئزُّ القطا حيث يطوي المجوس تثاؤبهم كسفا كسفا كنت سيد وقتي ألاعب ريح الجنوب وفي خلفها كنت أبني جحيما لمن خبأوا نجمتي في ثياب القبيلة، كانت أظافرنا عقدت هدنة وأتت نحو أبراجنا لكأن...
على قدمي مال عشب البدايات كنت أنظر هل ما يزال يمام المدينة يهضم نفْسَ الرتابة هل ما يزال له الناي والحشرجات الوئيدات تخرج منه كآيات وجه كسير هي النار لا شيء يسرق منها خبال السهوب ونحن نخمن أن المهازل تنسج تاريخنا ثم تنسى بأن الغزاة بداخلنا من ترى عنده عسجد العمر يأتي لكي في دوائرنا يُزهر...
ياوجه الدار البيضاء أراك على قمري المجبول من الألق الأزلي أراك وسيما حد النخل الواقف في الطرقات فكيف أرتب فيك دواوين الأشواق وقد أشرق لازبها بين مرايا الماء وبين وحول العالم؟ أغتال مآل الوقت على كتف الصمت أقول بما ليس يباح طريقا لعيون الليل أنا الأفق النائي ولديّ سماء ثانية أحلب منها جذر جبال...
أسمي المواسم عطر الأماكن لي من غواياتها سنبلات المدى لي الصهيل البهيّ يقبّل نخل يديها أنا يقِظ مثل خيط دخان سليم يحط على رئةٍ ظفرت بالشذا وأقود المتاريس...ألقي اليمام إليها ليبني مراسيمه في ذرى إبطها وإذا ضاقت الأرض مني رسمتُ مدار البداهة فوق الخليقة ثم أميل إليه أرممه بوقار الكهولة إني جدير...
أنا النازل السرمدي من الزمن المستحيل إلى آخر القبّراتِ أضم بها ما تنحى من الأمس نحو الضفاف العتيقة... سرب العبير تمطى قليلا أماط قواريره من تطلُّعنا وحكاياه أجمل من موت مزرعة في أقاصي فتوحاتنا، يا صديق الأغاني الشهية إنك ملح موائدنا وهواء موانئنا كيف كنت قبيْلَ احتراق المواعيد في دربنا وهْو...
كان الوقت لديَّ غزالا وثوانيه الممشوقة تسمو لصفات الأرنب ذي الطول الوثنيِّ وذي العرض الضارب في الإبهار، سلالات المطر اشتغلت أمدا بمفاجأة العشب أحلَّت فاشيةَ الأرض لمن قال بغائية البعد الخامس... إن صهيل الموج بمفرده عسكر في أوردتي أعطاني مخمله القدسيَّ ومد على كتفيّ رداء شريعته كان القصد هو...
وتساقط شوقي محفوفا بصعود الدهشة أرض شراييني حتى انغلق الأفق أمامي وتركت يمام العشق يبيح سعادته لتباريح الطرقات ويملأ صهريج الألق النازف وشْيا بنصوص الغيبة، سعة الرؤية لم تك كافية للقبض على لألاء طريقي، عبء خطاي وسيم للغاية حتى أني ساعة أن قمت بريئا من تحريض الماء على الوردة جاءت كل أغاني الغجر...

هذا الملف

نصوص
1,086
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى