مصطفى معروفي

أنا الملح أسكن خاصرة الطين والكوخ في هضبة القرية التاع، صاحبه كان إذ ينطفئ الأفق من عابري الأرض يخرج في البحث عن نجمة طرقت مرة بابه ومضتْ، ستموت وحيدا وتمسي الرياح تقيل الوداعة منها وفانوسك المستدير سيفتح أنفاسه في هزائمنا إنه روح ماضيك/منفاك... بل إنه عمقنا وفداحة أمدائنا واليمين الغليظة تحت...
من سعف النخل متحت تآويلي ثم ترجلت بلا أرب عين الشمس فقط كانت ممن أعطيت له تاريخ المطرِ أنا قفل الغيمة لا تسأل عن كيف تسلل وعل الغربة بين أظافرها ومضى ينثر نجمته تحت مواقدنا المخمورة... ها أنت لك الصبح فلا تمش وقورا ووراءك أرقٌ أثث جفن بداءتنا...وانثال يقايضنا الصمتَ بنصف سماء... الليل يخاف جنوني...
ساق الريح مشت بي والغيمة قربي بسطت قنديلا وافترشت قبرة الرمز فقلت :كذاك مرايايَ تنام على وجعي تمسك سرتها الأرض وعنف اللحظة حين يجيء الولد الطبقيّ ويكشف عن نادفة للصوف تريق الجمر على جسد الماء تقول لأهل القرية أسوِرتي دمكم فخذوا كفي وابنوا ذروةَ أيامي..... قلت: أنا ماء حصاركم الأمثلُ أنا نسغ...
دونـــت نــفسي فــي ثــنايا شــعري و رســمت عــني صورة من فكري لا الضعف في شعري يواريني و لا إسفاف فكري في الورى بي يزري أنــا و الــقصيدة في مدارات المدى تــحــتي وفــوقي بــالمعاني تــجري أنــا عــارض الأبــيات أنــسج ثوبها شــكــلا ومــعنى بــالجزالة تــغري أعــتام قــارئها ولــيس مــعي سوى...
وأذكر أني ركبتٌ جروح الأعالي فكنت كبيرا كما كنت أقْبَلُ عطر الفلاسفة العظماء وأفتح أقواس عوسجة رتبتْ شوكها في الفوانيس جوفَ المدينة، قال الأمِيرال للجند: حين تميل المروج إلى القبرات فإن الحروب تصير عصير تراب/ خميرة وهم وأنتم نوافذ تُذري الرياح بكل جهات المدى وكذاك اصطفاف الأساطير فوق الكراريس...
للرياحين وشم المحارة غارقة في التبتُّلِ تأخذ نكهتها من مويجاتنا السائمات، إليها أتى التتر الزرق يستمرئون أزيز الجنادب حيناً وحيناً يحلّون للأمسيات ضفائرها كي تصير حنادسَ تأكل من رهَقِ الليل ما عنه تسهو الكوابيس أو فيه كل كلام يغازل نافلُه ما تخلف في جبحه، هي أوقاتنا والسقوط تحَّين...
ملكت المزاج الخرافيَّ لست أحب احتساء السلاف الرديئة أو أشتهي بخلاف العشيرة أن أستحم بماء القطيع أنا واقف أتأبط ظبي انفرادي هناك تلامس عيني رجوع اليمام إلى وكنات المساء و تندلع الحرب بين الوشاة وبين لحاهم لتأفل تحت سنابك خيل الغزاة الفصولْ وتبقى المدينة أبراجها مرتعا للقطا والوعولْ فما الغيم...
صوتي يأخذ رخصته من أقربِ إذْنٍ لي كنت أقول له لا تجلس بيمين أو بيسار فقدا اللونَ ولا تبعدْ وخذ النفَس الأجمل مني واسقِ وضوحك ببراءة أحلامي إنك صوتي وأنا أصعد من شهقات ذراعي ومن الزخم المضرم في كتفي وأغني لمناديل تغذُّ السير وتأبى أن تضرب فيها الريح خيامَ وداعٍ، أمسِ على السفح ثمِلتُ وحولي...
من نافذة الحلم أطل على عالمنا العربي، لأفتح نافذة ضالعة في عشق السهو ومنه تقتات على قلق الحاجة ثم تنام على ما يتبقى من يده إذ هو ثَمّةَ ما زال يقلِّبٌ كفيه عساه يجد شموسا تبعث في أفقه فأسا وشراعا فالرحلة تحتاج لفأس تفصل نايات الأمس عن اليوم ولشراع تتراقص فيه مرايا الغاياتِ، شوارعنا مائلة ومبللة...
ما فكرت الوردة يوما إلا في رسم القبلات على خدك يا امرأة تمنح للعالم من يدها عطر الحب ومن شرفة غيمتها ترسل عينيها نحو طيور الحلم المنذور لبسمة هذا العالمِ أجزم معتقدا ليس هناك من يغرس دمه الواقف مشتعلا في هذا الكون سوى أنت وليس هناك من يجرؤ أن يسكب بين يديه مشاريع الحب البيضاء سوى أنتِ...
في سنةٍ ما في بلد عربي ما لم يحضر فاتح ماي بأبّهةٍ كاملة ثَمَّ نقابات رفضت دعوته لحضور المأدبة. ـــــ من نافذة المنزل كنت أطلُّ فكان المطر يذوب من الشجر الماسك ثدي السحب المارة في عربات الجو و ينزل كي يغرس في جسد الحقلِ شتائلَ بِشْرٍ عسلي العينينِ ويرسم فوق فم الفلاح ألذ البسمات مضى المطر يجوس...
يمد النخل للريح الجموح يديه حيث الريح ترفض أن تصالحه، فماذا لو مكان الريح كان النخل أو كانت مكان النخل تلك الريح؟ ـــ تلك النحلة صارت لا تلمس حافة كأس الشاي لأن شفة حاسيها يعجبها أن تسبح في أعراض الناس. ++ ختامه مسك: كم تحمّلنا هجركم صابرينا فمضيتم في دربــه سادرينا أن تُخانَ العهـــودُ تالله...
تغيم رؤاي فأحفر لي خندقا في حشا الصمت كي أتمترس فيه و أشرب حكمته النافذة. ـــ أحبها حينـــما تلـــــــــقي ضفائرها في لجة الليل حيث الليل ينــذهلُ كم ينزف الغيظ في أحشائه كمَداً إذا رأى شعــــــــرها بالتيه ينسدلُ ـــــ ختامه مسك: ما اللحية كانت رمز تقى بل قد تصبح رمزَ نـــفاق يامن...
تلك الشجرة صاحبة الجسد الفاره بين يدي الوادي هل تغتصب النسغ من التربة أم أن التربة تمنحه إياها عن طيب الخاطر؟ ـــ حتى الشارع و هو الموغل في الصبر تأفف من عربدة التاكْسيات و من حملقة عيون الحاكم و ضحايا لفراملَ مستهترة. ـــ ختامه مسك: أنتِ في ليل القـــــوافي قمرُ معه يحلــــــو لــــعيني...
لغلوٍّ في الإبرة ما فتئت تفخر أن الفضل يعود إليها في إحياء رفات الثوبِ و تشييد ممراتٍ في أحشائهْ. ـــ لكأن الحلم الراسي في أفُقي مذ مائة عام يعرف كل دروب الأرض سوى دربي، لكأن القلم بكفي حوصر بعمى الألوان فأصبح يخطئ قبح العالم. ـــ ختام: وما أنا بالباكي علـى الخل تارِكـي ليرحلْ،ولا إن عــاد...

هذا الملف

نصوص
1,086
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى