رضا أحمد

تقول لجارتها: نحن الآن عِشرة مقبرة واحدة سنعرف بعضنا أكثر في الموت؛ ذرات رمادنا توددت إلى حَلّة المحشي نفسها وكورونا الشرير ذاق الويل من نكاتنا البائخة وحملات التنظيف بالكلور والكحول، زمن طويل مر على الوقوع في فخ التزاور ونقل الأسرار والدموع التورط في صداقة هشة وتبادل أطباق عاشوراء والأزواج، لم...
أترك الشمس لظلي ينبح حولها ويشرب رائحتها المرة من جسدي، الوسادة لكوابيسي وحدها أخيرًا الليل لقصيدة تركض في سلة مهملات ناشر وعشرون جنيها كاملة للون الأزرق لأني أحبه أترك أبي، أمي، إخوتي وحبيبي في رعاية حياتي كان الرب في عونهم، أنا عادلة عظامي ولحمي لتراب عين شمس المحظوظ تحديدًا أما كتبي، ملابسي،...
نجوت من الليل ومن مأزق وضع قدمي على قارب يبحر إلى كوارث أجهلها نجوت من جوع أبي وخوف يجر خلفه مدينتي القديمة كطرحة أمي، اذهبوا إلى ندوبي وكفني من الملح أولد وفي الطمي مرآة لا تهضم جثتي، كنت غريبة في حلقة ذكر ضاعت فيها ملامح الإله كلما وصفوه بالحب وكنت قريبة من الموت أرفرف بأجنحتي حوله وهو مشغول...
يكفيك أن تنفخ في رماد سيجارتك وتطرف بعينيك هكذا، 69 مرة لترى الحب وحشيا مع امرأة تكشط وجهك البريء وهي تعانقك. ... ماذا يُشبع الشاعر لو أن نصف زوجة أحاطت عنقه بخيبتها وتناقل الوطن سيرته داخل المكروباصات ولافتات المترو كمخدر مأمون المفعول وقرص فياجرا والحضن الذي يريده يَرْمَحُ في عربة يجرها...
عن السقوط نسأل النحلة كيف كادت لها زهرة برسيم، نستجوب حبة المطر عن نيتها الحقيقية للمبيت في بركة وحل، نطوف حول فراشة أبقى المصباح رمادها على بابه عبرة للعميان، نراقب مسيرة دمعة إلى أول جرح؛ الطريق يتظاهر دائما بأنه يعرفنا يتساهل مع أقدامنا المتعبة حتى يتكرر السقوط بلا ألم أو تفسير أو...
أضعت اسمي إيماني ومرض أليف يسير خلفي يعتقد أنني سيدته لكني لا أملك حق إطعامه وتوبيخه، مثل عازف كلارينيت أترك مناوبتي الليلية فى جرف الذكريات لطفل صغير يهوى تجميع الجنود البلاستيكية فى جحور عميقة وأجلس بامتداد حياتي كشجرة مريضة -نسيت أخذ جرعتها من الكلوروفيل والمسكنات- أدخن بشراهة أحد أغصاني...
“ﺗﺒﻠﻰ ﺍﻟﺒﻼﺩ، ﻭﻻ ﺗﻄﻔﺄ ﺍﻟﻨﺠﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﻛﺘﻒ ﺍﻟﺠﻨﻮﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺮﺳﻬﺎ” ﺍﻟﺴﺨﺮﻳﺔ ﺗﺪﻓﻌﻨﺎ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﺇﻟﻰ ﺣﺸﻮ ﺍﻟﺠﺮﻭﺡ ﺑﺎﻟﺒﻴﺎﺽ ﺍﻟﺮﺗﻴﺐ، ﺍﻟﺒﻴﺎﺽ ﺍﻟﻘﺎﺗﻞ ﻛﺒﻮﺩﺭﺓ البوتاس، ﺗﺪﻓﻌﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﻣﺤﻮ ﺑﺼﻤﺎﺗﻨﺎ ﺍﻟﺴﻴﺌﺔ ﻋﻦ ﻣﻜﺎﻥ ﺍﻟﺠﺮﺑﻤﺔ: “ﻛﻨﺎ ﺑﻌﻴﺪﻳﻦ ﺟﺪﺍ ﻳﺎ ﺍﻟﻠﻪ، ﻛﻨﺎ ﻭﻗﺘﻬﺎ ﻧﻀﺤﻚ ﻭﻧﻬﺪﺉ ﻣﻦ ﻋﺰﻑ ﺍﻟﻤﺼﺎﺑﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺃﻋﺼﺎﺏ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻟﺘﺴﺘﺠﻴﺐ ﺣﻮﺍﺳﻬﺎ ﺃﻭ ﺗﺴﻘﻂ”...
صدر للشاعرة المصرية رضا أحمد باكورة شعرها "لهم ما ليس لآذار"، في 140 صفحة، عن دار "نبض" بالقاهرة، والقصائد كلها بدون عناوين، بل مجرد أرقام، ربما لتوحي بفكرة الديوان الوحدة الكاملة، أو الأفكار المترادفة أو المتوالية أو المتكاملة إلخ. لكنه في النهاية، نصوص مفتوحة، لا تكتمل، ولا تنتهي نهايات لازمة...
رسأقول أنني غنيت وأنني أعرف الصهيل والهدير والآلام الأخرى؛ لسنا في حال أفضل لكننا على الأقل لا نغمس لقمتنا في الطين ولا نضيق على أولياء الله زوايا الأضرحة، لا نعاتب الرب خفية ونطمئن ذئاب الزمن على خرافنا الهادئة؛ أوباش وحفنة من العجزة نحن حين نخرج لندافع عن الوطن في الظل نترك دقيقنا المالح يعج...
الرصاصة في غفوتها بالبندقية تنخر في بطء كتف الجندي الجديد؛ هناك شيء مفقود لتكمل العظام دورتها وتصير لذراعه يد ولليد أصابع تجذب الموت من ياقته كرفيق قديم، تستريح على العين غمامة وفي القلب يقظة تتبع صافرة إطلاق النار، تمر فريسة مكسوة باللحم اللين والبراءة تعرف أن للشوارع رصيدها الضئيل من الحب...
الوطن أضيف لاحقًا إلى مخاوفي بمثابة اعتذار؛ إذا شردت عن القطيع سأطرد من صندوق ذاكرتي بلا قلب يدس إبرته في لحمي وطنينه في دمي، سكين الجزار جائرة بديلة عن الجوع والمرض. أذكر اسمي منفردًا محفورًا على ذيل نجمة وأذكره مكورًا يتلفع بالظلام وسط آلاف الجوعى على الرصيف، رأيته غير مرة يركل الحروف وينفض...
تركتك في أغنية خلفي؛ أتذكر شعورك بالبرودة وبطعنات اللحن الرتيب كنت تفضل أن تخرج من ألة نحاسية، صوتي الناعم لا يحميك بالكاد يذوب مع الموسيقى في الحناجر قبل أن تذبل وتتلاشى تماما كالشفق في عرين الليل، يدك بيضاء بيضاء وهي تشكر الرب وهي تقلب الكلمات في أذني وهي تلتقط ما يجعلني أعرفك بلا صفات وأبكي...
لدي فكرة مثالية عن الحياة؛ كرة روث أدفعها كل صباح كخنفساء دءوب مكان رأسي. تسألني هل أحببت من قبل تريد أن نمضي قدما في علاقة أم أن تصطحب المتبقي مني إلى غرفة منسية في قلبك؟ النساء تذكرن بأسى كيف يمكن لأجسادهن أن تكون صلدة دون لمسات غريبة تشكلها بأي هيئة تريد؛ في أول حب لي صرت غرابا ومن يومها...
ﺗﺤﺮﺭﺕُ ﻣﻦ ﺍلتودّد إلى ﺍﻟﻘﻄﻂ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺰﺍﻭﻝ ﻟﻌﺒﺘﻬﺎ ﺍﻟﻠﻴﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﻗﺒﺾ ﺍﻷﺭﻭﺍﺡ، ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻔﺰ ﺑﻤﻼﺀﺗﻲ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﺒﻨﺎﻳﺎﺕ، من لعبة ﺇﺗﻼﻑ ﻛﺮﻭﺕ ﺫﺍﻛﺮﺓ ﻣﻌﺎﺭﻓﻲ ﻭﻣﺮﺍﻗﺒﺔ ﺍﻷﺳﻤﺎﻙ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺾ ﺑﻮﻳﻀﺘﻲ ﻓﻲ ﻣﺎﺋﻚ. ﺗﺤﺮﺭﺕُ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺠﻮﻝ ﻓﻲ ﺃﻧﻔﺎﻕ ﺭﺃﺳﻲ ﺍﻟﻨﺎﺋﻴﺔ ﻻ ﺗﺼﻠﺢ ﻟﺘﻬﺮﻳﺐ ﻣﺨﺪﺭ ﺃﻭ إﺧﻔﺎﺀ ﺟﺮﺍﺋﻤﻲ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ، ﻣﻦ ﺇﺷﺎﺭﺍﺕ ﻣﺮﻭﺭ "ﺗﺤﺠِﻞ" ﺧﻠﻔﻲ ﺩﺍﺋﻤﺎ...
لا يمكن أن يكون الحب أسوأ ما حدث لنا؛ لم تمنحك الطيبة اسمًا أعرفك به وأنا ألقن أصابعي قراءة الشهوة في عين الرجال وقد فرقتنا تفاحة عفنة على طاولة أمام الله ولا أعطاني الشوق سره كي أدعي يوما أنني ورثت الأسى فقط من رائحتك الحلوة. ... محيلًا إلى الصمت كل اعترافاتك تركتك وحيدا تعوي وسط بركة من...

هذا الملف

نصوص
162
آخر تحديث
أعلى