محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز)

كان يعود في كل مساء مُثقلا بالأكاذيب يُخبرها عن الشرطي الذي اوقفه لأنه لا يملك وجها ولكنه دفع رشوة إصبعين واظافر و عن المرأة التي جلست جواره على الحافلة وغازلته انك اجمل من مشى بلا وجه وأن طفلا صرخ له عمو الذي لا يملك وجها اركل لي الكرة وكنتِ تضحكين ، تتجهين نحو الطاولة، تغسلين وجهه في حنفية...
اتخيل احياناً شكل القيامة امرأة مُسنة ماتت تخيط كفن إبنها تمشي على صراط الحزن وهي تخيط كفن ابنها إبنها الذي يجلس جوارها ينتظر كفنه اتخيل أن ساقية الخمرة تلك تلك التي زُرتها ذات مساء مُلغم بنساء قديمات ظللن يركضن في الاوردة ويأنبن ضدي الاماكن والحيوات القديمة اعطني كأساً ؟ اعطتني اعطتني اخر...
اعرف ذلك من صوت الكلب الذي نبح قبل قليل كان ينبه القلب هناك دخيل هناك دخيل اعرفه من صوت حنفية الماء كانت تسكب ماءً ورديا من ظلي على الأرض كان يُخالفني الحركة انا امضي في الطريق وهو يتلصص على طرق مجاورة اعرف ذلك من رنة هاتفي رن بأغنية غير موجودة فيه اعرفه من الصحف نشرت خبرا عن نهاية حرب لم تنته...
الخيال يُرهق المستيقظ لتوه ، من فِراش بارد وفقاعات عالقة من ليلة الأمس في المدى وانا ككل الفناجين المُنافقة ، أحتكر الذاكرة المُتخيلة وتاريخ النزف واشجار النساء البالغات سن الشعر بسرواليّ الداخلي أتجول في المنزل الخالي المنزل الذي يشاركني فيه عنكبوت ، وصوت الشجارات العالية في منزل الجار الطلاقات...
أتذكر تلك الظهيرة الشمس تُبلل اجفان الأشجار الكمسنجي كان يصرخ (عربي بحُب )* (عربي بحب ) لم اسأل هل الحب طريق آخر للوصول للعربي ام ماذا فتاة ما محمرة الخدين تجلس في جانب الطريق تحمل باقة ورد وقلب احدهم على ما يبدو الشُرطي اوقف عاشقين، يُقبلان بعضهما، وهما يسيران تزفهما قطرات مطر لم يلم آياديهم...
كانت الساعة العاشرة ودقيقتين حين عرفت خبر ارتباطك و في الحادية عشر وربع اعددت قهوتي في الثاني عشر جلست امام الغُرفة ، اُدخن الصمت والعزلة الناعسة الواحدة منتصف الليل مزقت الصور القديمة الثانية بعد منتصف الليل ، اعددت كوب قهوة اخر الثالثة كوب اخر الرابعة كذلك الخامسة اخذت دشاً السادسة فتحت كتاباً...
الى بهنس أظنك فرح جداً حد أنك لم ترسل برقية لأنك وجدت مأوى دائما لم تعُد تكرش جسدك في الشتاء بحثاً عن دفء ولم تعُد تتوسل الأرصفة كرتونة قديمة وقطعة قماش وبعض الذكريات لكنهم رثوك، تسخر أيها المُعبأ بالكدمات كالتراب الافريقي وكالجواري العربيات رثوك ببدلهم وكرفتاتهم الحمراء بالكراسي الدوار وهم...
في اليوم العالمي للشعر اقول: اشتهي اليوم أيتها الكلمات الطلاق هذا الزواج اللعين بيننا عقيم انتِ امرأة شريرة كلما توسلتكِ زهرةِ بيضاء اعطيتني كفناً كلما توسلتك نهراً يتنزه في صباح ربيعي وامرأة ذات سيقان سمراء تعبث بالموج اعطيتني دمعة ارملة ما زلت الحناء على اصابعها والقُبلة الاخيرة لا زال لعابها...
ربما فيما بعد ... اقول ربما فيما حُزن، فيما بُكاء لا تُحرف لغتي تقول وهي تُزم شفتها قليلاً، على وجهها النعاس يتمخى، وعلى وجنتيها غابة من الحُمرة تتقطر كالخجل على الفراش يمكن للحرب أن تنتظر أكثر اقول ثمة بثور زرقاء على ظهركِ ينبقي أن ارتشفها، كما يرتشف البحر زرقة السماء تُفكر فيما قلته تعبث...
أيها السودان أيها المارد الذي فقد وزنه ايها المرأة التي تفقس وتبيض كلابا أيها الحداد الذي يطرق الرؤوس مع بعضها حتى تنفجر ايها المنسي كتاريخ افريقيا أيها الحار كالانتقام النبيل كطعنة في قلب طاغية ايها البسيط كضحكة مراهقة دغدتها مغازلة أيها الساخر كشاعر مفطور القلب أيها البارد كاصابع ارملة أيها...
في الليل اجل الطلاء الداكن الذي يأتي من جهة الشهوات اجل الشمس التي تستمد اشعتها من رماد غابة احترقت اليس الليل هو الاشعة المحترقة التي تتصاعد من السماء نحو الاسفل من مواقد جِدات قضين نحبهن وعكات حنين فاتر ومن مواقد آلهات مُراهقات يتمرن سراً على العجنات السرية للبشرية في الليل نعم في السخونة التي...
تعرفين أن الحب هو كل ما املكه لا بيت لي ولا قشة تصلح للمبيت لا شارع يقود الى وطنِ ما ولا زقاق مهترئ للتبول لا حبيبة امشط جدائلها في الفجر ولا عاهرة احتمي بها في الشتاء الحقير لا ورق أكتب به وصيتي الأخيرة كطاغية طُعن بخنجر مظلوم ولا حزن سائل بما يكفي لأبكيه وافرغ للأبد امي جف ضرعها...
تجلس كاستفهام مُتهم بالبُكم تتأمل فتات إعمار مبعثرة كالاعضاء البشرية على أسفلت الخرطوم تدرس خريطة حُزنك من الرأس، حتى السُرة وما تحتها من موبقات الكأس كمنبه شرير يطرق على رأسك والدوار السكران كدرويش مبتلى بالحب يبتهل للموت تجلس وذاكرة الأمس تُجرجر ارجلها الرخوة على مساءك الشارع كما كان دائماً...
تتعرين احياناً خيال ألهة ثملة أرادت أن تختلق أزهارا لغير الحديقة فكرة امرأة لا تلفظ العشاق بغير هُدى لشبح الجانب الفارغ من الفرِاش الانطواء على احتمال رجل يشبه ازقتك المتعثرة بصخرة من الظن للقهوة التي جفت تتعرين وانتِ تُذاكرين الطريق المُفضي لشهوة شاعرية ولموت أقل من الجُثة بطعنة تتعرين لجوغة...
في ليل الغُربة والواحدة بعد الحزنِ تفتح فمها المتعغن نحو الجُرح المُتعفن والنافذة تحشو ملابس نومي باسامي نساء يسكنا في غرف الروح السرية والليل يطنطن و ملاءآتي باردة كعيونِ القتلة ما هذا الحزن الجالس بأريحية على الصدرِ خذ يا حزن فراشي وفرشات اسناني ما دمت مقيم خذ اردتيتي التحتية...

هذا الملف

نصوص
641
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى