الى عثمان بشرى
او بمعنى أكثر صحة ، الى حُزن لا ندين له بمواساة
لأنه حزن لا يكلف الفجر بالضوء
والليل بالنساء
والظهيرة بأن تحتشم ما استطاعت
بل حزن
يُعين العصافير، رجال اطفاء
مهمتهم أن يطفأو الحرب
او أقلها
أن يغرقوا صوتها في الهديل
الى الخلوي
الصحراء التي عملت بالنجارة شيدت الكثير من المراكب...
جولي ثقي بالمطر
صلوات العُشب الكافر
ودفء الغرق
جولي تأملي السماء
لتعرفي من أين جئتِ
ومن أين اِزرق فمكِ هكذا
كسماء صغيرة
جولي
في خلقكِ
الطين الذي فُرك بحنية أم تعد الطعام لأبن عائد من حرب، التشكيل
الهدوء
في خلقك حين انتهى
وضع اسفل حاجبك توقيعه الشخصي
جميعهم اسموها شامة
انا اسميها
تنهيدة آله
جولي...
في قديم البلاد ..
ربما دون قصد ٍ كالغريبِ يلاقي غريباً :
أضعنا الهوية
و عشنا بزكرى
..
بلادٌ كما آل بيت العزاء
فقط كأس قهوة
قد يخفف عنها شهقة الحزن
تربيت كتف قد يكون التعازي
ومحض احتضان يجعل الجرح يبرأ
...
الدموع تجري من عيون السلام
دموع غزيرة ..
وهو يحتسي قنينة الخمر
يقصد :
أن " لا للحرب "...
في العيد
غير السعيد، والدخان يتصاعد
كأرواحِ اسلافنا
جريحاً ينزف كلماتنا المحتقنة
في قميص السماء المُفتق
اُفكر
في المُدن التي دخلتها
انتعل كل تلك البيوت المثقوبة بالحنين
كل تلك الطُرق التي قدمتنا
حتى النسيان
وعادت لأشجارها
تُذاكر مشاوير قديمة لم تُصححها مُدرسة الشعر
اُفكر في النساء الخفيفات
مثل...
انا ثوري
أكثر من أي شخصِ اعرفه
واكثر ممن لا اعرفه ايضاً
ربما اكثر من لوركا
هل وقف امام الموت ، محتمياً بقصيدة ؟
انا اقف امام الموت
محتمياً بكفني
انا ثوري اكثر من جيفارا ايضا
هل وشى به راعي
انا وشت بي مخاوفي الصغيرة ، ورغباتي المُنفلته من قبضة الاخرين
انا لم اُحب الوطن كما يفعلون
لأنني لم استطع...
الحنين طفل يحبو على ارضية الليل
يسحب الاغطية
ويعري فينا البذاءة
الحنين
دغدغة مذعجة في مؤخرة الظهر
أين اصابعكِ لتحُكني ؟
الحنين ابتسامة مُسن
امام انثى جامحة
تخطو بثقل النظرات نحو الجانب الاخر من الحب
حيث أكثر من خمسون عام
وخمسون امرأة
يضحكون
على فداحة الوقت
وسخرية التجاعيد
الحنين
زهرة تفتح عينيها...
هكذا انتِ كسلى كخبز الفجرِ
كمزاح الوز
كالنعناع في طرفِ المزاج
تقفين
على مهلك، كالبخار
تسألين الحرب عن حال الشجر
كنب الحديقة، والمساء الزنجي
وسكارى الرصيف
تسألين الحرب
وانتِ تستندين في كتف المخاوف
تتركين طلاءك المخبوز ،
في غاباتِ السلام الموسمي
ربة الكاكاو
صلصال الزنوجة في متاهة القُرى
سُمرتك...
سنشكر الليل أيضاً
لحسن الحنين المُشاغب
وسوء الدخيل المُخرب
وللشعر ايضاً
مأدبة النساء الشجر
اللواتي نمينا في أيامنا كالسيئات الجميلة
وكالأمنيات الجريحة
يا بيوت الخشب
في الضفة التي تآكلت جدرانها الرملية
فتهاوت في البيوت
ضميني
أنا ايضاً من الطين
تنقصني النوافذ، والعيون المتلصصة
لاُصبح بيت
يا أيتها...
اتخيل احياناً شكل القيامة
امرأة مُسنة ماتت تخيط كفن إبنها
تمشي على صراط الحزن وهي تخيط كفن ابنها
إبنها الذي يجلس جوارها ينتظر كفنه
اتخيل
أن ساقية الخمرة تلك
تلك التي زُرتها
ذات مساء مُلغم بنساء قديمات ظللن يركضن في الاوردة ويأنبن ضدي الأماكن
والحيوات القديمة
اعطني كأساً ؟
اعطتني
اعطتني اخر...
خضراء كانت سماء المدينة
لأننا كنا أشجار
قبل أن تحكمنا الفؤوس
خضراء كانت لغاتنا
لأن الافواه كانت برك مُسالمة
ولأن قشور الكلمات كانت من الطحالب
خضراء كانت الدماء القروية بين الشرايين
لأنها لم تعرف الخنجر
عرفت دفء الحبيبة
وقسوة الغابة
ورطوبة الحب
خضراء كانت اسناننا
قبل أن تتزوج السيف
وتشاركه غداء...
في البدء كان
الارتباك البِكر
جُرح في ريعان الدم
تتساقط قطراته على الارض، مثل السهام
لكنني
المعتوه الذي اعتاد مذاق الدم في فمه
لأنه يُلكم في الحانات باستمرار
لأنه وبعد الكأس العاشرة
يرى في كل النساء، مشهد فِراش
لكننا إلتقينا
في ذلك المساء من شهر تشرين
في ليلة كان فيها القمر حامل في شهره الاخيرة...
حين انظر من ثُقب الباب
اتخيل القدر
وميض ضوء يخترق الغشاء الشفيف للوجوه الضاحكة
يقشرها بصمت غير مرئي
تنتبه اخيراً
حين يتعرى العظم
تنتبه عبر الألم
رغم أن المرآة متكتمة
تحتفظ بالقشور سالمة
متواطئة شريرة
مع نظرات الرب
حين انظر من ثقب الباب
أتخيل الرصاصة
ظهرها ينحني من الخلف
مثلي تماماً
تتلصص لفناء...
تنام اليقظة متأخرة
دون أن تشرب كوب الحليب
يستيقظ النوم حتى السابعة ظلاً
واُغنيتي المُفضلة
في مشغل الصوت
تكح
حين تطرقها رعشة برد
حين تُصاب بالزكام
هكذا اقرأ تجاعيد الغُرفة
رجل في مفترق امرأة
يكنس ليله من جسدها الطافح بالنداءآت المزيفة
النداءآت التي تعبر كهسهة ريح على كومة قش
كزحف أفعى على اقصاب...
في الشفاه الملساء التي استظلت بروج احمر، من همجية الغروب
ونامت على شهوة
في ذكرى الليلة التي لم انم فيها تلك
الليلة التي
قرأت الخبر في الصحيفة
أنني وُجدت في احد المراحيض مطعوناً بذكرى اُنثى
لقد كُنت شاباً يافع
لنرثي ذلك الشاب الذي طال كثيراً
حتى أنه حين ولج الى غرفته
نزع السقف
ذكرى الشاب الذي...