فلندرك ورطتنا
نخرج عن هذا الضيق الذي لا يتجاوز
مدة عانة
إلى وسع الوجعة
عالمنا
هذي الحلبة
نحن الأطفال
نقاتل في هذي الافياء
ونموت بلا حُزنِ
كصرصورٍ اعرج او كلبة
فلندرك ورطتنا
وننام الآن بلا أعين
لا عتمة تفوق نهارات الحرب
وصرخات البارود
و الصمت المتجمد في وجوه الصُحبة
لا عتمة
تتسرب في...
هذا الفجر
استيقظت أقل بؤساً من المعتاد
بائعة الفلافل لم تدلق زيتها الحار على رأسي
وجدت مقعدا بطريقة ما في حافلة ما إلى مكان ما
الولد الذي يقف هناك
لم يكن لصا
فلم أفقد هاتفي
الفتاة في جواري لم تكثر من دهاناتها
فنزلت بلا أي عُطب في النفس
وجسدي شهواته نائمة
لا مخالب تغرس عميقاً في نظرتي...
تقول زينب
حين نهداها يضيقان قليلاً
تقول
اصمتا
كطفلين يمرحان بأصابع الغابة
يهدءان
انا الذي انتفخ كالفضيحة
تقول حين تغسل الماء بجسدها
رويدك رويدك
حتى لا تصاب بالزكام
تقول حين تخرج غير مهيأة للتنزه
ثم تلمح الحرب
ترتدي جثة خضراء
وبعض العلامات العسكرية
لا أملك فرجا لتغتصبني
لكنني املك...
هذا وجهكِ اقرأه
كما تقرئين أنتِ تضاريسي
وفمي
ودخان سجائركِ
اخر أنفاس الرب
قبل أن تكشفه سيارات البلدية صباحاً
مصبوغاً بالبول
مطعوناً في ظهر نبي خبأه للحظ
مخنوقا
بحزامِ جلدي
استخدمه احد الاولياء لتحفيظ بعض الآيات
وجهكِ
وانتِ تقولين
ما بيننا
أعوام واعوام
وأسف
نمضغه من بعد ثمالة
ونواصل...
الى شجرة
تُجرجر الربيع نحو المنحدر
وتطعنه بغصن جاف
ارسل لها برقية الماء
واسئلة الجوع
حول القمح الآفل
والقرى التي اختفت لدواعي البندقية
كيف للابقار اللواتي يحرثن في القرية عانة امسياتها
يغسلن كالعرافات
مخاوف الموسم
يشبكن بين الحوافر شقوق الخريف
و كالنساء الطيبات
يدخرن الحليب للولادات...
تهدرين كل هذه الأنهار
كجنرال مهووس بالجثث لتُمسكين قاربا
تهدرين كل تلك الأمطار
لتُشبعي قمحة
تأكلين الحرب
لتجف الحرائق عن دمى الاطفال
انظري لي
اؤرخ لخصرك عمر ازرعي واقتفي في صدرك،
مثل مخبر شرير
ِجرائم ضحكتك على جُرحي المُنمل
أقف تطاردني الحرب
اركض تعثرني جثة
اتصدع فاستلف من جسدك بعض...
انه عالم يضج بالكبار
وانا صغير
بأصابع صغيرة
صغير كبرغوث يلاكم حذاء جلديا بالغا
صغيرا كقطرة مطر
تدغدغ جلد صفصافة
كوحمة في المنطقة الملغومة على الجسد
لكنني رغم ذلك
بهذا الصغر ينبغي أن أحبك
انا لا اعرف ما ينبغي أن أفعله بهذا الحب
هل اشخبط عليه كجدار
كما كنا نفعل في الماضي
أرسم عليه قلباً...
سيخرج من الأفواه
غبار ذو خطوط زرقاء
وصرخات تكيل الوعود للحاضر المسترسل في إخفاقات متتالية
وأصائص غير مؤدبة الورد
تشير بعطرها
للنساء
سيخرج الغبار كثيفاً ، لزجاً كالحب ، زلقاً كخصر اُنثى في عمر الاصابع
وسيقول المؤمنون الجيدون
أن القيامة تنفض معطفها ، وتستحم ، لتسحب مقبض الوقت
وتواجهنا...
جُرح
على كتفك
وحديقة من المشعوذين
يتلون فراشاتك القديمة
في غبار الرماد
و مطر يتسكع بين نهديكِ ، كقطيع جنرالات يتفقدون رائحة الصرخات الاخيرة للموتى
هكذا انظر لكِ
بعد سنين من الحُزن
والافلات
والارتباك
انظر اليكِ كرصيف يُشاهد صحراء تأكل بحراً من النساء
كوطن يرى اعلامه تتحول لمنشفات ،...
انه عالم مكرر
الاشياء نفسها ، الوجوه ، سندوتشات الطعمية
الزحام
القطط التي تُحدث ضجة نفسها
المُشرد الذي يتعرى ، ويهز عضوه ، كراية حرب
جدالات المركبات العامة حول الرغيف
وانحراف الفتيات
وجنرالات الحرب
هوليود نفسها تتكرر
دائماً هناك متطرف روسي على وشك احداث كارثة
دائماً هناك بطل امريكي...
هكذا تخبزين اللحظة اذن
الليل قمح الحنين الجائع الى اُنثاه
القمر
فران يعجن حنطة الجسد باصابع من الضوء
وشرطي مرور
يمرر الينا النساء القديمات
بامجادهن من معارك انتصرن فيها على النوافذ
و معاكسات المطر
النجوم فقاعات
تصاعدت من غرقى نسوا الطريقة الوسيمة للسباحة على الرمل
دثريني أيتها الاسئلة...
(تقول الأم :
لم يمت
منذ الطفولة وهو يعشق لعبة الغميضة،
ويضبط باستمرار،
ربما اتقن أخيراً،
كيف لا يضبط بأيدي الأخرين،
لا تشيروا الى الدم المسكوب،
ولون الله في هذا المزاج المنكسر،
انظروا تحت الفراش،
قد تجدنه يبتسم،
ويترقب الخطوات،
ربما هو في الخزانة،
اراد أن يخفي بلاده مثله،
في لعبة...
يا حيرة الكلمة
أمام المغزى
حين تنشطر العبارة
الى جسد يوازينا سخونة
وكيف تلتفت
المشيمة
لورطة الحبل الذي شنق الأجنة
وجرب
القادم
بطعم الأرجحة
وكيف السبيل
الى قيامة لطيفة في صرخة مبشرها
لا سراط
او شعرة قد تغوينا للطم القاع
لا سوط
يمزق من تعرى في مساءِ قُرمزي
لامرأة
تكتب بصدرها...