منذ ظهور موجة الأدب اللامعقول راهن النّقاد على أنّ هذه الموجة ليست سوى زوبعة في فنجان سون تنتهي في أقرب فرصة،لتموت هذه الثورة المتمرّدة،ويعود الأدب إلى نمطه الكلاسيكي المعروف،ولكن المفاجأة كانت أنّ هذه الموجة لاقت إعجاب المشاهدين ورضاهم ، بل وبوّأت أحد أعلامها وهو صموئيل بكت الذي ألف مسرحيات:(في...
(1)
أحزان نقطة المركز
هو المركز في الاهتمام ، يشعر بأنّ الدّنيا تدور من حوله ، وهو في المركز لا يتحرّك ، ولكنّه لسبب لا يستطيع أن يصوغه بالكلمات يتمنّى لو كان له حظٌّ كذلك في الدوران حيث الانعتاق والانفلات ، ويشعر بأنّ هذا المركز الذي يقع فيه ، ويجعله قبلة الرّعاية والعناية هو ذاته الذي يكبّله...
“البحر يذهب للصّلاة”، كانت هذه الجملة هي إجابة أمي الوحيدة والمكرورة والأكيدة عن سؤالنا الطّفولي عن موجات البحر التي تختفي في البعيد، فلا نعود نراها، ونظّنها تخوننا، وتهرب إلى البعيد لتداعب أقدام أطفال آخرين يألفون البحر أكثر من صبية ثلاثة وطفلة صغيرة اعتادوا على أن يعيشوا معلّقين بين السّماء...
إن كان اسمك هاشماً، وكنتَ تملك بوصلة نحاسيّة قديمة مربوطة بجيبك بخيط صوف فلا تفارقه، وكنتَ تجزمُ بأنّك ستموت في أشدّ أيام مربعنيّة(1) الشّتاء برودة، وكنتَ تدسّ يديك في غالب الأحيان في جيبي معطفك أوفي جيبي بنطالك كي لا يرى أحدٌ أصابع يديك العاريتين من الأظافر، فأنتَ بلا شكّ هاشم النتيفيّ(2)...
" أفلح من نام، وتعس من استيقظ" (1)
(1)
منام السلطان
سهد السّلطان ثم نام،فرأى في المنام يا سادة يا كرام فيما يرى النّائم أنّ الرّعية خرجت إلى الشّوارع تهتف باسمه، وتدعو الله بطول العمر له، وتسأله بإلحاح أن يأخذ ما في أيديها من عطايا له، لينفقها في سبل لهوه، ومصارف مجونه وعبثه، عندها خرج إلى...
جلسَ بفخرٍ متعالٍ لا يناسب إخفاقاته المتكرّرة التي كبدّته خسائر جسيمة بالتّرقيات وساعات عمل إضافية مجانية حدّ تسلّخ إبطيه ، وتعفّن أصابع قدميه في حذائه الرّسميّ العتيد ، ولكن هذه هي لحظة الانتصار المنتظرة ، رقصّ رجلاً فوق رجل ، وقال بثقـةٍ فضفاضةٍ تناسب ابتسامـة شدقيه : " هذا هـو الدّليل " رفـع...
آمال
أمّها أسمتها(آمال) لتحمّلها أحلامها وأمانيها وخوفها من المستقبل الذي لا يهادن امرأة زوجها عجوز،ولا أهل لها أو معين.كانت (آمال) الطّفلة المدلّلة التي تستعصي على السّنين والكبر؛لأنّ والديها يحبسانها في حنانهما ضنّاً بها على ضنك الحياة وكدّ الحياة.
اعتقلها الجنود الصّهاينة دون جناية...
القزم
وُلد (صلاح) بجسد متقزّم حدّ الاختفاء،فأسموه القزم (صلاح)،لم يحظّ يوماً باهتمام أو إعجاب أو عشق بسبب جسده القزم الذي يسجن فيه روحه العملاقة.
ما كانت تعنيه الأعين المزدرية أو قلوب الجميلات التي لا تطرق بابه،إنّما عناه أن يعيش فدائيّاً فلسطينيّاً،وأن يموت شهيداً بعد عمر طويل من النّضال...
لي نفس أمّارة بالعشق، ولي قلب لايَبْرَم بضعفه الآسر، ولي ربٌّ وحدَه من يغفر خطايا العاشقين، ويبدلهم بسيئاتهم حسنات، ويدخلهم جنات ونعيماً، ولي سيرة هلاليّة يحفظها كلّ من ركب سَرْجَ قلبه، وشنّ حرباً دامية على كائن آخر اسمه حبيبه، وسيرتي يختزلها كلّ المؤرخين والمخلوعين في حرفي حاءٍ وباءٍ، وبين...