قالت له..
لقد مرَ وقتٌ طوَيلٌ
منُذ أن كنتٌ أنا.. أنا
لا ظل لي في الشتاء
غير انتظار
يتسلل خلسة
مثل ضوء يندلق
من تحت المطر
ليحل ليل آخر دونك
ومحض سؤال آخر
يلد أنجم بعيدة
كأنّه يَأنسُ بالنّظرِ إليْها
من تعَبٍ ما،
يراقص قصائدها الحزينة
ودهشة تلك النجمة
تضئ بعيداً
تتلو
صلواتها
مثلما تفعل
امرأة...
كأنما نسى وجهه هناك، لا يدرى لماذا باغته هذا الهاجس اللعين، كان عليه أن يغمض عينيه قليلا، قبل أن يقف هناك، شاخصاً بنظراته المتشابكة أمام اللوحة، دون أن يستوعب منها شيئاً!.
سمع صوته يردد:
لم تكن أعظم اكتشافاتي!..
تتسع مساحة الصوت أكثر؛
بينما كل هذا يحدث لي تأتي لحظة ما، مثل نوبة مفاجئة.. حيث...
إلى البلاد التى تسكننى
وتضيق بنا الأرض؛
للحزن سواد يصهل فى الصدرِ
يفطمُ كل ما كان قبل الميلاد
فتغيب قبورنا المُعتمة
يغطيها الوحل،
ويشيّع الرّكْبُ
اغنيةٌ،
تفكُّ إزار اللغة
لشرخٍ آخر
أو موتٍ فاضح
يشتهيه!
يا لبسالة الرؤى،
الخيالات مدائن
تسرى بمعراجها
عبر أشواق المُحبين
وتُجّار الحروب
مثل غيمة...
سحبت آمنة خيوط الضوء المتسرّب من خلال كوّةٍ صغيرة قابعة فى قعرِ التوق، بدا الخيط الأول هشاً، بالكاد رتَقت عُريه البارد ليتآلف من جديد بإرتعاشٍ خافت، وعادت بخطواتٍ حثيثة، ترنو نحو إمتداد قسرى يلتهم بقايا ملامح مُبهمة،إستكانت لفرحٍ مؤجل. ترنح الضوء بإنكسارٍ باهت وإصطدم بنتوءٍ بارز نزع سدادة...
قالت له؛
لقد مرَ وقتٌ طوَيلٌ
منُذ أن كنتٌ أنا.. أنا!
لا ظل لي في الشتاء،
غير إنتظار
يتسلل خلسة
مثل ضوء يندلق
من تحت المطر
ليحل ليل آخر دونك
ومحض سؤال آخر..
يلد أنجماً بعيدة،
كأنّه يَستريحُ بالنّظر إليْها..
من تعَبٍ ما،
يراقص قصائدها الحزينة،
ودهشة تلك النجمة،
تضئ بعيداً
تتلو
صلواتها
الرحيمة...
للرمادي احتمالات لا تنتهى، لا عطرٌ ينفذُ من خلف النَّوافذ، أو يعيد للرمقِ بوحه القديم، و يأتيني صوتك، يسكن الفؤاد خلسةٍ.. حيث أجدني هناك، أدارى عبثاً افتضاحي بك، و يستدير بي المدى بعيداً.. بعيداً أبدو غريبة ووحيدة.. إلا منك.
التقينا ذات حنو غامر بالشمس، وبيت بعيد يزرع الدروب بيننا أَينما كنّا...
عانقت روحه،
صلاة في عينيها،
وتلك الضحكة القلب
خاصرة الأسرار
قُبْلتُها المشتهاة
نطفة الفرح
الـ يهمى بعيداً
هناك،
في ذلك البيت البعيد
على ناصية الجبل
الدفء المعلق في سقف المكان،
يأخذك إلى بلادٍ بعيدة
وأنت بالمكان ذاته،
شجرٌ، مطرٌ،
شدو القماري
قفيرُ النحل،
ريحان الزهر،
أرجوحة الكرسي
في وسط الحديقة،...
تدخلين غرفتكِ في المساءِ العارى، تنفضين عنها تراكم العتمة، وبداخلكِ خراب يُلامس القلب، يتأطره وسط ظلمة حالكة لا يُسمع فيها سوى مطر يتساقط على خشب النافذة الوحيدة في الغرفةِ. وضلفتي الشباك المفتوح على مصرعيه تتأرجحان مع الهواء البارد، يصدران صوتاً بائساً يتساقط بصريرِِ مكتوم.
ينحدر الوقت معكِ إلى...
الإهداء إلى:
(ضحايا غرقى جزيرة لامبيدوزا، ولتراتيل القادمين، أغنية بعبق الأرض)
يا أيها الوطن المُسيٍج بالنشيج،
تبّت يد الريح
وانسل صداها المالح
عن بضعةِ أسئلةٌ..
أودعناها.. قِبلة السماء:
هذه الحياة لمن؟
ولمن يتسع هذا الأزرق فوقنا؟
ليخيم تحتنا قتام الرماد
زبدًا يبدّله البحر،
حصىً،
من الرملِ،...
إلى البلاد التى تسكننى
وتضيق بنا الأرض؛
للحزن سواد يصهل فى الصدرِ
يفطمُ كل ما كان قبل الميلاد
فتغيب قبورنا المُعتمة
يغطيها الوحل،
ويشيّع الرّكْبُ
اغنيةٌ،
تفكُّ إزار اللغة
لشرخٍ آخر
أو موتٍ فاضح
يشتهيه!
يا لبسالة الرؤى،
الخيالات مدائن
تسرى بمعراجها
عبر أشواق المُحبين
وتُجّار الحروب
مثل غيمة...
- قلبي لا يعرف سر الإنغلاق في وجه الحزن!.
لايدري كيف تواردت عليه تداعيات الداخل، هشّة، امتص هواجسه بصمتٍ وهو يسحب نفساً طويلاً من سيجارته، يتصاعد دخانها متعرجاً أمامه، يراقبة بتلذذٍ فاتر، وخدر لذيذ يسري في أوصاله.
مجرد محاولة لقولِ المستحيل، تزاوج الضوء والماء، وكأنها اللغة هي الأخري قد أصابها...