منى محمد صالح - إحتمال مفتوح للفرح!.

سحبت آمنة خيوط الضوء المتسرّب من خلال كوّةٍ صغيرة قابعة فى قعرِ التوق، بدا الخيط الأول هشاً، بالكاد رتَقت عُريه البارد ليتآلف من جديد بإرتعاشٍ خافت، وعادت بخطواتٍ حثيثة، ترنو نحو إمتداد قسرى يلتهم بقايا ملامح مُبهمة،إستكانت لفرحٍ مؤجل. ترنح الضوء بإنكسارٍ باهت وإصطدم بنتوءٍ بارز نزع سدادة الكوّة، إقتربت آمنة أكثر.. أكثر، لآنت ملامحها، أنّت لبصيصِ البُدء المشوب بإحتمالٍ مفتوح للفرحِ:
- آه‍‍ِ... هل فات الأوان؟!
وفى ومض لحظةٍ، كان للسؤال وخزه العارى، نصل يخترق جدار الصمت الـ.... تلاحقت أنفاسها بإضطرابٍ أخلّ بسكينتها:
- ماذا لو...؟
قفز السؤال من بين بين أضلعها، كأنها كانت تسترق لسماع نبضه، ومكانٍ لا تزال تذكرهُ. تجاسرت، ليكن.
كان عزمها هذه المرة واضحاً، تقاربت خطواتها بتؤدةٍ موازية تماماً لخيوطِ الضوء، والصعود نحو إحتمالاتِِ مفتوحة، غير قابلة للتحاور.
سحبت الثانى، تكوّر الخيط قليلاً، شدّ تراخيه، و إرتعش نافضاً ثقله، منفرداً بإنسدالٍ بازخ أضاء عتمة التوق، تلاه ثالث، و.. و.. و أمعنت الأشياء فى دهشتها وفوضتها الحميمة، تمدّدت خيوط الضوء متشابكة، تحرّرت من قعرها الساكن، تكاثفت ساطعة على نافذةٍ مفتوحة للسماءِ، وإرتفعت تميمة الفرح ببطءٍ .. ببطءٍ مطلق، وحلّقت ناشرة جناحيها كطائرِ الفينيق.

17 يناير 2012
منى محمد صالح

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى