د. سيد شعبان

الأشياء القديمة تبهت،تغيم وراء أسداف ،في زمن التيه حاول أن يستبقيها،تومض لحظة ثم تفارق غير آبهة،الشيخ والمسبحة،الكتاب العتيق المنزوي فوق رف خشبي تركت يد الدهر عليه آثارا لا تمحى،جال بنظره في سقف حجرته التي اعتراها الوهن،عناكب نسجت خيوطها،برص يصدر صوته الكريه،أخذته لحظة من شرود،هل لو عاد به العمر...
تحية تقدير للناقد البارع عمرو الزيات حيث حرك رغبتي؛ لمطالعة هذه القصة عندما قرأت تعليقه، ولاسيما أنها عمل مغاير لكل ما سبق من أعمال للدكتور سيد شعبان. تتجلى عبقرية القاص في مدى قدرته على انتقاء، واختيار بدائل أسلوبية بعينها، وتشكيلها وتوجيهها وجهة بذاتها؛ لتعبر عن مشاعره، ومدى قدرته على التأليف...
خلَعَ المُبدع الدكتور شعبان على سرده «في شارع شُبرا» حُللَ الحُسن والبهاء مِن كلّ صنف ولون، بما أوتي من خيال القاصّ الموهوب ولغة الأديب المشبوب، فجاء نصّه هذا واسطة عقد نصوصه التي اطَّلعت عليها مذ جمعتنا صداقة فَسْبكيّة مباركة. دقّةُ الوصف والتشخيص السمة الأبرز لهذا السرد، مع تشويق تنقطع دونه...
لماذا تقذف السماء تلك الحمم من اللهب؟ انتابته حالة من الرعب حين شاهد هذه الأرواح تصعد إلى أعلى،آلمه أن الإنسان الذي في داخله قد تحجر،هكذا جاءته الأوامر،تبا لكل قاتل أيا كان جنسه أو دينه! أخذته رجفة جراء ما فعل،ألأجل ذلك القابع في تلك البناية العتيقة يفعل هذا؟ لقد تعاقد مع إبليس،كفى هذا المعجون...
ثمة حراك ثقافي بدأ يظهر على الساحة، يتناول شتى مجالات الإبداع؛ هذا يسرد وذاك يشعر وثالث ينقد، صخب محمود أن يتبارى الأدباء في ذلك السجال؛ رأيت من واجبي أن أسهم في تناوله عبر صفحتي مشيدا آونة ولائما أخرى؛ زهو يصحب شاعر وعجب يتملك سارد وغضب يعتري ناقد، تلك طبيعة النفوس جبلت عليها؛ في مرات عدة...
لم يعد لهؤلاء المعدمين غير تلك التوابيت الحديدية يتحركون بها بين أجزاء وطن يغتال أحلامهم؛ ينتظرهم الموت كما الغربان تترصد لحظة القنص، أنت لن تضع قدمك مرتين في النهر، حاولت فهم تلك الحقيقة-سيما وأنا أسكن جواره- منذ جئت الدنيا، في ظني أنها مقولة خاطئة؛ فما زال النهر يجري وها أنا أسبح فيه، أدرت تلك...
على غير عادة انتابت عم مخلوف حالة من شجاعة عارمة، فابتدر زوجته أم الخير وقد تثاقلت في نومها، اليوم سوق ويوم يسبتون تأتيهم مطالب الأطفال مشرعة على أسنة من الحاجة التي لا يصلح معها التعلل بضيق اليد، وليتخلص من كثرة مطالبهم ببعض فاكهة ،باع أمس نصف إردب من خزين القمح؛ الحصاد على الأبواب فلا يمنع من...
البوح بالسر فناء،الكلمات يا ولدي مثل سهام لا تدرك،عليك بالتزود من فيض القلوب! تلك آخر فقرة في رسالته التي أسر بها إلي يوم أن ودع الزاوية الرابضة جوار النهر،عند موردة الشيخ صفوان،كنا نصطف حوله،تدور حكمته كؤوس شراب تتصل بفيض من مدد نوراني،وجدتها مطوية بين صفحات كتاب رأس المال لكارل ماركس،هكذا تحدث...
كتابات سيد شعبان عندما تقرأها تجد نفسك قد دخلت في متاهات ، فالنص عادة متشعب الأحداث ، دروبه قصيرة ، يقفز بك من حدث ليقربك الي حدث آخر ثم يبعدك تماما من الحدث الأصلي ، قبل أن تلتقط أنفاسك تجده قد أعادك الى حدث سابق فلاحق فسابق حتي تجده قد أوصلك الى فكرته الأساسية التي بني عليه نصه ، اذا يجعلك...
ذكر ابن بطلان في كتابه حوادث السير وأخبار المزلقان أن قوما في بداية ألف ثالث من الزمان سوف يتناثرون بلا أثمان؛ يقف قطار فيركبه آخر هيمان؛ عناق وقبل على مرآى العيان، يجمعون بقايا إنسان، هذا يقول تلك الرأس لفلان وآخر يقسم أن لغيره تلك العينان، هوت أحلام تحت عجلات كلب سعران! عم عرجاوي يبحث عن ولده...
تعي ذاكرتي ذلك المقطع من أغنية كنا نرددها صغارا؛ لولي حجر ، كفر مجر" الكثيرون كتبوا عن بلدانهم، عن البئر الأولى التي روت نفوسهم العطشى، غير أن قريتي تبدو - في خيالي - الأبهى والأجمل،لا أحب البكاء بين يدي الزمن، فقد ترك بعض آثاره على جسدي فصار واهنا، وعلى ذاكرتي المعطوبة، بل وعاطفتي المتدثرة...
تعرف الأماكن روعة السرد في حكايات ليل متدثر برداء الظلام، إنه يناغم بتفاصيل الأحداث يستوعبها كأنما تمثل أمامه حية لم يمض عليها ما يقارب ثلاثة أرباع قرن استوعبه بكل تفاصيله. تمعنت في خطوط وجهه الذي يبدو مثل البدر في تمامه، كانما هي سطور نص، ياله من بارع في تمثل الحكاية فهو صانعها لا راويها الذي...
يوم تملك العشرين قيراطا أرضه التي كان يؤجرها؛ أحس بأن الدنيا لاتتسع له، فستتبدل بطاقة الحيازة الزراعية من مؤجر إلى مالك؛ وهذا في عرف الفلاحين زهو ومبعث فخر؛ يسحب ماشيته ويمضي يومه في تلك الأرض يفلحها؛ والعهد أن صغاره في مراحل التعليم المختلفة؛ كان الفتى كاتب السيرة في الصف الأول الثانوي؛ يأخذ...
يحفل الأدب العربي بقامات شامخة؛ هانحن على موعد مع أديبة تناولت الشأن العام بروح القلم المتمرد ذلك الذي يرفض الصمت ويتأبى على الحجر والمنع؛ ولدت في عائلة أدبية متميزة، فجدها لأمها الدكتور عبدالوهاب عزام أحد أعلام الدراسات الشرقية، تزوجت من الشاعر الفلسطيني مريد البرغوثي؛ أنجبا تميما فجاء الشعر...
زارني ابن خلدون في بيت أبي الحجري؛ جاء في عباءة من صوف شاة برقية؛ يحمل كتابه الأشهر" ديوان العبر والمبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر" خففت إليه مسرعا؛ أحمل وعاء اللبن وكسرات خبز وقطعة لحم كانت أمي قد ملحتها واحتفظت بها في قازان فخاري تحسبا للشتاء، بسطت له...

هذا الملف

نصوص
499
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى