د. عبدالله عوبل منذوق

كل قيادات قوى الحرب المليشاوية في الشمال والجنوب والخارج أصبحت اليوم ثرية، على حساب المواطن، وبات المتاجرة بقوت المواطن هما يوميا لها، هي التي تقوم بالمضاربة بالعملة حتى افقدت الريال قيمته الشرائية، وتآكل القوة الشرائية للراتب ونهب المدخرات لدرجة الإفقار. هذه القوى التي تتوزع الولاءات الأقليمية...
منذ ان تعلقت بمآذن الحي كلما رفعت رأسي سقطت فوقي مئات الأحجار كلما أبتعدت عني سقط مني صوت الأذان بين المآذن البعيدة والأرواح المسافرة أخاديد شأئكة ودخان صادئ الركام يزحف على الطرقات وابخرة تتطائر في الظلام الجواميس المأجورة تستفرد بالقطعان الضالة تناطح أعجاز النخل توصم آثارها بالدم تنام على...
أشرقت شمس صباحك لاحت في المدى الموعود بعض اشيائك تلونت النسائم العابرة مع اسراب الطيور بالوان الزهر وانت وحدك النور القادم من خلف الكثبان العالية أراك فينيقا تجسده خيوط الشمس روحا تحلق فوق قمة الجبلّ وجهك الذي يضيء صباحاتي بالشعر والابتسامات العابرة الى دروب المداخن يرتل الوان الشروق في الطرقات...
يخيل إلي إن دوحة افراحي قد آلت إلى ركن في المدينة العتيقة كلما زاد نبض القلب اسمع صداه من ذلك الركن النائي احلق في فضائي، لكن أجنحة الربيع لا تأتي بين أحياء المدينة مساحات من خوف وشوق وحنين حين تغني مدينتي عند المساء تعطر نسائم البحر "بالفوفل" والبخور وحين داهمتها نوبات الصبيان المجنونة...
هلام من الغار يغشى القصيدة يعيد ازدراء الطريق يشق هبابا من الزهر ويغفو على هالة من يباب لحتى انثنى الحلم ودارت على نسمة الغيم صخور تمددت منها جسور السراب وكيف انثنى الحلم ذات خريف وناء عن النجم صوت سهيل ودفنت ضفائر أبريل بين الشظايا وكانت تنام القصائد فوق العشب ولم ترتدي على صدرها جدارا من الصحو...
أشهر عينيك وعدك ماض للسعداء أن تروى عيناك بالنور وبلون الورد تتزكى لكنك تشقى ثم تصلى وتبلى الكهف المظلم مأواك يلتهم الأحلام الثكلى يرتطم مسعاك بالصخر وبليل أعشى تبحر في الظلمات فأنى لك ان تسلى مادمت عليلا في قاع الكهف تتلوى والحشرات العطشى تنهل من دمك وتنفث فيه ما دمت طريحا سموما شتى فاخرج للنور...
تنام الفراشات على حجر تحرس الشاطئ من سطوة النفق تسد فوهة البركان تجوع، تعطش تستلقي تحت الشمس لا زهر ولا عشب تفقد ألوانها الزاهية تصير سامة قبل الصيف الساخن كانت الفراشات تحط على كتفي تتلون بلون قميصي الزهري لونها الفوسفوري يضيئ لي الطريق داخل النفق هنا كانت ولادة جديدة لوجهي، قبل ان ارتدي قناع...
أحذر أيها الحاوي لظى الصدر إن تطاول الكذب أحذر من الغضب إن فار تنورا يكسر العقب أخبر أبا لهب وجيرانه والنسب انهم هم السبب هم اطفأوا ايامنا قطعوا مسارنا وحولوا أجسادنا لهب أحذر صبر الهياثم ان نضب ماذا يخسر الحامل في جعبته من الأصفاد والجرب إن قلب الميزان وانقلب وحجب الرؤية عن البطون والذنب وحملت...
شرد السفاح رفات الموتى يسأل هيكل عظمي ما الذي جاء بك الى هنا قال؛ يتسع لي هذا اللحد أكثر من شارعنا الذي تتوسطه الأخاديد الثنائيات باتت في كل زقاق تثير الديكة الغبار الذي يصيب عيون المارة بالجزع تتسلل السناجب الى بيوت الفقراء تشرب ما بقي من بذر الحياء تهرق الدمع المسال على اللحى أو تلك المهدورة...
بين ضفتي الوقت، اتعلق بغصن لين من نبوءات عرافة تلك التي تجيد تدوير العقيق برقصة خفيفة من أناملها الممتلئة تلمع ومضة خاطفة يسقط من يدها هلالا أخضرا ياخذني الهلال بعيدا فأرى الحلاج في زي طبيب يعالج عن بعد، يبهرك النور القادم من عينيه حين رفع عقيرته الى السماء "سامحهم يارب لم ترهم مأ اريتني" يؤثث...
ليت ان لمع الضياء ليلة هاجت بها نذر الهطول وتناهت في رؤاها عند مفترق الفصول ليت ان صرخت من الانواء سارية من السمر هلموا الآن للصعداء فوق الأرض نفترش الحقول ليت كان النور في عينيك عند الفجر نبضا كانت الأيام تحمله على كف خجول ليت ان عادت لنا اعياد زرع الياسمين أو تلاقت في مزارعنا عيون العاشقين آه...
زرعنا على هامة الوجد ،، ضوءا ،، وكنا السفر الى عالم الأتقياء وكنا هلالا تلألأ كدمع الندى ،،، فجرا،، على بعد شيئا من الكبرياء،، تداعت إلى الشوق أنظارنا ،، وسالت من الهيم ودياننا،، فهل التحقنا بضوء الربيع ،، وهل طال في البعد نبض الحنين ،، على بعد روض ،، قريب من الفجر ،، وشيئا من الشهد فوق...
بعد غياب طال يؤرقني لاحت لي الأنوار تدهشني وتحييني أني رأيت في عيون الليل بارقة سحر القوام وفيض من أفانين لها في مخيلتي لون العصافير حين تشقشق عند الفجر تطربني ممشوقة الخصر للمعشوق غانية يد الزمان على يدها تداويني ما أظلم الليل اضناها وأضناني اني أتوق الى فجر يعانقني وناعم الصوت يشديني...
يتوحش الصيف، ويومئ للغرقى بإجتياز جبال الألب ببندقية وحزام هاهم سكارى لم تتسع الخمارة لاحلام خيمتهم المهترئة سيف ربت على حده العناكب يشبه سيف عنترة في يد ترتعش لسطوة الموائد السيف الذي أغلق غمده في وجه موجة الحر وراح يبتاع اغصان اللبلاب ليفرشه تحت حذاءه السيف الذي فسد منذ أول ضربة على رأس...
يبحثون عن قبره المهمل بين البركة والنخلة يلبسون عظامه رداءاً أسوداً وعلى رأسه مظلة يرفعونه على سنان رماحهم ويعقدون البيعة باسمه وتحت ظله ثم يحجزون له جناحا بين اللات والعزى واعادوا لعصاه"سيرتها الأولى" فإذا هي حبالهم تسعى واذا بكل منهم يراقص ظله ينحتون من بؤس الأشقياء رؤى سقيمة وملة وفي...

هذا الملف

نصوص
142
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى