محمد الجرادي - الغرباء.. شعر

ﻫﻢ ﺛﻠﺔٌ
ﺟﺎؤﻭﺍ ﺧﻔﺎﻓﺎً ﻣﻦ ﺧﻄﺎﻳﺎ ﺍﻷﺭﺽ
ﺟﺎؤﻭﺍ ﺣﺎﻟﻤﻴﻦ.

ﺍﻟﺤﺐ أﺟﻨﺤﺔٌ ﺗﻄﻴﺮ ﺑﻬﻢ ﺍﻟﻰ ﻭﻃﻦٍ ﺗﻤﺪﺩ
ﻓﻲ ﺣﻨﺎﻳﺎﻫﻢ
ﻓﺄﻧﺒﺖَ ﻓﻲ ﺧﻴﺎﻻﺕ ﺍﻟﺮﺅﻯ ﻭﺭﺩﺍً ..
ﻭﺃﺯﻫﺮ ﻳﺎﺳﻤﻴﻦ .


***


ﺗَﻠﻔَّﻌﻮﺍ ﺷﻮﻕ ﺍﻟﻘﺮﻯ ﺍﻟﻨﺎﺋﻲ ﺍﻟﻘﺮﻳﺐ
ﻭﻣَﺮّﻏﻮﺍ ﺑﻨﺪﻯ ﺍﻟﺼﺒﺎﺣﺎﺕ ﺍﻟﻄﺮﻳﺔ
ﻳﺎﻓﻊ ﺍلأﺣﻼﻡ
ﻭﺍﻟﺘﺤﻔﻮﺍ ﻏﻴﻮﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ
ﻭﻧﺎﻭﻟﻮﺍ ﻗﻤﺮﺍً أﺻﺎﺑﻌﻬﻢ
ﻭﺫﺍﺑﻮﺍ ﻓﻲ ﺍﻷﻧﻴﻦ .


***


ﻭﺣﻴﻦ ﺿﺞ ﺍﻟﺸﻮﻕ ﻣﻞﺀ ﺻﺪﻭﺭﻫﻢ
ﻭﺃﺿﺎﺀ ﻣﻦ أﻗﺼﻰ ﺍﻟﻤﺪﻯ
ﺑﺮﻕٌ ﺍﻟﻰ أﻗﺼﻰ ﺍﻟﻤﺪﻯ
ﺷﺮﺑﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﻳﻚ ﺍﻟﺤﻨﻴﻦ ﺍﻟﻀﻮﺀ
ﻭﺍﻧﺘﻬﺰﻭﺍ ﺍﺑﺘﻬﺎﺝ ﺍﻟﻌﺸﺐ
ﺿﻤﻮﺍ ﻧﺠﻤﺔً ..
ﺿﻤﻮﺍ ﺑﻼﺩﺍً ..
ﻭﺍﻟﺘﻘﻮﺍ ﺣﻠﻤﺎً ..
ﻭﺛﺎﺭﻭﺍ ﻛﻴﻔﻤﺎ ﺛﺎﺭﺕ ﻋﺬﺍﺑﺎﺕ ﺍﻟﻨﻮﻯ
ﺍﻟﻤﻘﺪﻭﺩ
ﻣﻦ ﺟﻤﺮ ﺍﻟﺴﻨﻴﻦ .


***


ﻫﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﻮﻫﺠﻮﺍ ﻋﺸﻘﺎً
ﻭﻣﺪﻭﺍ ﻣﻦ ﺿﻼﻝ ﻧﻔﻮﺳﻬﻢ:
ﻃﺮﻗﺎً ..
ﻭأﺷﺮﻋﺔًً ..
ﻭﻧﻮﺭﺍً ﺣﺎﻟﻤﺎً .
ﻭﺗﻠﻤﺴﻮﺍ ﻣﺪﻧﺎً ﺗﻤﻴﺪ ﻋﻠﻰ ﺷﻐﺎﻑ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ
ﺗﺼﺤﻮ
ﻭﺗﻐﻔﻮ
ﺁﻩ ..
ﻟﻢ ﻳﺒﻜﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﻃﻠﻞ ﺍﻟﻘﺮﻯ
ﻇﻨﻮا ﺭﺑﻴﻌﺎً ﺳﺮﻣﺪﻳﺎً ﻓﻲ ﺍﻧﺘﺸﺎﺀ ﺍﻟﺒﺮﻕ
ﻓﻲ ﻫﺰﺝ ﺍﻟﺤﻨﻴﻦ .

***


ﻟَﻜََﻢ ﺃﺭﺍﻗﻮا ﻣﻦ ﺩﻣﻮﻉٍ ﺣﺎﻧﻴﺎﺕً ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻖ
ﺍﻟﺴﺎﺋﺮﻳﻦ ﺍﻟﻤﺘﻌﺒﻴﻦ
ﺍﻟﻨﺎﺫﺭﻳﻦ ﺳﻨﻴﻨﻬﻢ ﻟﻼﻧﻜﺴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ
ﺗﻨﺘﻪِ
ﻟﻠﻮﺍﺛﺒﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﻮﻯ
ﻭﺍﻟﺤﺎﻣﻠﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻛﻒ ﻧﻌﻮﺷﻬﻢ
ﻭﻭﺭﺍﺀﻫﻢ ﺗﻤﻀﻲ ﺑﻼﺩٌ ﺩﻭﻧﻤﺎ
ﺟﻬﺔٍ ﺗﻀﺊ
ﻭﺗﺴﺘﺒﻴﻦ.


***

ﻫﻢ ﺍﻧﻌﺘﺎﻕٌ لم يُرى
ﻛﺎﻧﻮﺍ ..
ﻭﺷﻮﻕٌ ﺣﺎﻓﻲ ﺍﻟﺨﻔﻘﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﺷﻮﺍﻗﻨﺎ
ﻣﺪﻥٌ ..
ﻗﺮﻯ ..
ﺑﺸﺮٌ ..
ﺣﺼﻰ ..
ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺪﻣﺪﻡ ﻓﻲ ﺿﻤﺎﺋﺮﻫﻢ
ﻭﺗﺼﻬﻞ
ﺗﺴﺘﻜﻴﻦ.


***

ﻭﻧﺤﻦ ﻣﺎ ﻛُﻨَّﺎ ..
ﺳﻮﻯ ﻧﺤﻦ ﺍﻧﻄﻔﺎﺀ ﻓﻲ ' ﺍﻷﻧﺎ ..'
ﻛُﻨَّﺎ ﺇﺫﺍ ﻣَﺮّﻭﺍ ﺑِﻨَﺎ ..
ﻣﺮّﻭﺍ ﻋﻠﻰ أﻭﺟﺎﻋﻨﺎ،
أﻭﺟﺎﻋﻬﻢ..
ﻏﺮﺑﺎﺀ!
ﻭﺍﺭﺗﺤﻠﻮﺍ ﻛﻤﺎ ﺟﺎؤﻭﺍ
ﺧﻔﺎﻓﺎً ﻣﻦ ﺧﻄﺎﻳﺎ ﺍﻷﺭﺽ ..
ﻛﺎﻧﻮﺍ ..
ﻋﺰﻑ ﻗﻴﺜﺎﺭٍ
ﻭسيمفونية ﺗﺤﻨﻮ ﻋﻠﻰ
ﻗﻤﺮٍ ﺣﺰﻳﻦ.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى