عبدالوهاب محمد يوسف - ( عبدالوهاب لاتينوس) - في الجسد وحده!.. شعر

(1 )
في الحب وحده نبحر على سفينةِ الجسدِ غيرَ آبهين بالأمواجِ التي تتلاطم في محيطِ الروح!
في الحب وحده الجسدُ بحرٌ
الجسدُ سفينةٌ وقبطان!
الجسدُ عاصفةٌ!
(2 )
في الحب وحده يتفتّق الجسد
ينمو ، يتبرعم ، يتحرر ،
يحلِّق في سماواتٍ لا نهائية!
في الحب وحده/
في الخطيئة وحدها/
في الجسد وحده ؛
نعرف خطى الله!
(3 )
الجسد سلَّم نحو السماء
مصباحٌ ينير عتمة الروح
في ظلاماتِ الإنكسار!
(4 )
في الحب وحده ينبجس الدم
فتورق الكلمة في حنجرةِ الله!
في الحب وحده يُضاء الليل
فيسيل البوح من فمِ الله!
في الحب وحده يسقط قَبسٌ
من نورِ الله ، فيضيء عتمة الكون!
(5 )
أيها الجسد المسكون بالخطيئة
أيها الحب المسكون بالبراءة
أيتها الخطيئة المعجونة بسعادةٍ جذلى
أيتها الروح المكبلة بالجسد
أيها الجسد المسجون بالروح ؛
أتسع قليلاً لبؤسنا الناخر
في عظامِ القلب
أتسع لسعادتنا المسروقة
مِن براثنِ الخطيئة
أتسع لبكائنا المُر
ونحن نقضم تفّاحة الشهوة
لآخرَ مرةً في ليالي المنافي القاحلة!
(6 )
أيها الجسد أتسع لنا
لأنكَ ملاذ الأشقياء/خراف الرب
الذين تهرأتْ أجسادهم
مِن سياطِ الحصى
الذين ذبلتْ وجوههم ،
مِن ضرباتِ الشمسِ في حلبةِ النهار!
(7 )
أيها الجسد أنتَ البحر والبر
أنتَ القارب والريح والشراع
فأتسع لنا ، نحن الحيارى
في براري الرب الشاسعة
نحن الذين لا وطن ، لا مأوى لنا
ولا حتى حفنة أموال تكفي
لكأسِ بيرةٍ رديئةٍ ،
في حانةٍ تعجُّ بمومساتِ الشوارع
وسكارى آخِر الليل!
(8 )
فليكن الحب وحده ،
مَن يفك أزرار القلب!
فليكن الجنس وحده ،
مَن يبيعُنا الرعشة الطاعنة
في الجلدِ والعظام!
(9 )
فليكن الجنس وحده
مَن ينحت ثقب في الروح
تهطل منه ورد بلونِ الدم!
فليكن الجنس وحده
ولتنتحرَ الكلمة في حنجرةِ اللغة
لتنتحرَ القداسة!
(10 )
فليكن الجنس وحده
وليموتَ الأخلاق بخنجرِ الخطيئة
لتنتحرَ الروح بمقصلةِ الجسد
المتلفّة حول عنقها!
(11 )
في الحب وحده ، الجسد هو الأصل
والروح مُبرر لطيف للجنس!
لولا الجسد ، ما صلب المسيح نفسه
على شجرةٍ في ظهيرةِ قيظٍ ،
وما خلق الله طين آدم
قبل أن يهبه الروح!
(12 )
أعطوني الجسد ، الحب والخطيئة
ومعها الجحيم أيضاً ؛
إذ ما السعادة تكمن في الخطيئة!
وليغرق الكون في مياهِ البراءةِ
ليبكي الله في عرشهِ
ويموت الأنبياء مرةً أخرى
بحسرةِ البراءةِ الكاذبة!


9/10/2019

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى