د. عبدالعزيز هائل سعيد دغيش - حين تطل..

حين تطل عاشقة زهراء
من قلب قصيدة غراء
يتلظى روحي لها
أصالةً عن قلبي
ونيابةً
عن حنين الشعراء
حين يكون قصيدها حارقا
واستعاراتها ولهاء
تنبعث الأنغام
من مختلف الأرجاء
يصحبها عزفٌ من زوايا السماء
تُشعل الدنيا وتمنحها إتقادا
وهجا وعزما وموسيقى وغناء
يوتوبيا المدينة يتجدد
يصير قضاء
وأنتحي لقضاء
يا أنثى العشق الشهباء
تَصَيّدني قصيدُكِ
وأنا في بحر يبابٍ
يجفف الارواح في هذه الجرداء
يبتلعها يستأرضها يحيلها صلدة
يفككها ، ينفثها ذرات هواء
يشكل منها السماء
أين ؟ وماذا ؟ وإن ننجوا
كيف ننجوا ؟ لست أدري
هل لي بشربة ماء
فجأة أشعر أني حياً
في مجاهل هذه الصحراء
فجأة ، أريد ماء
الدماء تتحرك في العروق
بعد شدة جفاف
وحياة أقرب للموتى
منها للأحياء .

********

يا جميلة الشعر والشعراء
قصيدُك مترع
بالغزل والصلوات
بالحب والعشق والصفاء
استدرجني ، سلبني
سكوني ، هدأتي
حفز الأحاسيس
أعتقها من الانكفاء و الظلماء
نفذ إلى جمال الصلات و الملامح
والعواطف ، الصور والأشياء
طوقني باستعارات
رقيقة بضّاء ، من بضاء
فهل لي أن أُنتَدب من الشعراء
ليس هناك لغير الشعر مسعى
ولا لغير الحب ملقى ولقاء
ليس لغيره
ولا بغيره تُعَمّرُ الأثداء
ليس لغير الحب
ولا بغيره حمولة الارواح
وليس للارواح أن تكتسي لحماً
ان تمتلئ حنانا بغيره
وجمالا ورواء
إنما هي صلات ارواحٍ
تشقى ، تتفانى ، تتغنى
تطوي المسافات ، تعانق ..
تعزف على أوتار الوجود وآلاته
تنسقه ملاحماً ، غراماً
وعشقاً وصراعَ بقاء
هي القصائدُ مطلقُ حياة
تطئُ الجمالَ تُسقيه عصارةَ روحٍ
تنبثُّ للمدى وتملأُ الأرجاء
أغنيات وانتشاء
غير القصائد ، لا يَسكُن الروحُ
لا ينشد ولا يضاجع
ولا بغيرها يصالح قضاء
فهي من يحيي القلوب في الارض
يعمرها ، ويستبقها لعيش في السماء .
.
.
عبدالعزيز دغيش .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى