طارق هاشم - في نهاية شارع احمد طلعت..

في نهاية شارع احمد طلعت ينام عابدين وحيدا مع حزنه على سرير كان قد صنعه من حجارة الشوارع
عابدين الذي خانته المحبه
حين عبرت دون ان تربت على كتفه
كان اول زارعيها في حي المنيره
لا احد يزور عابدين الان سوى اشباح شارع خيرت
الاشباح التي هجرت مقاعدها لتجعل من حزنه ملعبا لسخافتها
حين تمشي صباحا في هذا الشارع
ستجد جثة عابدين ممددة على سريره الجاف كضحايا الحرب
منذ اكثر من عشرين عاما كنت قد التقيت عابدين
عابدين كان سمسارا يكره السماسره واغنياء الحرب
كم مرة كان عابدين دليلا لمن ضلوا في هذه المدينة الغامضه
كم كان طيبا ومحبوبا من اطفال الشارع
كانت المقاهي لا تنام الا اذا عاد عابدين اليها كل مساء
الان عابدين ينام وحيدا على سرير حجري
كل الطيور الذي كان يطعمها غابت وراء الشمس
كل القطط التي كانت تنتظره في وسط الشارع
سكنت احياء اخري
منذ اندلعت الحرب وعابدين لا يرى سوى اشباح الذين
الذين اودعوه هذه المحنه بلا دليل واضح
او اشارة لفجر ربما انقذ عابدين من هذه الظلمة الموحشه

طارق هاشم

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى