طارق هاشم - في بحر سته أيام.. شعر

في بحر ستة أيام
أستطيع أن أعيد إليك إبتسامتك
التي أضاعها الألم
من هنا سأحاول أيضاً
أن اعيد إلى وجنتيك
تلك الورود
التي ذبلت حين فارقتك
لأشجار لا تربطها بها أي رابطة
هذا الصيف أكثر قسوة
من نهاية سيئة لرواية
كرواية العطر
ربما لو عاشه ( زوسكنيد )
لاعتزل الكتابة
أعرف انك تحبين بلزاك
كما أعرف
أن مدينتي تنتهي عند حدود كفيك
في بحر ستة أيام
سأراجع الحزن
كما أراجع مذكرة بالفصل
لمجرد السير عكس الإتجاه
سأحاول أن أطمئنه اننا بخير
ولا زلنا على عهدنا معه
أن لا نبيت خارجه
خارج هذه المدينة النائية عن الأفراح
حتى لو اضطررنا إلى اغلاق هواتفنا
كي لا يستدل علينا أحد
فيغوينا بالخروج
إلى مدن أخرى
سأفتش عن ابتسامتك
لدى الباعة
والمتجولون
ربما كان الله كريماً كعادته
فيرشدني اين اختبئت
فى تلك الزحمة المرعبة
ليس صعباً
ولا غريباً
أن أعثر عليها
في بحر ستة أيام
ليس مستحيلاً أن أصنع معجزة صغيرة كهذه
ففي المدة ذاتها
خلق الله ملايين الأشياء
فلا أظنه يبخل علي بشيء بسيط كهذا
وأنا قد أضعت الكثير في محبته
لا أطلب أكثر من ابتسامتك
فقط ابتسامتك
أن تنامي ولو ليلة واحدة فى العام
دون ألم
أن يخجل ظهرك من دموعي
ولو ليوم واحد
دون أن يؤلمك
فقط ابتسامتك
لا أريد ذهباً
أو أشياء من تلك
التي يحلمون بها في زمن القفر
فقط أريدك أن تنامي
ولو ساعة واحدة في غياب الألم
في الشتاء الماضي
خلعت روحي
كنت تتألمين فى صمت
حتي لا تضيعي علي
فرصة أن انهي قصيدتي الجديدة
كنت تنامين كقديسة
وهبت ذاتها لتيمة الألم
كي ترفعه عن الأرض
وأنا ذاهل لا أملك إلا صمتي
يسقط الألم
لا أعتقد أن الله سيكون سعيداً
حين يتألم الناس
لا أعتقد أن الصورة
التي رسمتها لك في العام الماضي
كانت تعلم
أن هناك دمعة
قد اختفت أسفل البرواز
لا أعتقد
لا

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى