محمد علي يحيى " محمد سيزيف" - السحب الآن تحتشد في السماء..

السحب الآن
السحب الآن
تحتشد في السماء
غيوم بيضاء
محملة بالمزن الثقيلة
الرياح تعصف بنا
تراقص الاغصان
و تغازل
العصافير الملونة
المدينة في خوف
في ترقب مجنون
كفتاة عذراء في ليلتها الاولى
المطر كقائد عسكري يأمر بقصف المدينة
بدمار شامل
بفيضان يغرق قبح هذا العالم
لا سفينة نوح أخر لتنقذنا
لا جبل سيناء قريب ليحمينا.
السحب تهطل
بوابل من رصاص
رصاص على هيئة مزن
الرعد يدوي كمدفعة عجوز
تجلد الأشجار الكبيرة
لأنها منحت ظلها للجنجويد ..
إنها تمطر الآن
تبتل الارض بالدموع
تنبت الحشائش الحزينة
و تنتصب الحقول
شهية كأثداء عاهرة مراهقة
جاء الخريف
أين فر الربيع هاربا؟!
الاشجار التي فارقت الحياة في الصيف
عادت للتوها على الاإخضرار.
السؤل الذي يأكل عقلي:
أي فصل يحتاجها الأحبة في القبور
ايحتاجون
الربيع
ام الخريف
ام الشتاء
او لفصل أخر ينبضوا فيها من جديد.
السحب ترحل
دون أمتعة
متعبة بعد هذا الرقص الطويل
ترحل من هنا
لمهمة أخرى
الاموات كثيرون في هذا العالم
الجوع يتسع اكثر
و الصحراء يتوغل في الحقول
المشردين في الطرقات
يغتسلون من بؤسهم
يفترشون الإسفلت امنيات
دون لحاف مرن
بطونهم الفارغة تصرخ
خبز ..
أين الخبز إذا
أين الامان يا إنسان
أين الحياة
أين الرغيف يا الله؟
سأخبرك:
سرقها اللصوص
الذين منحتهم الملك
و السلطان
سرقها
أصحاب الكروش الكبيرة
سرقوا كل شيء
حتى المطر !.

# محمد سيزيف

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى