وئام أبو شادي - كل المفاجآت داهمتني و أنا أقرأ..

كل المفاجآت داهمتني و أنا أقرأ
كأن يخبرني أحدهم بنصف وجه
أن آخر قطعة لليابسة قطرها شبرين
تقع تحت قدمي ...
و بينما أفكر بكل الضحايا
وقفت مضطربة لأجد الطوفان لي وحدي!
أو يتعقبني فصلاً جديداً
لزمن لم أعشه وضحكتُ فيه كثيراً
ولم أسمع اسمي فيه ك يد قتيل
تورمت في كبد السماء
ريثما تعود الملائكة بآخر كلمة له
تَعلقَت في نهاية أخرى
في كل قراءة
كان يقف شبح لرجل واقع في عريه
كنت أتظاهر بأني لا أراه
حاولت أن أغطيه بكل الاستعارات
بكل الكنايات التي انحازت للحياة
أطفأ عيني بغتة ثم دفع بالليل كله
في جرح تعهدني يوماً بالشفاء
في رواية مهملة لم يُبَرر وجودها عندي
تركت لي صديقة قديمة رسالة تقول :
بينما تقرأين هذه السطور
سأكون في مكان أحبه ذاك الذي تعلمين!
لم أتنبه لانتحار البطلة أمام شاهد حبيبها
جربت أن أغير أماكن قراءتي
أن يقرأ بعضي من بعضي
جربت أن أدعي الأمية
حين يهاجمني نص يشبهني
نَحَرتُ نَصَّين .. أحلتهما لبازل
طعنت سرهما بالانشطار
كي لا يتعرفا إليَّ مجدداً
حاولت أن أحيل النصوص
لرصاصة لهؤلاء الذين فقدوا موتهم
حاولت حتى أن أورط الكلمات
في العدو بساق واحدة
صفعتني المعاني و آثرت
كل المؤامرات لها !
أصابتني فوبيا القراءة
فاغتنمتني الكتابة ..حررَت عواصفي
عاشَرت ضعفي و خلعَت اصطكاكي
و اتسعت حكايات بلا عناوين
هدأتُ و كتبتُ عن كل شئ
عن الفقر .. اليتم .. الضياع .. الفراق
متحولون عاشوا بنصف كيان
عن بلدتنا التي خذلت ضواحيها و السجناء
و رجل محصور ترجم رواية تدعى الملاك
كتبت أيضاً عن الفرح بعين كسولة أو .. عرجاء
رسمت بين السطور أرصفة للمشردين
أكتب و أتنفس .. أكتب و أطير
كل الحروف تأخذ شكل يدي
شكل كلمة حب تعيش برئة واحدة
و شكل عزلتي التي تنصفني
وجه نافذتي الطيبة
حتى الهوامش رضيت بأدوارها
كان عليَّ أن أقرأ كل ما كتبت
داخت روحي من الخوف ...
فادعيتُ مساحة شاغرة بين الورق وقلبي
وقبل أن يداهمني خبر مؤسف
أحببتك!!!

# وئام أبو شادي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى