زكريا شيخ أحمد - لسْتُ إنساناً طيباً..

بأقصى ما أملكُ منْ قوةٍ و جهدٍ
و دونَ أنْ أَنطقَ بأيِّ حرفٍ أو كلمةٍ ؛
أَسنُدُ شجرةً آيلةً للسقوطِ .
العصافيرُ الواقفةُ على أغصانِها تغردُ
شكراً لكَ أيها الإنسانُ الطيبُ .
أشعرُ بالخجلِ ؛ لأنّي في الحقيقةِ ؛
لسْتُ إنساناً طيباً و لا أستحقُ الشكرَ
فأنا لا أسندُ الشجرةَ منْ أجلِ العصافيرِ
و إنما أنظرُ لمتسولٍ نائمٍ تحتَ الشجرةِ .
أيها القارئُ العزيزُ !
إنْ كنْتَ ترى أنَّ ما قرأتَهُ حتى الآنَ
يستحقُ القراءةَ ،
فتوقفْ لعدةِ دقائقٍ عنْ متابعةِ ما تقرأهُ
و فكرْ معي
ما الذي تتوقعُ حدوثَهُ بعدَ إستيقاظِ المتسولِ ؟
دونَ أدنى شكٍّ هناكَ الكثيرُ منَ الإحتمالاتِ و التوقعاتِ .
أيها القارئُ العزيزُ ، سأذهبُ بعدَ أنْ أتركَ لكَ هنا فراغاً
لتكتبَ الإحتمالاتِ التي تتوقعُها
لا تقلقْ ، سأعودُ بعدَ قليلٍ .
عدْتُ بعدَ انْ دوَّنَتُ إحتمالاً ضعيفاً
و هو أنْ يشكرني المتسولُ قائلاً
شكراً لكَ أيها الإنسانُ الطيبُ .
سأشعرُ بالخجلِ مرةً أخرى لأنّي في الحقيقةِ
لسْتُ إنساناً طيباً و لا أستحقُ الشكرَ
فأنا لا أسندُ الشجرةَ منْ أجلِ حمايةِ المتسولِ
و لكن لأنّي أريدُ كتابةَ قصيدةٍ
عنْ إنسانٍ لا وجودَ لهُ ؛
يسمعُ تغريدَ عصافيرٍ لا وجودَ لها ؛
فوقَ شجرةٍ لا وجودَ لها ؛
يحمي متسولاً لا وجودَ له ؛
تحتَ شجرةٍ آيلةٍ للسقوطِ و ليسَ لها وجودٌ .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى