مريد البرغوثي - المخبأ..

خذ الطـائر الأزرق الريش
خذ كل أعيـادنا القـافزات إلى زركشات القرى
خذ متاحف أسـلافك الغـامضين
خذ العش والقـش خذ قلبي الهش
خذ رعشة الارتبـاك إذا ما التقى عـاشقـان،

خذ الصبية القـافزين إلى بركة النضج
خذ خجل البنت من إصبعيها
يفكان أول زر أمـام العريس الفضولي
خذ زهرة الجلنـار
خذ المرأة المستعـدة للقفز
في ماء شهـواتها الهـائجات
وخذ ثنية الركبتين
إذا حـاولت مهرة أن تطير
وخذ حلوة حننتنا بذيل الحصـان،

خذ الجامعات بأولادها والبنات
وأشجـارها الضاحكـات
خذ المكتبات التي
رتبت حيرة الـروح في حبرنا البشرى اللحوح
خذ الفلسفـات التي
هذبت كـوكب الأرض
خذ لهفة الطفـل إذ تفتح الأم
سجن القميـص
وتفرج عن جنة الثدي والرضعة المشتهاة
وخذ دهشة الكهـل من علم أحفاده
خذ غبار الطبـاشير، والدرس، واللوح
والولد الأسود الحاجبين
وحيرته بين صـرخة فخذيه والامتحـان،

خذ الشعـر والرسـم
خذ كل مـا سوف تخشى عليه من المـوت
خذ بذرة القمح خذ نطفة النخل
والعلم الشـاهق اللون
خذ بهجة العـدل والعقـل
خذها جميعا” إلى مخبأ
ثم حصن حـراستها جيدا”
واحمها قدر مـا تستطيع من الوقت
عاما” فعامـين، جيلا” فجيلـين، دهرا” فدهـرين
حتى يمر (مشـاة البحـار)
ويجتـازنا مـوكب الأمريكـان !
***

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى