وليد حسين - قمحيّة العين..

غنّيتُ للقلقِ المعقودِ في فمِها
لحناً تَهدّلَ في أنّاتهِ ازدَحَما

فالشعرُ صوتٌ تلظّى في نبوءتهِ
يستحضِرُ الغيبَ في الآفاقِ و العَدما

و الوحيُ أرخى لها عمّا تكابدهُ
و ما تكشّفَ حتّى أعجزَ الهِمَما

يا ويحَ قلبٍ ..
عداهُ الحبُّ في زمنٍ
إذا تأسّى بفقدٍ شاخَ وانثَلَما

و كانَ يحفرُ في آثارِ غربتِهِ
يحكّمُ العقلَ ما أخفى الذي بَرما

و لن يميلَ إلى صوتٍ بداخلهِ
و كادَ يوشكُ أنْ يُدلي بما اتّهما

بلا قِبابٍ ..
يشيدُ الحزنُ أضرحةً
ذاك العويلُ على أوجاعهِ انكتما

أزجى لها الوجدَ مشفوعاً بهالتهِ
إذا تخلّفَ عن ركبٍ و ما نَدِما

بئسَ التبرّمُ .. نارٌ طالَ مَضجعُها
دونَ ابتهالِ نبيٍّ تكتوي حِمما

فلتفضحِ الروحُ سرّاً من بشاشتها
و ما الجُفَاءُ سوى زَبدٍ بها ارتسما

فهل تُكتّمُ حُبّاً ..؟
عاثَ في جسدٍ
أزرى بمعتنقٍ لم يتّخِذ صَنَما

مهما تخبّطَ
إنّي عاقٌد بيدٍ
أ كاد أبصرُ في أحوالِها النَهما

لها اتّساعُ عيونٍ ..
كلّما برقتْ
تزدادُ شوقاً لما قد قيلَ أو نُظما

أسرى بها الليلُ
كم يهفو بناعيةٍ
موتٌ تجلّى بذاك البينِ ما عُدِما

حجمُ الغيابِ
تناهى منذ واعيةٍ
و ذاك صوتّ أبانَ العجزَ و الورما

و حالَ عنها بصيصٌ عن مماحكةٍ
في كلّ صمتٍ تداعى يورثُ العُقما

قساوةُ الفقدِ حلّتْ غير آبهةٍ
بها من الروع تستعصي الذي فَهِما

قمحيّةُ العينِ إذ أغريتَها انكفأت
و لم تبالِ بصبٍّ شاءَ .. فانهزما

قد صيّرتني رماداً دون كُنهتِها
أحاذرُ البوحَ حتّى خلتني بَكُما

أنا الغريقُ بلجٍّ غادرتْ سُفني
كلَّ المرافئ بحثا عنك فَارتَطما

شيّعتُ قلبي و آمالاً بكِ انعقدتْ
في نابضٍ لم يزلْ للآنَ مُحتَدِما

يسلو بي الهمُّ مشدوداً بلهفتهِ
و ما تسلّلَ .. إنْ أزرى بما غَنِما

أقلّبُ الأمرَ قد تغتالني مدنٌ
بها عقوقٌ فلم تَمنَحكَ مُتّسَما

حتّى أنختُ بأرضٍ دون راحلةٍ
أهادنُ النفسَ طفلاً يبتغي الحُلُما

وتستبدُّ ببعض من مواجعِها
في غمرةِ البوحِ لن تلقاك مبتسما

يا ثورة الشكِّ في فوديكِ ما هجعتُ
تزداد بؤساً بليلٍ دونك السَقما

فهل تجانبُ صوتاً .. ؟
اِنحنى وجعاً
يعبّدُ الدربَ كي يحظى بما حُرِما

يرمّمُ الحزنَ ما أضنى بناجيةٍ
حيثُ الشعورُ تنامى كلّما هَرِما

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى