د. صلاح هداد - أعمى وقد كنت بصيرا....

بما كنت محقا أومخطئا حين اخترت عينيك طريقا وحريقا
وحين امتطيت صهوة الحرف الجموح بقاء وصمودا
اتلمس في سراديب الليل عن وجهك القمري المالح...
علي احظى بمرآك الشفيف ....
أعمى معصوب العينين وقد كنت بصيرا ...
ما اقسى أن تشقى يا هذا ...!!

تخوض في وحل القهر ..

متأبطا عصار التسيار حلقيا على الطرقات و لاخيام ولا قلاع
اعياني التجوال في بيداء المجهول ....
انقب في احافير الزمن عن وجه ورسم واسم
ابحث في عته عن كوة ضوء تصنع في ثبج الظلمة مصباحا
لم يبارحني يقيني يوما أني أحلم
انظم في مخيلتي انشودة القلق المتوهج
ارتال من اسئلة حيرى تتقافز في غضب ..
والليل الكالح يحاصر المكان والزمان
الظالم في وحشية ينهش جسد الوردة اليتيمة
وأنا ازحف في رمل التيه....

وبين فكي تتلوى الاغنيات
ومن حبر الخشخاش اشم عبير قصيدي
وطريقي نحو فضاء الجرح يتنامى يتفاقم ...
فاندلق الماعون شدوا شوكا وشوقا وبكاء

ها انا ذا وحيدا تتقاذفني اللجة والتيار
واعلم أن كل حضارة تموت وتحيا ....
وكل غيمة ترش وتغسل روث تخلفنا ...
واني اولد في كل موسم تتوالى مخاضات الاحزان ...
من خلف لثامك والزيف اقرا كل تفاصيل الجور
لن تسعفك مساحيقك ستظل عبدا للنزوات والشهوات
افاكا يرقص فوق جماجم الاموات ...
فانت ولهثك الفج والقبح وفي الضفة الاخرى

تتساقط الاشجار
حين يحدق القصاب في صورة شاة جماء ...
يروم القصاص بدون اسف او قود
والمساء المحزون يطلق للريح بعض اسراره

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى