فاطمة الزبيدي - زَفاف الملائكة

في ساعةٍ ...
تراوحُ عندَ منتصفِ الملل
حجَزتُ موعدي مع التحليق ...
أَصعَدُ سُلَّمَ السنين نزولاً
وأنا أَعدُّ على أصابعِ الحضاراتِ ...
آلافاً من جماجمِ الملوكِ
أبدأُ خطواتي الراقصة على مسرحِ حمورابي ...
وهو يدوّزِنُ قوانينَهُ
ويَشِدُّ أوتارَ مَسلَتِهِ
نجومٌ تسرقُ النور ، تتوهجُ على ناصيةِ التأريخِ ...
تكتبُ على وجهِ القمر :
سنحاريبُ ملكُ العالمِ كيفَ أتقنَ هندسةَ القصور ؟
مِن أيِّ منعطفٍ استقى لَولَبةَ المياهِ ؟ !
أتركُ هذياني يغفو عندَ عتبةِ الليلِ ...
وأحضرُ احتفالَ الشمسِ بوقدةِ النهار الأولى
ثمَّ أنحَدِرُ مع انسيابِ النهرِ صعوداً ....
نبوخذ نصر يرتقي بابَ الإله*
يبتلعُ صراخاً موجعاً :
يااا عراااق ...
أيها الزاهدُ ببنيك ... تمَهَلْ
أيا خاسرَ العقولِ المهاجرة ...
أَ نسيتَ " زَها " ؟حينَ زَفَتْها الملائكةُ لعرشِها في السماء ؟ !
خِضابُ كفيّها هندسةٌ و فَنٌ
أساورُها. الأسطورة
ياااا عرااااق ...
" زَها " لم تَمُتْ
وأنتَ المدفونُ حَيّا .

-------------------
* باب الآلهة اسم بابل في عهد الملك نبوخذ نصر

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى