سعيدة عفيف - صديقي الذي أحبه كثيرا.. شعر

صديقي الذي أحبه كثيرا
يفكر في الموت دائما ويتمنى لو يصل إليه بأمثل الطرق...
كأنْ يموت وهو يدخن سيجارته ال light
أو حتى وهو يقضم تفاحةً قرب النبع..
مستظلا بأوراق شجرة الأكاسيا
حجَّتُه في ذلك أن ساعته غير مضبوطة كما يجب
خبأتُ ساعات " دالي" في كل جيوب بيجاماتي
والأخرى المرسومةُ سهوا على اللوحات
والمعروضة بالڤترينات والتي تباع في كل المتاجر..
والماركات الجديدة في المجلات المستوردة
حشوتُها في قطن المخدات..
وطفقتُ أكنس الأسى من عينيه
وأُثمِلُ أنامله بكتابة القصائد
كما هيأت له حساء شفيفا
من زقزقة العصافير التي على سفرٍ
لتترقرق الأنهار ليلا على أوتاره
ثم أقفلت النوافذ جيدا وأنزلت الستائر
وأجلت كل حديث عن الوقت والزمن
ليخبرني في آخر المطاف أنه يكتب مُطوَّلته
وأنه قد يجعلها تمتد من الليل الأول لهمس الخيال حتى ثلثه الأخير
شرط أن أضيف في كل مرة
نكهة زقزقتي المتبَّلةَ إلى الحساء...
تناولتُ كل أنواع العسل بكميات كبيرة
كي أزقزق في فمه كملكة نحل نسيتْ عادة الطنين
وكي يصرخ من اللذة وهو يتذوقُني في رشفاته..
أثناء ذلك فقط، سأصعد سلَّم النشوة إلى رأسه
لأرسم كل البذاءات والجنون على الجدار
وأعطلَ تَكّاتِ العقارب..


سعيدة عفيف - مراكش

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى