عبدالعزيز فهمي - أطلال تبكي علينا...

بحثت عن السليك بن السلكة
في مدينة منتريال
فتأبطت الريح
وارتديت المطر
لا عروة هنا "يقسِّم جسمه
في جسوم كثيرة"
أو قليلة
ليمنحني الرفض وعشق الظلام
لا الطرماح حكيما أومجنونا
لا طرفة بن عبد أو ابن سيد
يمنحني الحقيقة والسؤال
ولم أجد الشنفرى
ليلوك هوية
للدروب التي لا تعرفني
وللكلاب
ولا النابغة
ولا لمن تعرب واستغرب
لا حلقة قوم نجتمع فيها
كي نُشيِّعَ مهمة للسراب
فوق الماء
لا بعير مفرد
يدلني على ثفال تغلب
لا بعر الأرام في قصيدة امرئ القيس
لا فلفل
كل الخوارج خرجوا من طنين السيوف
ومن رشف الكتب
فتشيعوا في ظلال الدماء
وبقيت وحدي أومن بالسراب
لا يخيفني الليل
فإني أعشق رعي النجوم
ضفر الأحلام
سؤال العتمة في كف النيران
يخيفني النهار المظلم
النهار الذي يتعرى كعجوز مصابة بالخُراف
لا تخيفني المدينة
التي اختلطت فيها الملل والنحل
والألسنة
والأعين
والطرقات
وتشابكت فيها البدايات بالنهايات
واختلط الصمت بالكلام
تخيفني القرى التي لا يتصاهر فيها
أحد بأحد
القرى التي صارت مدنا
لم يبق فيها ديك يصدح
ولا خيل تصهل
لم يبق فيها سنابل ترقص
وبيادر تفرح
قرى كثرت فيها الكلاب
وظلال بلا ظلال
قرى باعت صكوكها للإسمنت
وطرقها للسرعة والموت
يخيفني ما كان البارحة يسعدني
لذا أصيح أمام ناطحات السحاب
يا أطلال هذا الزمن
أين الصحاب
من رسموا على التراب آيات
وخطوا في رحابة الفراغ كلمات...؟
تشد الرحال إليك فلا تجدك
فترحل أكثر عنك
تحزن وتفرح
لا تدري أي الطرق تؤدي إليك
فتتيه فيها
كما يتيه الضياء في الظلام....
عزيز فهمي/كندا

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى