عبدالعزيز فهمي - يَحدثُ أنْ أكلمني...

يحدث أنْ أكلم نفسي
أمام مراياك
وقدام عدمي
لا تظني أن بي مسا من جنون الذكريات
كل كلامي أغانٍ
فدندني كالصمت
أو أرقصي كالموج
فإن دندنتِ
وضعتُ أذني على شفتيك
ونمت
وإنْ رقصتِ
عطَّرتُ فستانَكِ الأسود
بالمسك
وأشرعتُ النوافذ على النغم
نغم البحر
ونغم الفجر
البحر أزرق كل ليلة بيننا
أبيض حين تشرق كعذراء في الشتاء
الشمس
يعود الخريف مصفر الخطى
شاحب النبض
الصيف الذي كنا ننتظره كي نتحرر من جليد القلوب
سكن الدورة الدموية
ومال جهة النار
وأحرق ظلالنا في الليل
وفي النهار
ربيعنا الجميل الذي كنا نزين به غرف النوم
صلبته العرب على عتبات الغد
فمات كزهرة ياسمين
نسجتْ جذورها على الحجر
فأقول كي أنسى
عيناك ليل في "الكوميديا الإلهية"
لأني أدرك ما يعتصر في بطن الأرض
العشق والشوق
وشعرك طويل في"ملحمة جلجامش"
لذا أتسلق أدغال الخلود
لأجيئك بسر الكينونة
فتكونين وردة
وفراشة
ألفُّكِ بضباب مشتعل
فتبتسم شقائق النعمان العذراء
كجوقة في مسرحية سفوكليس
لا جمهور لها
تغتالني الآن قبيلة الأوس
تنعاني قبيلة عبس
تصلبني أمام الرمل
جحافل بني هلال
وقطعان الخزرج
بنو معقل يرسمون بأظلاف الماعز
حدود غربتي
هنا خط الحنين
يمتد من النشء إلى النشء
هناك خط الخيبات الطويل
يلف ما مضى وما هو آت
هل هي رِدة أخرى
كما يرتد الصدى في المدى
الغزاة يتوددون كالقطط
على حدود الجينيالوجيا الشائكة
كل شيء صار لا شيئا
انتصرتَ أيها السراب
وأنا لازلت أحصي النجوم
والومضات
أقول لنجمة المساء
مساء الخير
فلا ترد
أغمض عيني كي لا أرى القمر
يخيفني القمر
حين تحمر عيناه
بحثا عن شروق جديد
شروق جميل
ولا شروق في رحاب العتمات
حين تبكي العصافير
حين تصبح الأشعة ألسنة من لهب
فلأي شيء ينفع أنْ تُكَلِّمَ نفسك
أو تُكلم سواك...؟؟؟
عزيز فهمي/كندا

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى