ولولةٌ....

ولولة....
أو حديث مع القطط...

الشعراء
يقولون شعرا كثيرا
مزاجيون كالماء حين يغلي
على نار هادئة
يتفننون أمام هواتفهم النقالة
في تدريب النعوت
والأوصاف
على الهجوم
والمباغتة
يدشِّنون مصانع لانتاج الاستعارات
ومطارات لنزول الصور سالمة
ينقلون مشاعرهم من مسافة صفرية
بين الأصابع والشاشة
يوزعون وابل الإعجاب
والمساندة
على نهج المجاملة...
الشعراء
بعيدون عن ذواتهم وعن القصيدة
بعيدون عن المعركة
عن نزيف الدم
عن الدمار
عن الأرض الخراب
عن صراخ التراب
عن الموتى
يمارسون تكتيك الكر والفر
بين موقع وموقع
ومن صفحة إلى صفحة
فيكثرون من الرمي بألفاظ غلاظ
تزلزل اللفظ والمعنى معا
لكنهم يفتقرون لفروسية النص
النص الذي يهزم السيف
السيف الصدئ في غمده
في وصايا المنجمين
وساسة الكلاب المفترسة
على صهوة الهواتف
فيصرخ فيهم أبو فراس
"في الليلة الليلاء يفتقد البدر "
بدر ملثم
كمجاز فقد عقله
وإيقاع صاخب كنقيق ضفدعة
تقود الجمع فوق الخشبة
إلى نعيم التفاهة
تُرتِّب المطالب والشكاوى
وتبني بيوتا من الظلال
الشعراء
مدنيون أمام الكاميرا
دنكشيطيون في المقاهي
الهزيمة أمامهم
لا يبالون بحجم الخسارة
يضعون صورة للحدث
يبحثون عن وجه الشبه
بين الحقيقة والمجاز
فلا يجدون غير البياض
تنتصر قصيدة الفخر
على قصيدة الهجاء
ترفع قصيدة النثر حق الرفض
فتعلنُ كذبة الشعر
حربائية السرد
وعماء الرؤيا في عالم منهد...
الشعراء
طيبون
كصباح يبحث عن نوره
في عين نائمة
فلا يجد...
قلقون
"كفاوست والأميرة الصلعاء"
في مسرح الهواة
هادئون
كالموتى حين يموتون
الشعراء
يشعرون كثيرا
كثيرا
فقط....
عزيز فهمي/كندا
  • Like
التفاعلات: سلمى الزياني

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى