حسام المقدم

التاريخ يدلنا علي كيفية صناعة المستقبل، ولأننا دوما لا نعي دروسه، ونسعى الى تكراره بذات الأخطاء القديمة، فإننا نعجز عن خلق مستقبل جيد يحقق لنا الرفاهية والتقدم، ونتحقق من خلاله، ان قراءتنا الخاطئة للتاريخ هي التي تمنعنا عن استيعابه، وتوقعنا في الخطأ المتكرر، لأن القراءة الصحيحة له كفيلة بأن تكشف...
عند الإقدام على القراءة لحسام المقدم عليك عزيزي القاريء أن تحشد جميع حواسك حتى تستطيع التحليق في سماء هذا العالم المدهش. " قهوة بوتيرو" هو اسم المجموعة القصصية للقاص / حسام المقدم وهو عنوان القصة الاخيرة من المجموعة. يقولون أنه عندما يعتاد الإنسان على رؤية الأشياء ويألفها جيدا فلن يكون قادرا...
يختط الكاتب طريقا مثيرا، ينتمي لغرائبية حكائية تلامس هامش المجتمع، فأبطاله ثلاثة أشخاص بلا أسماء، وضع الكاتب لهم صفات دالة عليهم: القصير، الأوسط، الطويل. وهو ما يعني أن النظرة للأشياء حسبما يعتقد الراوي تمس الشكل والملامح أكثر منا تمس السمات والجوهر. العنوان محير وهو كالتالي: "محاولة جادة لقراءة...
في فترات متباعدة نتيجة لسياقات حضارية محددة تتأثر بعض الأجناس الأدبية بالسلب بالرغم من التسليم بأهمية وجودها، وأهمية دورها الفعال في التقاط الغائر المخبوء في نفوسنا. في هذه الفترات يصبح الحديث عن جدوى النوع حاضرا، وعن قدرته على التواجد والاستمرار. فالقصة القصيرة بالرغم من كونها مستعصية على...
‬‬في رأس رَجُلِنا الماشي فِكر وانشغال،‮ ‬وفي عوده انحناء خفيف‮. ‬أمامه مباشرة‮ ‬يخطو واحد آخر،‮ ‬لا‮ ‬يختلف كثيرا في الأناقة البسيطة والمشي بإيقاع منتظم‮ ‬يمكن قياس خطواته بدقة‮. ‬الاثنان في قلب شارع تُطوِّقه دائما لافتات قماشية للمرشحين في أي شيء،‮ ‬ويفترشه منذ الأزل باعة كل شيء‮. ‬يأخذون منه...
(1) وصايا واصل، لا تهتم وسر في قراءتك. لا تنظر نحو أحدهم وامش بعينيك في السطور. مهما يكن، لن يحدث شيء خطير إذا تجرأ واحد منهم. تابع ما تقرأ، وتهيَّأ لتصل إلي نهاية لا تعرفها. لا تعبأ واعبر الصفحة الأولي. خذ نفسا عميقا من بطن الكتاب، وتمتع برائحة التونة الصابحة! دس أنفك في المكتب وشم الخشب. هذه...
" أنا عايزة اشربْ من إِيدكْ، واتْنَهِّدْ مع تَنهِيدَكْ". (حبيبي يا متغرب). ** لم تكن "آمال" تتعب أو تَملّ.. تُعيد الأغنية على مهل. كلمة كلمة حتى يكتمل المقطع، في إيقاع سارح منساب. تُقدم توجيهاتها بكلمات عجيبة: "أجمل شيء أن تنسى أنك تُغني". أتحمّس...
مام هذا الشاب الثلاثيني، سبع دقائق وعدة ثوان، ثم يموت بعدها! عرفتُ ذلك من خلال قُدراتي الخاصة، حين رأيتُ وجهه، وتابعتُ خطواته في الشارع القاهري الهائج. كيف أُخبره بالحقيقة، دون أن أتسبب في موته المُفاجئ بالسَّكتَة، قبل انقضاء الدقائق الباقية؟ لا لا، وهل أنتظر حتى أُفكر؟ أسرعتُ نحوه واستوقفتُه...
هذا هو الأستاذ في طريقه إلى الجامع القريب. تعرفه البيوت المتساندة على بعضها، وتراه تلك العيون البارقة، المختبئة في الشقوق الطولية للجدران الرطبة. عيون لبشر ماتوا، وبعد كل ذلك الزمن يبعثون عيونهم لترصده بإصرار. يقف لحظات مواجها للجدار، يبتسم قليلا ويمضي. لا يكاد يدوس على الأرض. ينقل خطواته بشكل...
فى السابعة عشرة، تمكّنَ هذا الولد من إخفاء حفنة نجوم تحت قدميه دون أن يراه أحد. رفرفت معه طيور الدنيا، طارت الفراشات كرنفالية الألوان فى غناء «ليلى نظمي»: «جَاى منين؟.. م الثانوية. رايح فين؟ ع الكُلّية». نعم، كل ذلك رائع.. لكنه مأخوذ بنداء حاسم: على الكُليّة سِرْ. يسمع الصوت آمراً، بلهجة ممطوطة...
والذي رفع السماء بغير عمد، وحق الساعة ويوم الحساب؛ حين أطلَّ وجهها على هذا الآدمي.. شفّت عيناه بصفاء مذهول، وسرى همسه في مقطعين: أولهما شهيق مفاجئ مع وقفة جبرية، وحروف تعلقت باللسان في سقف الفم. والثاني تنهيدة مسترخية تهادى معها اللسان هابطا لمستقره. الله! ظلت شفتاه منفرجتين حتى تلاشى زفيره...
من أول نظرة، عرفت أنني لن أكون محايدا تجاه وجه الرجل الذي يجلس بجواري في الأتوبيس. مع ذلك حاولت أن أنساه، وتركت رأسي يغفو فوق صدري. لم أتمكن؛ لأن الوجه اقتحمني في غفوتي بمجرد أن أغمضتُ عينيّ. رفعت رأسي نحوه من جديد: الشَّنَب! شَنب ملفوف ومستقوي.. عَمَّر سنوات طويلة، حتى انفتلَ بتلك الهيئة، وذلك...
إهداء مبدئي: إلي الأحِبّاء الصغار الذين شاركوا في الحكي بأعين مفتوحة. سبع وردات لكم ولدوركم في حكاية المسعورة. وإلي آبائكم المحترمين، وأهالي بلدتنا المتحمسين. روحي فيكم أيها الأفذاذ الصغار. ما كنت لأذيع شيئا مما حكيتموه لي، أو مما حدث في بلدتنا الصغيرة، لولا ضيق ذات العقل عن كل خيال. ها أنتم...
مجرد رؤية صينية لامعة عليها كوبان من القهوة; شيء محفز جدا لخلايا كثيرة في المخ والبطن. لكن أن يدخل العامل محاذرا, ثم يضع صينيته ويستدير بلا همسة; فذلك غير محفز إطلاقا. كما أن المدير نفسه انسحب بخفة وأغلق باب مكتبه علي الأربعة: رئيس القطاع يتصدر المكتب الكبير, والمدرسون الثلاثة يجلسون أمامه في...
(1) المستطيل: لا أزال، بعد سنوات في هذا البلد العربي، أتذكر كيف كانت البداية.. سألني الرجل في مكتب السفَر: كيف تشرح درسا كالمستطيل مثلا؟ تفاجأتُ حينها بمنظره. ظننتُه مصريا، لولا لهجته. شعره أسود جدا وطويل. لا يُغطي رأسه، ولا يلبس عباءة أو جلباب، بل الجينز والقميص المشجر. قمتُ واقفا أمام سبورة...

هذا الملف

نصوص
71
آخر تحديث
أعلى