بوعلام دخيسي

نستخلص إذن من خلال ما ورد في الجزء الأول من هذه القراءة، أيْ من تضاعيف تجليات تيمة الشعر/ الشاعر عبر ديوان "كيف أشبه ظلي" للشاعر المغربي بوعلام دخيسي ما يشبه جدلية "وجودية"/ "متصوفة" تروّج لمقولة التوحّد من جهة عبر الانتماء للآخر حدّ التملّك و الامتلاك ("هذا الشاعر لي وحدي"؛ نص بعنوان "مقاربة"...
ـ بطاقة تعريف: " كي أشبه ظلي" عنوان المجموعة الشعرية الثالثة التي صدرت للشاعر المغربي ابن مدينة وجدة بوعلام دخيسي بعد مجموعة " هديل السّحر" (2012)، ومجموعة " الحرف الثامن" (2014). صدر الكتاب عن مطبعة الجسور ش.م.م. وجدة. (الطبعة الأولى 2016). الديوان من الحجم المتوسط (121 صفحة ـ 43 نص شعري.)...
الأرضُ أولُ منْ مشتْ لكنها في الخلفِ ترتجل الخُطى *** الشمسُ أول منْ صَحَتْ كيف اكتفتْ بالصمتِ لمْ تَنْشُرْ مقدمةَ الحِكايهْ *** الليلُ أول من دعا للنوم كي يُخفِي السوادَ وأولُ الداعين للأقمارِ، يَسرِق مِن جُيوب الشمسِ نورا كي نقاسمهُ الظلام *** الليلُ أول عاشق للبدر أول من تأمل حُسنَهُ...
أجملُ مِن صورتِها فاتنتي السمراءْ أعذبُ فرحتُها المنشورةُ في خدَّيْها مِن بسمِتها المفترضَهْ. أجملُ مِن نظرتِها الهادئةِ المرقونةِ نظرتُها الثائرةُ المنثورةُ في عينيْها وحواجبُها المنتفِضهْ. أجملُ منها هِيَ في شِعري، كقصيدة نثرٍ فاتِنتي لا يَفهم مَدخلَها إلا مَن قرَّرَ ألاّ يُمسك حين صعودِ...
حُزنٌ هو الأصلُ، والأفراح مفتعَلهْ تِلكمْ حكاية ما في القلب، مختزَلهْ كفاصل عابر.. كيْ لا نملَّ وكيْ تظلَّ نار الأسى في الصدر مشتعلهْ كمعبَر لطريق الموت يحفره مُقاتل يحتفي حينا بمن دخلهْ كمَكْر سيّارةٍ أدلوا بدلوهمُ ليدخل السجنَ عبدٌ لا جريمة لهْ... يا مُجريَ الدمع هلّا طال فاصِلُكمْ كي يستعيدَ...
لا تُخفي الدمعَ ولا تعترفي إني أقرأ في كفـِّــي طالِعَكِ المحزونَ وأنظُرُ ما يجري فوق الخدينِ ولمْ يجرِ وأنظر في الظلِّ خدوش الشمسِ وفي الغيمةِ حجْمَ المطرِ القادمِ.. يُخبرُني بالغارق في الدمعِ حديثُكِ.. حتى الضحكةُ زلةُ حزنٍ أخرى تُفشي أنكِ ما زلتِ وإن صُمتِ عن الدمعِ حزينهْ.. أَسمَع...
بلاغ: مُتعَبٌ بالذي في يدِي من فراغْ.. متعب بالسكونِ، تعمَّدتُهُ كي أكفَّ عن الشِّعرِ، لكنه صار أبلغَ. مَنْ علّمَ الصمت هذي البلاغةَ؟ منْ أمَرَ الليل أن يستمرَّ لكي يستقيم هلالُ الصِّبا، ثم زاغْ.. !!؟ بلاغ 2. متعب بالبياضْ، هو ما يقرأ الناسُ من صفحاتي التي أرَّقَتْني وأرَّقَني رقْنُها ثم...
لك ـ حين لا مدحٌ ولا حِلـَــقُ ـ شِعرا ببعض الحزن يأتلق لك هاهنا حفلا دعوْتُ له كلَّ الحروف ورحَّبَ الورق لك أنشدتْ أشواقنا وشكَتْ: ما باله، لم يُزهرِ الغسق؟! ماذا أصاب قِـبابَ زاوية!؟ حُرِمَتْ صَدى السُّمَّار إذ عشقوا!! ماذا أصاب حديثَ منبرهم؟ لم يحْكِ عن أفضال من سبقوا! ما بال أطفالي،...
تكلمْ، مَن دعاك إلى سكوني؟! وقد أوشكتُ أن أنهي حصوني!! وكيف عرفتَ في الأسحار دربا تمنَّعَ في النهار عن العيون!!؟ لقد كَلفتُ مِن خلفي غيابا ليمحوَ من أكونُ، وجئتُ دوني تركتُ لكم هناك جميع شعري لأُعْرَفَ، وانزويتُ إلى ظنوني دخلتُ الكهف وحدي، لمْ أُرِدْهُ لمعجزة، ولمْ أشجُبْ شجوني رضيتُ بعزلتي...
تدعوكَ للشعر الشفاهُ فهاتِهِ..! لا شِعرَ يَحضُرُ بعدَ قُبلة هاتهِ فلرُبَّما أنساكَ قولاً فِعلُها فاكتبْ وإن كان القصيدُ لذاتهِ يكفيكَ ما يعِظُ الحنينُ فإنهُ أجدى، فلا تُفسِدْ عليهِ عِظاتِه يكفيكَ ما اختزلَ الشذا مِن وصفها فالعِطرُ يبرَأُ من جميع صِفاتهِ تكفيكَ شهقةُ “هيتَ لكْ”.. فلأنها للخلدِ...
ابصِمي ها هنا للحضورِ ولا تنظري للغيابِ الأكيدْ.. ابصمي للحياة كما حُرِّرتْ وابسَمي من جديدْ. **** اخلعي عنك ثوب الحدادِ ولا تقرئي غيرَ شعر كتبتُ إليك مساءً ضربتُ على حزنه بيدٍ من حديدْ. **** ابسَمي للصغار، فهم أبرياء، إذا ضِقتِ منا وقد أتعبتكِ خطانا.. سنسْحَب نحن الخطى فافسحي للذين أتوا من...
كفاكما قُرْبا كفاكما لقد أتعبتُما العيونَ والأكُفَّ.. واكتفينا بالإشارهْ. لا تُتعِبانا لا تُعَذِّبانا، لا تحدِّثانا أبدا عن الحضور، نحن في غياب مستمرٍ نحن في أوج المرارهْ. لا تُخبرانا أبداً عنِ اللقاءات وما فيها مِنَ الأُنس، منَ الحُظْوَةِ في الحديثِ... والعيونِ تحرسُ العيونَ.. والأمانِ...
وحدي هنا ماذا تُراني أنتظرْ..!؟ لا شيء يأتي هل هي الدنيا تجربني لأخرى؟ هل تخاف علي من خوفي إذا فوجئت بالغدِ..؟ لا غدٌ قولوا لها إن جاء قبل أوانهِ ولتختصرْ: حيٌّ أنا أم ميّتٌ؟ قدرٌ أنا أم قادرُ ألا أعيشَ كما أعيش اليومَ أحكي عن رؤى الليل الطويلِ ولا أرى في الصبح إلا نشرةً عن كل حلم ضاع مني، عن...
لمْ يَعُد لي سواكْ ربما كان لابد لي أن أطوفَ جميعَ الربوعِ لأعلم أني خُلقت لأجلكِ قُومي لنشكر هذي الجموعَ فقد جرَّدوني إليكِ وقد صحّحوا لي هواكْ... أنتِ كل القصيدةِ تلك التي كنتِ منها تغارينَ تستفسرينَ لِمنْ هذهِ..؟؟ من غزالُكَ.. من طلعة البدرِ.. ما جُرعة النورِ ما الوجدُ ما الوصلُ...
ستعود يوما لا تقلْ هل بعد هذا الشيبِ ؟!؟!.. لا تُتعبْ شجاكَ ولا تشِخ أبداً.. ولا تقصُصْ حنينك في الصباح على ضحايا السلم قلْ: لا شيءَ في قلبي، فحتما لن تُكذَّبَ، هكذا هم لا قلوب لهم ولا هم يعشقونْ.. ستعود يوما أنت أو مـِـن وحيِ عشقك من يحبك من بنيك سيُبدِعونْ.. واعونَ هم بالحب والمَهر الذي قررتَ...

هذا الملف

نصوص
50
آخر تحديث
أعلى