كيف هُنتُ على أمي..
حين ولدتني قطاراً....
غير مُطابقٍ للمُواصفات القياسيّة لسكك حديد مصر
قِطاراً مبتسراً....
لمْ يكنْ هناك حضّانٌ بحجم قِطار
العالم (الفينو) بذات نفسة...
لم يخترع حضّاناً لعرباتٍ مُبتسرة
أهملُوني تحت شمس البطاح كي أجفّ
عندما لاحظوا أرضيتي الرخوة...
التي لا تطيق الدعس...
تريّثْ ..
لا تُوَسّخ رُكبتيكَ ولا هُدومك
إيّاكَ يا سيّد والعِراكَ..
فعلِيّ الخِشت سمينٌ بما يكفي ..
لِيُمَرّغَ أطفالَ الحارة
لا يغرُركَ أنّ أباكَ سقّاءُ المدينة ..
المدائنُ بشُحومها ولحُومها تتمهّلُ اللعبَ في التُّراب..
ريثما تبكي الأرضُ عيونا
أو تتعرّقُ السّماءُ فوق الأبنية
أوْ يفْجُر النّهرُ...
دَعُوا آذانكم ..
وَ عُوا
أتذكرون..الدّيك الرّومي؟
الدّيك الذي تذرّعَ به أحمد مظهر ..
ليكْشِفَ خيانة سعاد حسني؟
أحمد مظهر المُعتقد حدّ اليقين...
أنّ عمر الحريري يملأُ سريرهُ بالزّغَب....
فقَرّرَ أنْ ينتفَ ريشَهُ بنفسه
وأنْ يذبحَ اليمامة
أتذكّرتمْ هذا..؟
حسناً....هذا المشهد لا يعنينا
لا تُلقُوا...
في الأيامٍ المدهشة..
الأيام القريرة التي يكون أبوكَ في صَّالةالبيت...
تِلكَ التي تكونُ حينها مقتنعاً أنّهُ لا يموت
الأيامُ التي لا تلتفتُ فيها للآباء الميّتين
ولا للنّعوش التي تمضي بآباءٍ لا يَعنُونَك
هذه الأوقات.....
التي لا تحمل فيها همّ سيجارتكَ (الفرط)
في بداية عهدكَ بالسّعَال
ولا ثمنَ...