علاء نعيم الغول

تتثاءبُ الدقاتُ ماذا تفعلُ الساعاتُ بعدَ النومِ تجتازُ العقاربُ شهوةَ الصمتِ الذي ابتلعَ الهدوءَ لكلِّ شيء في الحياةِ علاقةٌ بالنومِ هذا الجائعِ المخبوءِ في وجعِ الوسائدِ بين أغطيةِ المساءِ ورغبةِ الأجفانِ في توسيعِ معنى الاتفاقِ مع المتاحِ من الوجودِ وبعدَ أن نغفو ونتركَ كلَّ شيءٍ نعرفُ الفرقَ...
الحبُّ توزيعُ المقامِ على أماكنِ عزفِهِ ما كلُّ مَنْ وزَنَ المسافةَ عازفٌ كالحربِ ليستْ بالجنودِ وبالعتادِ الأمرُ أكبرُ مما قد نراهُ حبيبتي كم مرةً مَشَّطتِ شَعْرَكِ أو تمعنتِ العشيةَ في قوامكِ كيف أصبحَ مغريًا ما عاد يعجبُكِ الذي قد كانَ عاديّاً وحتى القهوةُ اختلَفَتْ أنا هذا الصباحُ تغيَّبَ...
يؤذيكَ أنكَ لا ترى قدميكَ حيثُ تريدُ أنكَ جاهزٌ لتكونَ شيئًا لا تُحِبُّ وأنَّ دربَكَ لا يقودُ لبابِ بيتِكَ أنكَ المسؤولُ عن أشياءَ يجهلُها سواكَ وأنكَ المرصودُ دومًا في سجلاتِ الوشايةِ عن رفاقكَ دائمُ التفكيرِ في توجيهِ لائحةِ اتهامٍ للذي مرتْ خطاهُ بغير قصدٍ فوقَ ظلكَ يا حبيبتيَ البعيدةَ فقتُ...
يؤذيكَ أنكَ لا ترى قدميكَ حيثُ تريدُ أنكَ جاهزٌ لتكونَ شيئًا لا تُحِبُّ وأنَّ دربَكَ لا يقودُ لبابِ بيتِكَ أنكَ المسؤولُ عن أشياءَ يجهلُها سواكَ وأنكَ المرصودُ دومًا في سجلاتِ الوشايةِ عن رفاقكَ دائمُ التفكيرِ في توجيهِ لائحةِ اتهامٍ للذي مرتْ خطاهُ بغير قصدٍ فوقَ ظلكَ يا حبيبتيَ البعيدةَ فقتُ...
كم مرةً سأقولُ إنَّ الصوتَ صوتُكِ ليس بندولًا يؤرجحُ نفسَهُ بين النهاية والنهايةِ ليسَ نبضَ الرأسِ بعد سماعِ تفتيتِ الشظايا للجدارِ وليسَ خَدْشَ فراشةٍ للَّوْنِ في تفاحةٍ حمراءَ يبقى الصوتُ صوتَكِ قشرُ هذا اللوزِ حين يجفُّ في الشمسِ الشهيةِ والزرازيرُِ السريعةُ نحوَ كرمِ التوتِ أشرعةٌ يحركُها...
ما أجملَ الدنيا وأقسى ما تعرضنا لهُ ما أجملَ الأحلامَ لكنْ كلما احتجنا هدوءًا تأخذُ الحربُ الكلامَ وتختفي منا ملامحُنا الأخيرةُ كم أحبُّكِ غير أنَّ الوقتَ ينخرُ في المسافةِ ثم يأتي البحرُ يملأُ ملحُهُ حلقَ المدينةِ بالهواءِ وكلما فكرتُ فيكِ تصيرُ نافذتي بنفسجةً وأصبحُ جاهزًا للنومِ إنْ شئتِ...
ما أطولَ الجملَ التي ليستْ تفيدُ ولا التي لا تُنتَظرْ كم سيءٌ هذا التعلقُ بالذي قد راحَ مأساةُ الحياةِ الإعتقادُ بأنَّ شيئًا ما سيأتي من رفاتِ الغائبينَ وهكذا سنظلُّ حراسًا لمن تركوا لنا ما ليس يُتْرَكُ كم بعيدٌ كم مُمِلٌّ أنْ أقومَ لفتحِ بابٍ مقفلٍ أو أُشعلَ الأنوارَ أنهضَ كي أرى نفسي قليلًا...
هل نلتقي في الصيفِ أم بعدَ الخريفِ لربما تبدو ملابسُنا الخفيفةُ في هواءِ البحرِ مغريةً وماذا لو تقابلنا أخيرًا بعدَ تشرينَ المضببِ معطفٌ يكفي ليدفئنا معًا هل تقبلينَ النومَ عاريةً بلا ضوءٍ يُفَضَلُ أنْ نرتبَ كلَّ هذا مسبقًا ولربما نحتاجُ مدفأةً وأخشابًا من الليمونِ كلبًا يحرسُ الكوخَ البعيدَ...
مساءُ المشتهاةِ تقولُ لي تبقى قصيدتُكَ الوثيقةَ أنَّ ما دونتَهُ عني سيبقى سكَّرًا في الكأسِ أبيضَ صُبَّ ما تحتاجُ من ماءٍ يذيبُ صلابةَ الطعمِ القديمِ تبلَّرَتْ ذراتُهُ عطشًا وريقُكَ شاهدٌ أني أبادلُهُ الحلاوةَ فانتهزْ فرصَ القلقْ فرَصَ التمردِ والتلاشي والتناسي أننا قطبانِ ننجذبُ اشتهاءً...
حبيبتي لم يختلفْ أحدٌ على عينيكِ شَعرِكِ والأنوثةِ فيكِ أعلمُ أنهم عشقوكِ قبلي ربما ما زالَ أحدهمُ يفكرُ فيكِ يحلمُ أنْ يراكِ يمدَّ منديلًا إليكِ بلونِ كنزتكِ الأنيقةِ ثمَّ يحجزُ مقعدينِ و وجبتينِ وربما يهديكِ عطرًا للمساءِ وساعةً رقميةً سيشيرُ أحدهمُ إليكِ مفاخرًا زملاءَهُ إذْ كنتِ يومًا رفيقةَ...
فقطِ اغمضي عينيكِ هذا العِطْرُ ينفذُ في مسامِكِ يُربِكُ العينينِ أو مجرى الهواءِ وخفقةَ الرئتينِ كلُّ أماكنِ الشهواتِ تنفعُ أنْ تكونَ تورطاتٍ للمزيدِ من التشابكِ في حواراتٍ تُطيلُ العِشقَ هذا العِطْرُ ليس ضحيةً بل نحنُ نجبُنُ حينَ نفقدُ وعيَنا ونغيبُ في ترفِ التساوقِ معْ رغائبَ لا تساومُ لا...
في الليلِ أينَ مدينتي في الليلِ أفتحُ عندها البابَ المؤدي للرصيفِ فلا أرى غيري وظلي والمصابيحَ الثقيلةَ في الشوارعِ كيف تحتملُ المدينةُ عبءَ كلِّ النائمينَ وهم يفيقونَ اضطرارًا كيف تجمعهمْ كصيصانِ الحظيرةِ حولَ صحنِ القمحِ تحصيهم بلا أسماءَ تعرفهم بسيماهمْ ورائحةِ السجائرِ لا تفكرُ في ترددهمْ...
هل أنتِ نائمةٌ حبيبتي البعيدةَ هكذا قلبي وحنجرتي أخيرًا يُجبَرَانِ على التوافقِ بعدما أعلنتُ وَقْفَ الشاي والتقبيلِ قلبي بطنُ ضفدعةٍ تحاولُ أنْ تفكَّ سباتها بالنبضِ صوتي الآن مخصيٌّ يحاولُ أنْ يُعيدَ قوامهُ الوتريَّ متخذًا شرابَ الزنجبيلِ كفكرةٍ عرَضيةٍ والأمرُ محسومٌ لصالحِ رقعةِ الشطْرَنجِ...
كانتْ بدايتُنا البدايةَ كان بحرٌ ما وأسرابُ الطرائدِ إنها النارُ التي اشتعلتْ لنعرفَ أنها موجودةٌ ماتَ الكثيرُ ليعرفَ الباقونَ أنَّ الموتَ فاتحةُ النهايةِ كانتِ الحربُ الصغيرةُ والنساءُ الفارعاتُ وجذوةُ العشقِ التي اتقدتْ على دربِ تلاقي فيهِ أولُ هاربينِ وكنتُ فوقَ التلِّ أرقبُ كلَّ هذا أسمعُ...
كلُّ الحكايةِ أنٍّ قلبي لوزةٌ والزهرةُ البيضاءُ تَهَبُ الثلجَ ذاكرةً مؤقتةً وهل ليديكِ ملمَسُ وردةِ الجوري وفي شفتيكِ أنتظرُ الكثيرَ مناوراتُ الوقتِ تُخضِعُنا أخيرًا للمتاحِ وإنهُ الخوفُ الذي ينتابُنا خوفُ الترنمِ بالحقيقةِ خوفُ تفتيتِ الضميرِ وخوفُ فتحِ القلبِ للفرحِ المباغتِ إننا نحتاجُ مَنْ...

هذا الملف

نصوص
239
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى