علي حزين

القطار مزدحم , وأم الفتاة لم تفتأ تثرثر مع صديقي بصوت غير واضح .. أما الفتاة فكانت تنظر من النافذة الزجاجية , وفجأة بدأ عليها الشرود , وحالة من السرحان الشديد , فتمنيت للحظة لو أنها كانت تفكر فيّ .. أو تشاركني في التفكير .. لو أدخل رأسها ..؟.. لو أستطيع , لأعرف ما يدور في رأسها ..؟.. " من صغر...
أطرقت بصوت خافت .. لم تستسلم يوماً , ولم تضعف , بل واجهت الحياة بكل ما فيها من تيارات جارفة .. استطاعت أن تتحدى دوامات الحياة .. بكل ما أوتيت من قوة .. كانت تشعر بأن لديها قوة خارقة .. وكانت دوماً في حذر شديد من أنياب الذئاب , حتى استطاعت أخيراً , أن تجد عملاً شريفاً .. وعندما كانت تعود...
إذا جاء الليل رأيت النوم فر فؤادٌ لا يقر ونفسٍ لا تستقر أرقُ علي أرق قلقٌ فوق قلق وذكريات , كر , وفر فأين أين المفر " كلا لا وزر " ولات حين مقر * إذا جاء الليل تبدو ليّ الشوارع من بعيد , بعيدة رقطاء كالأفاعي العتيدة أو كخيوط العنكبوت الزهيدة والقصيدة العنيدة والعتمة تبتلع الوجوه تبتلع حتى البيوت...
وقفنا أمام عنبر المستجدين .. في صفوف ثلاث .. ننتفض كالعصافير المبلولة من شدة البرد .. والأسنان تصطك .. يُسمع لها صرير.. والشويش " فراج" يلقى علينا التعليمات , في حزم , وقوة.. بصوت أجش - كل واحد منكم يتأكد من تمام مهماته.. ويضعها في "مخلاته " .. واتبعوني في صف واحد .. معكم خمس دقائق , من الآن...
لا أدري كم مضى من الوقت وأنا داخل القطار .. أطل برأسي من النافذة المكسورة أرصد كل ما يدور من حولي , أتابع , أتأمل , أرقب على طريقة الاستقراء والتتبع كل شيء , مع شدة الملاحظة , أرسل عيناي على العمارات الخرسانية الشاهقة الممتدة علي جانبي الطريق تارة.. وأخرى مرصوصة تحتها , وأخرى على العربات التي...
1 أعترف لكِ يا سيدتي بأن حبي لكِ سرابٌ , ومحالٌ , وكذبْ دُخانٌ . وضبابٌ , ولهبْ نارٌ, وحطبْ , حبي لكِ عذابٌ , وحربْ لكني أحببتك يا سيدتي ولا أعرف لماذا ..؟!. ولا أعرف ما السببْ ..؟! فحبك أتاني علي سهوةٍ وبلا مقدماتٍ وبلا سببْ 2 أعترفُ لكِ بأن حبي شكٌ , وظنونٌ , وأوهام وأنا الرجل المريض...
"1" حين تأتي إلي دربنا .. يطير الخبر .. ينتشر .. فتنشق الأرض .. عن أُناس لا اعرفهم .. قالوا بأنهم أقرباءها .. وبأنهم كانوا يوما أحباؤها .. وبأنهم كانوا جيرانها .. وبأنهم كانوا ... وكانوا ... ولا احد يعرف شأنهم ... وشأنها .....؟ " 2" حين تأتي إلي...
اتكأت علي الجدار .. الذي يحمل الخص .. تمسك طرف ثوبها " العنابي" .. نظرت لحماتها .. التي تجلس أمام التنور .." قلبت الخبز".. تفرك العجوز عينيها .. وهي تنفخ في فتحة الفرن الصغيرة .. يتصاعد الدخان الأسود .. ترد عليها .. وهي تدفع بقبضة من " الوقيد " داخل الفرن .." هاتي ّ وقيّد .. وغسلي العجّان "...
إذا جاء الليل رأيت النوم فر فؤادٌ لا يقر ونفسٍ لا تستقر أرقُ علي أرق قلقٌ فوق قلق وذكريات , كر , وفر فأين أين المفر " كلا لا وزر " ولات حين مقر * إذا جاء الليل تبدو ليّ الشوارع من بعيد , بعيدة رقطاء كالأفاعي العتيدة أو كخيوط العنكبوت الزهيدة والقصيدة العنيدة والعتمة تبتلع الوجوه تبتلع...
مرغماً كنت طرفاً ثالثاً .. في محاولة يائسة , بائسة .. لتهدئة الموقف .. وأنا أتقلب كالمحموم علي فراشي .. والمشاجرة كانت علي أشدها .. بدأت بحوار عفوي , وعادى .. ما لبث أن تطور إلي نقاش حاد .. ثم انقلب بعدها الي معركة شرسة وضارية دارت رحاها بداخلي .. أسفرت عن هروب النوم .. فوقعت أسير الأرق ...
خشي أن يتأخر .. ويفوته اللقاء .. لذا خاف أن يأخذه النوم .. فظل مستيقظا حتى الصباح .. فهو دائماً يحرص علي مواعيده .. يحب السهر .. والاستيقاظ متأخرا ديدنه .... في الصباح الباكر .. صنع كوباً من الشاي المغلي .. غسل وجه .. لمع حذاءه .. كوي قميصه .. ارتدي ثيابه الأنيقة .. عدل من هندامه .. أشعل...
1 يا معشر الشعراء تكلموا , تكلموا ولا تسكتوا , فأن الكلام ليس محرم واحذروا أن تتخاذلوا , تتولوا , وتجبنوا هيا أقبلوا ولا تدبروا القدس تناديكم فهل سمعتم النداء ..؟! أم لم تسمعوا ..؟!. 2 يا معشر الشعراء أما كفاكمُ حديثا عن الحب ، ولوعته ، وسكرته ولياليه الحمراء الطويلة أما كفاكم وصف...
هل هناك صلة بين الفلسفة والجنون .؟َ.. أو بمعنى آخر .. هل بين الفلسفة وتبني أفكار شاذة وغير منطقية صلة ..؟.. أو بمعنى ثالث .. هل بين الكفر بالثوابت , والتقاليد , والأخلاق والفلسفة علاقة..؟ أنا عن نفسي درست الفلسفة , وتبحرت فيها , وقرأت كل ما جاء فيها , من كفر وإلحاد , وشك ويقين , وشطحات وإيمان...
-1- كلميني عبر الأثير كلميني أرجوكِ فإني محتاج أن أسمع صوتك محتاج أن أسمع همس البلابل وصوت هسيس المطر وحفيف أوراق الشجر والورد حين يناجي النسيم كلميني فقد نفذ رصيدي من الصبر ولم يعد لدىَّ ما يبقيني على الحياة إلا أنتِ , وصوتك المنتظر , -2- يا أوراق الياسمين كلميني يا التي رحلت...
اللصوص في بلادي كثيرون يسرقون كل شيء ولا يستحون تراهم في الصباح ، وفي المساء وفي كل وقت وحين يتغايرون كتغاير الليل والنهار ويتعاقبون علينا كتعاقب الفصول ويتوالدون كالديدان وكالروتين وربما رأيتهم يصلّون وهم راكعون ، ساجدون * اللصوص في بلادي لا يزالون يسرقون كل شيء , ولا يزالون يسرقون...

هذا الملف

نصوص
150
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى