علي حزين

من زمن بعيد أمي التي تسكن في الوريد رحلت عنا ولن تعود رحلت دون آن تحقق بعض ما تريد أن تري أبنها الوحيد له زوجة وله منها حفيد يتطلع للفجر الوليد من رحم الغيب البعيد أمي ماتت من سنين ماتت بعد أبي ولأنها لم تقو علي فراق أبي العطوف الودود الذي مات شهيد ماتت لتلحق به والممرضتان...
لم يبق في الذاكرة غير بقايا من اشجار الثّلج المتوهج في الشريان والوجه الضائع مني وصديد صداي لم يبق في الذاكرة غير أحاجى الصفصاف ونافذة في زاوية اللوحة تٌطُل علي الريح والبحر أمامها ثائر والموج الأزرق يجتاح ضوءاً منكسراً في الزوايا وفي اللوحة ولد معلق فوق جدار وكان فوق المرآة...
وقالت التي ..... تسكنني عند المساء هَيْتَ لَكَ ..... قطوفيَ دانية وظلي ظليل فهيا تَرَيَّض استبح أشجاري واستظل بظلالي ثماري يانعة فاقطف ما شئت وخذ من ثماري ألا تعجبك ثماري أما رأيت النور يجري من خلالي فوق جسدي وعلي أوصالي أما تري الزرع يشتاق إلي الساقي ألا تحب...
بجوار ماسح الأحذية .. وبائع الليمون .. كان يجلس " بكرتونة " الورقية .. يبيع اللب , والفول السوداني .. يخرج كل يوم من بيته .. الكائن " بساحل طهطا " مع أول ضوء , وقبل أن تطلع الشمس .. تراه يتعكز في الشارع الطويل , يدب علي الأرض بخطوات ثقيلة , ضعيفة .. ناهز السبعين خريفاً , أو يزيد عليها قليلاً ...
خمسون عاما قد مضت وأنت مازال حلمك في بدايته لم يكتمل بعد ما زال حلمك يراودك ولم يزل قلبك يخفق للنرجس وتعشق فلة علي غصن ياسمين ودوار الشمس عند الأصيل والعصافير التي كانت تمر علي شرفاتك وربما وقفت قليلا لتستريح .. قليلا ما عادت تمر اليوم ما عاد صوتها يغرد ما عادت تطير تري ما الذي افزع العصافير من...
في آخر الليل .. كل الشوارع .. تورق قصائد .. حكايات أشباح , أشتات رياح وخطأ هزيلة , وذاكرة متعبة أثقلتها الجراح .. تقيأتها فراشات تطير , وفراشات معلقة تمسكها خيوط ضوء والمصابيح ناعسة وهمس القصيدة مثخن بالجراح عائدُ أنا تواً من انكساراتي ووجه غريب يجلس هناك .. وحيداً على مقعدٍ رخامي أرقب في...
قطار رقم " 80 " مميز ــ القاهرة / أسوان ــ يخرج من المخزن ببطء شديد , أجلس مكاني في هدوء .. أنظر لصديقي النائم على كرسيه , وقد أنتفخ بكرشه , أخرجت سيجارة أشعلها , وأنا أتابع الزحام , والتدافع علي أبواب القطار , مع جلبة وصياح , يتمكن بعض الركاب من الجلوس علي الكراسي .. وقد أخرج بعضهم رأسه من...
في البدء.. كان صياح دِيَكَة.. والشمس طالعة.. والسكنات الريفية يتصاعد منها دخان الحطب.. وكانت أرض واسعة.. وسماء دائمة البكاء... وكان ولد وبنت.. الولد شقي وعفريت.. هكذا ينعته الجميع.. عُوده أخضر كسنابل القمح .. يفهم "هرش البنات"، وحين يندس وسطهن.. يصيخ السمع.. يضحكهن.. ويقطعن حديثهن.. عن العريس...
بالأمس .. انتابتنى حالة وجدانية .. فكرة قصة جديدة .. أطلت برأسها ، ألحت فى الخروج .. راودتنى .. أمسكت القلم , أخذت أحاول .. قلبت ذاكرتى .. أحشائى .. أوراقى المهملة .... عانيت .. تعبت .. سألت نفسى .............؟؟؟؟!!!!! " ماذا سأكتب .. وكل ما برأسى تافه , فارغ .. مجرد ثرثرة سمجة , ومملة ...
يفتح الكدر علي مشهد ليلي .. زحام في كل مكان .. الناس يقبلون , يجيؤون من كل حدب وصوب .. الأصوات تتداخل, تتعالي , ومكبرات الصوت المرتفع , تملأ المكان، الزحام علي أشده .. الأنوار معلقة في كل مكان .. تكاد تخطف الأبصار .. مسرح بدائي .. مصنوع من خشب ملون .. يقف علي بابه رجل .. شبه عار، مفتول العضلات...
لما رأيتُ الأرملة الشابة.. تنظر للقطط.. ويدها قد يبست علي شيء ما تمسكه.. وكأن في الأمر ما يروقها, ويشدّ انتباهها، أيقنتُ أني بصدد أمرٍ ما سيحدث.. بلعت ريقي بصعوبة.. كتمت أنفاسي, حتى لا تراني، انزويت متخفياً.. أتابع المشهد عن قرب.. القطة تهز ذيلها, تموء, تثني رأسها.. القط يقترب منها ببطء, تنفر...
ماذا لو قلت لها .."هل لكِ أن تسكنيني , تجري مع دمي في شراييني .. تتخلليني .."... أو بمعني أخر .." هل تسمحين لي أن أدخل حياتكِ , لأقاسمكِ العمر, والخبز, والكتابة ..".. فلنفترض قلت لها ذلك ..؟!.. ولنفترض أيضاً أنها رفضت ..؟! .. ماذا سيحدث ..؟! .. " هل تعتقد أنها سترفض ..؟! .. ربما ... دعنا ألان من...
سامحها الله.. رفضتني .. مستحيل .. أنا أُرفض .. مِن مَن ..؟.. من هذه ..؟! أهكذا ..؟!.. لا أُصدق .. عقلي يكاد يُجًن ...؟!!.... كيف ..؟.. ولماذا..؟. ولما .. ؟! .. لا , لا , هذا غير معقول .. !!.. لابد في الأمر شيء .. بالتأكيد هناك شيء ما .. جعلها ترفض هكذا .. أكاد أُجّن ...؟!.. ألم يتهلل وجهها...
أطرقت بصوت خافت .. لم تستسلم يوماً .. ولم تضعف .. بل واجهت الحياة .. بكل ما فيها من تيارات جارفة .. استطاعت أن تتحدى دوامات الحياة .. بكل ما أوتيت من قوة .. كانت تشعر بأن لديها قوة خارقة .. وكانت دوماً في حذر شديد من أنياب الذئاب , حتى استطاعت أخيراً أن تجد عملاً شريفاً .. وعندما كانت تعود...
أرسلت الشمس ترنيمة الحياة فوق النافذة الزجاجية .. طرقت بدفء علي الفتنة الناعسة .. فاستيقظت .. مدت عينيها علي ساعة الحائط .... ــ يآه الساعة الثامنة ...؟!. نفضت نومها .. بهستيريا .. تطوف بين مثلث الدولاب , المنضدة , غرف البيت القديم , الذي جاءه قرار إزالة في الشهر الماضي , فرغت من إصلاح ملابسها...

هذا الملف

نصوص
151
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى