صلاح عبد العزيز - ذكرى برائحة الحليب.. شعر

كمراهن
يتبعنى اكتآبى
أطارده من الرأس إلى القدم
أنتم لا تعرفون كم تحملت من العذابات
كى أجر عربة مثل هذه
مسافة تقارب العشرين عام
دون أن أملّ
وعندما تخيرت موتا
لم ينجز مهمته

إذن
ما الذى يشدنى للحياة هكذا
حتى أن موتا يفارقنى
بلا سبب
حتى أن اكتآبى
دون أن يودعنى
فقدته فى الزحام
كأنما نقش يغادر حجر
وكلما أفقت من غيبوبتى
أجدنى فى ظلمة البحث عن فاعل غيرى
عجوز فى صباى

يا لتلك العذابات
كلما غادرتنى السنون
اختفى جار فى بحيرتى
وكلما جفت
تفقدت جثة
ما تزال طازجة
كان شخصها يغادرنى
حتى أن عينيه سهمان منفلتان
تتكسر روابط الدم
كأنما الذكرى آلة تقطيع
تملأ الهواء برائحة الحليب.


صلاح عبد العزيز
مصر

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى